محمد إسماعيل الحلواني
أمضت “ليز هايز” 25 عامًا في العمل الصحفي لتساهم في نجاح مجلة “60 دقيقة” الإخبارية التلفزيونية التي نالت استحسان النقاد، لذا تتمتع الصحفية الأسترالية بثقة طاغية بالنفس، ولكن بمجرد توقف الكاميرات عن الدوران، تعترف بأن هذه الثقة تتبدد تمامًا.
ونقلت صحيفة “سيدني موننج تربيون” عن هايز قولها: “لقد وصلت إلى نقطة أعلم فيها أن أدائي الإعلامي جيد بما فيه الكفاية، لكنني أسأل نفسي باستمرار ما إذا كان ما أقدمه جيد أم خلاف ذلك”.
استغرق الأمر من “ليز هايز” وقتًا طويلاً للوصول إلى الإجابة لأنها لم تحمل قدرًا كبيرًا من الثقة التي اكتسبتها بالتدريج على طول مسيرتها المهنية.وأضافت هايز: “لطالما سألت نفسي هذا السؤال؛ كصحفية، عندما أكتب قصة، فأنا أعرف ما إذا كانت قصة جيدة، بل أعرف كيف أكتبها، وكيفية الحصول على عناصر القصة. ولكن التلفزيون قادر على تمزيق الصحفي، فالخطأ أمام الكاميرا سيف على الرقاب. وهذا هو الجزء الصعب من مهمة التقديم التلفزيوني. فمن الصعب بل قد يصبح من المستحيل تصحيحه. وأحيانًا لا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك”.
في عام يصادف عامها الأربعين في العمل في القناة التاسعة الأسترالية والعام الخامس والعشرين لها في برنامج الشؤون الجارية الرائد 60 دقيقة، تدخل هايز في دائرة الضوء أيضًا، حيث تستضيف حلقات إخبارية قائمة على التحقيقات، بهدف تحليل وتفكيك القصص المعقدة عن طريق جلوس لجنة من الخبراء حول الطاولة.
تستمتع هايز بجمع أصحاب الخبرة والرأي وليس بالضرورة الأكاديميين أو العلماء أو علماء الرياضيات فحسب، وتحب جمعهم معًا في حلقات برنامجها الجديد فيتحدثون فيما بينهم، ويغطون كافة جوانب الموضوع وتبحر معهم في أفكارهم.
تبحث هايز عن محتوى أكثر قدرة على تجاوز قيود السفر التي فرضها وباء كورونا، وتصر على مطالبة ضيوفها بالتفكير بشكل مختلف في ظل ظروف مختلفة عن حياتنا ما قبل كوفيد-19.
وتؤكد هايز أن الاحترام المتبادل بين فريق العمل التلفزيوني ركيزة أساسية لأي نجاح. وهناك، كما تقول، بعض الخلافات مع الفريق ولكن الحدود واضحة، فالمنتج “لا يمكنه الإساءة إليّ ولا يمكنني الإساءة إليه، ولكن من المقبول للغاية أن تكون هناك مناقشات ساخنة وبعض المحادثات القوية حول ما إذا كنا نعتقد أن موضوعًا ما سينجح أم لا، لكنها نقاشات محترمة تمامًا. إن كل منا يعرف كيف نعمل مع بعضنا البعض. ويتعلق الأمر بمعرفة نقاط قوتنا وأين يمكننا القيام بعملنا بشكل أفضل”.