رائد عزاز
الأحداث والوقائع الأخيرة داخل نادي الزمالك، التي كشفت لنا عن حجم المخالفات المهول خلال فترة حكم المستشار المعزول، جعلتني أتخيل أن اللجنة المؤقتة لتسيير أمور الكيان ستصدر بيان بنفس صيغة وشكل إعلان الضباط الأحرار الذي ألقاه أنور السادات يوم قيام ثورة يوليو، مع تعديل طفيف في بعض الكلمات: (اجتاز الزمالك فترة عصيبة في تاريخه الأخير من الرشوة والفساد وديكتاتورية الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثيرا كبيرا على الفرق الرياضية، وتسبب المغرضون والمرتشون في هزائم عديدة، وأما فترة مع بعد ذلك فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على فريق كرة القدم الذي تولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد).
سأستعرض معكم الوضع المالي والإداري الراهن الخطير الذي يهدد حاضر ومستقبل البيت الزملكاوي صاحب التاريخ الطويل والجمهور الأصيل:
أولا: النادي مَدين بمبالغ ضخمة لصالح عديد من اللاعبين المحترفين الأجانب الذين استصدروا أحكاما نهائية من الهيئات الرياضية الدولية بحصولهم علي كامل مستحقاتهم المالية، مضافا إليها الغرامات العقابية بعد أن قام الزمالك بالاستغناء عنهم دون دفع باقي عقودهم الرسمية، وهناك أيضا باقي أقساط ناديي سبورتنج لشبونة وماريتيمو البرتغاليين عن صفقة إعادة محمد إبراهيم شيكابالا إلى الزمالك.
الأرقام تبلغ ملايين الدولارات وتستحق التحصيل خلال تواريخ قريبة وإلا ستتوالى العقابات على النادي والتي سيكون أولها خصم نقاط من رصيده في الدوري وحرمانه من فترتي قيد، وربما أيضا استبعاده من استكمال البطولة الأفريقية.
ثانيا: النادي لا يمتلك الآن أموال تكفي لسداد جزء من مستحقات اللاعبين الحاليين الذين بدأت بوادر تمرد بعضهم وامتناعهم عن التدريبات، وهو ما انعكس بوضوح على النتائج الأخيرة لفريق كرة القدم.
ثالثا: الموارد الرئيسية للتمويل -اشتراكات الأعضاء وإيجارات المحلات- تم تحصيلها مقدما وإنفاقها بمعرفة المجلس السابق، وهو ما يعني إنعدام فرصة الحصول على سيولة قريبة تساعد في حل المشكلات العاجلة أو الطارئة.
رابعا: عديد من مؤسسات الدولة -التأمينات والأوقاف والضرائب وغيرهم- يدينون النادي بـ أرقام كبيرة متراكمة منذ سنوات، المطالبة بها بدأت مؤخرا ولولا تدخل بعض المسؤولين لتأجيل الدفع لتم الحجز على النادي فورا حفاظا على المال العام.
خامسا: سمعة النادي أصابها ضرر بالغ بالداخل والخارج بسبب تكرار عدم التزامه بتسديد ما عليه، وبالتالي سيجد صعوبة كبيرة مستقبلا في التعاقد مع عناصر مميزة من لاعبين وإداريين خصوصا الأجانب.
المشاكل بالفعل عميقة ومعقدة ولن يتم حلها عن طريق التغني بحب الكيان أو التبرع بثمن قرط ذهبي أو حتي بـ إعانات محدودة من الدولة لن تسمن ولا تغني. الوضع يستلزم بشكل عاجل وقاطع ترشيد أوجه الإنفاق في كافة المجالات حتى لو اقتضي الأمر الاستغناء عن النجوم ذوي الرواتب الخيالية وتعويضهم بـ الناشئين، كما حدث سابقا مع أندية داخل مصر وخارجها.
كذلك تشكيل لجنة من المخططين المحترفين وليس الموظفين الروتينيين لوضع خطط عاجلة تهدف إلى تعظيم موارد الزمالك من المشروعات والمباريات الودية والشراكة مع كيانات اقتصادية محلية وعربية تدفع مقابل إعلانات تستخدم اسم وشعبية النادي العريق.
ماجد سامي فعلها من قبل مع وادي دجلة وأصبح الموضوع (عادي في المعادي) وأتمنى أن يكون (كذلك في الزمالك).