محمد إسماعيل الحلواني
نقلت مجلة نيوزويك عن “رونجيني جوشوا“؛ مؤسسة شركة “ذي سيلفر تليجام” للاتصالات التقنية، قولها: “يواصل تطبيق “كلوب هاوس” تذكيرنا بما وعدتنا به شبكة الإنترنت في الأصل، وأقصد بالطبع التعاون وسلامة المجتمع، وليس الحجج والاغتراب”.
وأعربت جوشوا عن أملها في أن يتمكن “كلوب هاوس” من إرشاد المنصات والشبكات الاجتماعية الكبرى إلى ما نريده حقًا من وسائل التواصل الاجتماعي. لكنها تشك في أن الثقة الزائدة في قدرات “كلوب هاوس” على إحداث تغيير حقيقي ما لم يساهم في تغيير طريقتنا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تمامًا.
حصلت جوشوا على عضوية “كلوب هاوس” منذ أكتوبر 2020 بناءً على دعوة من صديقة لها ويقوم التطبيق دوريًا بتغيير رمزه من خلال عرض صورة رأس المستخدم. لكن حتى في تلك الأشهر الأربعة، شعرت جوشوا بالزحف البطيء للمحتالين والمتصيدين والمتحرشين الذين يتسللون إلى المنصة تمامًا كما يفعلون في كل ركن من أركان الإنترنت.
وتنصح جوشوا “كلوب هاوس” إذا أراد الحفاظ على سحر الأيام الأولى وتوسيع نطاقه، بالبدء في التعامل الجاد مع مستخدمي الإنترنت وبالتالي إنشاء بعض فلات التصفية لانتقاء الأشخاص والسلوكيات المقبولة، والسماح في مجتمع المنصة بالمساءلة وفرض القواعد والسياسات وطرد المخالفين.
وبديهي أن يكون مؤسسو “كلوب هاوس” حريصين مثل أي شخص آخر على التمسك بما يجعله تطبيقًا مميزًا. بعد أقل من عام على إطلاقه، تقدر قيمته حاليًا بـ 100 مليون دولار. بعد جولة التمويل الأخيرة، من المتوقع أن تبلغ قيمته حوالي مليار دولار ، مما يجعله واحد من أكبر اللاعبين في ساحة وسائل التواصل الاجتماعي.
استفاد عمالقة التكنولوجيا جميعًا من التباعد الاجتماعي وإجراءات الإغلاق، لكن شعور “كلوب هاوس” بالمجتمع والأصالة والتحدث وجهًا لوجه، الذي تغذيه المحادثات الصوتية في الوقت الفعلي، هو ما برز بشكل خاص ولعب دوًا كبيرًا كعامل جذب للمنصة.
مميزات فريدة
من خلال السماح للمستخدمين باستخلاص المعنى من إيقاع الصوت، نبه المتحدث، وشعور المستخدمين الآخرين بأنهم جزء من محادثة بجانب المدفأة – بدلاً من صيغة مجالس المدينة التي تعرض على شاشات التلفزيون، وفي مواقع التواصل، شكلت عناصر تساهم في أن تجعل التطبيق منصة فريدة من نوعها.
ورصدت جوشوا بيع دعوات الانضمام إلى كلوب هاوس في بعض المناطق بمبلغ يصل إلى 77 دولارًا، كما رصدت رغبة الكثيرين في الانضمام للمنصة- ولكن قد لا يكون بعض هؤلاء جزءًا حقيقيًا من “مجتمع كلوب هاوس”.
وأوضحت جوشوا أن “كلوب هاوس” لم يصل بعد إلى مرحلة تجعله بحاجة إلى كسب المال – فهو لا يزال معتمدًا على أموال رأس المال الاستثماري. عندما يضطر إلى دفع نفقات التدريب وكسب أمواله الخاصة، فإنها سيكافح من أجل الحفاظ على جاذبيته الخاصة – وقد ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح استنساخًا صوتيًا من تويتر، إلا أن تويتر أطلق التغريدات الصوتية، سبيسز، لاستباق المنافسة مع كلوب هاوس.
أبرز التحديات
وأشارت جوشوا إلى أن التحديات تضر “كلوب هاوس” بالفعل. ففي كل يوم نرى أشخاصًا يُطردون من الغرف إما بسبب إثارة تعليقات عنصرية أو جنسية، أو بسبب الترويج الذاتي بأسلوب وقح.
وتتساءل جوشوا: “إذن كيف يمكن لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي – الجديدة والقديمة – أن تتمتع ببعض “النبلاء”، حتى نتمكن من الاستمتاع بها أكثر؟”.
وتجيب: “ببساطة، نحتاج إلى المطالبة بنفس معايير السلوك عبر الإنترنت التي نتوقعها في المواقع الفعلية. لا يكفي حظر مستخدم مجهول – سيعاود الكرة بإنشاء حساب آخر. ربما نحتاج إلى حظر الشخص الذي أوصى به أو أرسل إليه الدعوة أيضًا. سيساعد هذا في الالتفاف على نموذج الدفع مقابل الدعوة، وبذلك يحرص كل مستخدم على أن يبدو أنيقًا. هذه الطيقة تنجح في الحياة الواقعية ويمكن أن تنجح عبر الإنترنت: إذا بدأت معركة مع شخص آخر في نادٍ حصري، فمن المحتمل أن تتوقع أن يتم طردكما معًا”.
وترى جوشوا أن ثمة حل آخر، وهو رفع مستوى المساءلة لإنهاء التصيد والاحتيال الناجمين عن عدم الكشف عن هوية المستخدم. ويتم ذلك بطلب إبراز الهوية بطريقة تحافظ على الخصوصية.
وأخيرًا، كما تعتقد جوشوا، ينبغي أن نتذكر أنه لا يوجد نادٍ حصري مجاني، فالدفع مقابل الدخول جزء من قضاء ليلة ممتعة في أي مسرح أو مكان ترفيهي.
يمكن أن يكون “كلوب هاوس” إما صورة متكررة لوسائل التواصل الاجتماعي الحالية، أو لحظة تعلم تسمح للصناعة بأكملها بتغيير المسار وإظهار كل ما نريده حقًا من وسائل التواصل الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أن جوشوا تكتب مقالاتها بانتظام لمجلات والكاتبة في مجلات فورين بوليسي ونيوزويك وسينتفك أمريكان، والكاتبة في مجلات فورين بوليسي ونيوزويك وسينتفك أمريكان.