بعد وفاة الفنان يوسف شعبان قبل أيام متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، كان العمر المتداول في الصحف هو 90 عاما، إلا أن هذا يخالف الحقيقة وهو ما تأكد منه إعلام دوت كوم حصل على صورة البطاقة الشخصية للفنان الراحل يوسف شعبان، والتي كشفت عن عمره الحقيقي، ألا وهو 84 عاما وليس 90 عاما كما كان متداول.
وكان الناقد طارق الشناوي أول من نبه إلى أن الفنان الراحل مواليد 1936 وليس 1930 كما أشارت الصحف، وذلك في مقاله في جريدة المصري اليوم.
نبهني القارئ الأستاذ محمد السيد رجب إلى أنه كان زميلا بمدرسة التوفيقية وجارا فى نفس الوقت للفنان الكبير يوسف شعبان، وكثيرا ما كانا يقطعان معا شوارع شبرا، ولهذا فإنه موقنا أن الفنان الكبير مواليد 1936، وليس كما أشارت كل الصحف 1930، بالفعل تواصلت مع نقيب الممثلين د. أشرف زكى وتأكدت أننا جميعا أخطأنا عندما أشرنا إلى أنه تجاوز التسعين، مع الأسف الموسوعة على (النت) مليئة بالأخطاء، ولا أعفى نفسى من الاستسلام أحيانا لتلك الموسوعة.
الخطأ الثانى صححه لي المخرج والمنتج السوري المعروف أنور القوادري، عندما كتبت أن فيلم (معبودة الجماهير) من إنتاج (صوت الفن)، بينما هو إنتاج مخرجه حلمي رفلة.
الفيلم لعب بطولته عبد الحليم، وأدار تصويره وحيد فريد، وشارك في ألحانه محمد عبد الوهاب، والثلاثة أصحاب شركة (صوت الفن)، فاعتقدت أنه إنتاجهم أيضا، الحقيقة على (التتر) تشير إلى اسم حلمي رفلة.
وسيبقى هناك خطأ لا أدري كيف يتم إصلاحه؟ عندما استعدت (التتر) وجدت أن القصة السينمائية منسوبة للأديب يوسف جوهر، بينما السيناريو حلمي حليم، والحوار محمد أبو يوسف.
مصطفى أمين كتب طوال تاريخه قصتين للسينما، الأولى (فاطمة) بطولة أم كلثوم، و(معبودة الجماهير) الثانية، طبعا التليفزيون قدم له عددا من أعماله الروائية مثل (لا) و(صاحب الجلالة الحب)، و(الآنسة كاف).
مصطفى أمين تعاقد مطلع عام 65 مع رفلة على القصة السينمائية، وكتبها للجمع- للمرة الثالثة- بين زوجته فى تلك الأثناء شادية وعبد الحليم حافظ، وبالطبع لا يستطيع عبد الحليم في عز نجوميته الاعتراض برغم أن المشكلة كامنة في تحفظه على تاء التأنيث (معبودة)، فهو يرى أنه فقط يستحق هذا اللقب (معبود)، بعد إلقاء القبض على مصطفى أمين، بتهمة الجاسوسية، كانت التعليمات محو اسمه من كل ما هو منسوب إليه.
فيلم ضخم مثل (معبودة الجماهير) كان من الممكن أن يتوقف تماما كمشروع، من الواضح أن الدولة اشترطت على حلمى رفلة ليس فقط حذف اسم مصطفى أمين، ولكن ضرورة إضافة اسم بديل.
وبالطبع يوسف جوهر واحد من أهم الكتَّاب في المجالين الأدبي والدرامي، أتصور ولست موقنا بالطبع أنه أضاف أشياء وتفاصيل للقصة السينمائية، ولكن قطعا هذا لا يمنحه تحت أي مسمى الانفراد على (التتر) بكتابة القصة.
عندما يأتي مثلا باحث لدراسة الأفلام الغنائية لن يجرؤ على إضافة اسم مصطفى أمين، لأنه غير موثق على (التتر)، بينما يؤكد الأرشيف الصحفي أنه مصطفى أمين، والكاتب يوسف جوهر لم ينف يوما اقتران (معبودة الجماهير) بمصطفى أمين.
الدولة أفرجت عن مصطفى أمين عام 74 بعد قرار عفو مباشر من الرئيس أنور السادات، وعاد اسمه كمؤسس هو وعلى أمين لجريدتي أخبار اليوم والأخبار وباقي الإصدارات الصحفية، وظل (تتر) الفيلم عصيا على الإصلاح، تزوير أجبرت كل الأطراف في منتصف الستينيات على ارتكابه، ولكن استمراره يظل مسؤولية نقابة السينمائيين، ودورها حماية التراث السينمائي، الاعتراف بالخطأ يعني بداية الإصلاح.
شكرا لكل من نبهني لخطأ وقعت يوما فيه، نعم سأواسي نفسي وأقول ما يقع إلا الشاطر، إلا أن الأحمق هو الذي لا يصلح الخطأ، وقررت أن أحذو حذو الشُطار!!