أسماء مندور
من شروط الحملات الإعلانية الناجحة الوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور، لكن الوصول إليهم من خلال وسائل الإعلام المعروفة لم يعد الخيار الأمثل، فالصحف والتليفزيون والراديو لم يعودوا مؤثرين كما في السابق، خاصة بين فئة الشباب، لذا أصبحت الإعلانات الرقمية عبر الشاشات في الشوارع هي الوسيلة الجماهيرية الأخيرة.
ووفقا للتقرير الذي نشره موقع “Egypt business“، فإن حصة مبيعات تلك الشاشات الرقمية في السوق تتزايد باستمرار، والسبب في ذلك هو طفرة تكنولوجيا الإعلانات عبر الشاشات الرقمية في الشوارع، التي تهدف للوصول لأكبر عدد ممكن من أماكن التجمعات، وبالتالي فهُم مسؤولون عن النجاح المتزايد لهذه الإعلانات في الأماكن العامة.
ليس هذا فقط، بل أيضًا بلغت حصة المبيعات من الإعلانات الرقمية في المدن الكبرى مثل لندن وباريس ما يقرب من 70-80%. كما تؤكد دراسة عن الموضوع بعنوان “الشاشات العامة والخاصة” أن وسائل الإعلام الإعلانية الرقمية تستهدف أسبوعيًا فئة من الشباب تصل نسبتهم إلى 65 وحتى 80%.
إمكانية الوصول للجمهور ومدى ملائمة الرسالة الإعلانية:
الوصول للجمهور أمر لا غنى عنه في عالم الإعلانات، لكن الأهم من ذلك هو مدى ملائمة الرسالة الموجهة للجمهور، هذه حقيقة بديهية، لكنها مهملة بشكل مجحف في مجال التسويق، لأنه إذا وصلت الرسالة إلى الشخص الخطأ في الوقت الخطأ، فلن يحقق الإعلان الهدف المنشود منه.
مثلًا ليس من الملائم الإعلان عن منتج قهوة في وقت متأخر من الليل على التلفزيون، لكن سيكون من الصعب مقاومة إعلان لسلسة كافيهات ستاربكس على الشاشات الديجيتال في الشوارع في طريقك إلى العمل صباحًا، لأن الرسالة هنا استهدفت الشخص المناسب في الوقت المناسب، لذا فإن التركيز فقط على العملاء – الذي يتم التباهي به كثيرًا- ليس أكثر من مجرد خدعة، لأن كلمة السر لنجاح أي إعلان هي معرفة ما هو مهم للمجموعة المستهدفة ومتى تعرضه عليهم، حينئذٍ فقط يكون للإعلان تأثير مثالي.
يعلق المعلنون والوكلاء أمالًا عريضة ويتوقعون المستحيل من حملاتهم الدعائية، فهم يتوقعون أن تصل رسالتهم الإعلانية إلى كل الناس وتؤثر فيهم بشكل فعال، مع أن رسالتهم تلك هي واحدة فقط من بين 10 آلاف رسالة نستقبلها يوميًا.
تصل تلك الرسالة إلى قارئي وسائل الإعلام المطبوعة في المنزل على طاولة المطبخ أو على الأريكة، وإلى مستمعي الراديو في الازدحام المروري المجهد أثناء طريقهم للعمل، وإلى مشاهدي التلفاز وهم على وشك النوم في المساء، وإلى مستخدمي الإنترنت أثناء بحثهم المستمر لقراءة مقال عبر الإنترنت.
أهمية اختيار الوقت المناسب:
لذلك غالبًا ما تصل إلينا رسالة المعلنين الدعائية في الوقت غير المناسب، ويقع اللوم في ذلك على عاتق المعلنين، الذين غالبًا ما يكونون غير مبالين بأهمية اللحظة المناسبة، فهم يديرون علاقاتهم ومدى تأثيرهم وفقًا للمعايير الربحية، وليس وفقًا لاختيار اللحظة المناسبة.
لذا من المهم الاستفادة من هذا الوضع الاستثنائي للإعلانات الرقمية عبر الشاشات الديجيتال في الميادين والأماكن العامة، فالمستهلكون يكونون في حالة يقرر فيها الموقف نفسه مدى ملاءمة الرسالة بالنسبة لهم؛ على سبيل المثال، عند الإعلان عن الطعام والشراب عندما تكون المجموعة المستهدفة في مركز للتسوق سيجذب اهتمام الجمهور أكثر.
لذلك نجد شاشات الإعلانات الرقمية في الأماكن التي يمر بها المستهلكون في طريقهم إلى التسوق. إنه الحلم الكبير للعلامات التجارية والمعلنين، حيث يكون الناس في وضع مختلف تمامًا عن الجلوس على الأريكة ومشاهدة التلفزيون، ويختلف عن تصفح الإنترنت بدون تركيز. فالاحتكاك بـالإعلان الرقمي من خلال تلك الشاشات هو آخر نقطة اتصال بين المنتج والمستهلك، وغالبًا ما يكون مهمًا للغاية خاصةً قبل التسوق.
التنوع يصنع الفرق:
هذا المزيج هو الذي يجعل حملات الإعلانات الرقمية عبر تلك الشاشات ناجحة للغاية؛ فمدى الوصول والتكيف واللحظة المناسبة، تجعل من الصعب على أي وسيلة إعلامية أخرى أن تجمع بين هذا المزيج بنفس الدقة، بالإضافة إلى أنها قابلة للتكيف تمامًا مع أي مجموعة مستهدفة يمكننا تصورها.
الميزة الخاصة الأخرى التي تميز الشاشات الديجيتال في الشوارع عن الملصقات التقليدية هي خاصية الصور المتحركة، حيث تولد الصورة المتحركة مستوى عاليًا من الاهتمام وتُزيد بشكل كبير من تأثير الرسالة الإعلانية. أما لماذا لا يتم استخدام هذه التقنية إلا في نسبة ضئيلة جدًا من الحملات فيبقى لغزًا.
سيتحقق الهدف المنشود لإعلانات شاشات الشوارع الرقمية، وسيؤدي إلى تحقيق النجاح في مجال الإعلانات وسط منصات الميديا المختلفة، لأنه يزيد من الكفاءة والدقة في تحديد نوع الشريحة المستهدفة بشكل أكبر، بالإضافة إلى الطلب المتزايد عليها من جانب الوكلاء والمعلنين.
ميزة الإعلان الرقمي عبر شاشات الأماكن العامة أنه لا تتوفر فيه عيوب وسلبيات الإعلانات التي تُعرض من خلال الوسائل الإعلامية الأخرى؛ فلا نجد فيه خاصية تخطي الإعلانات ولا احتمالية التعرض لإعلانات وهمية بهدف النصب، كما أنه في نفس الوقت مجهز بأعلى درجة من الأمان فيما يخص التعامل مع العلامات التجارية الكبرى.