التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، أعضاء مجلس النواب والشيوخ بمحافظة المنوفية، خلال زيارته المحافظة، وذلك بحضور الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ونيڨين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، واللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، محافظ المنوفية، ونائبه محمد موسى، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن اختياره لمحافظة المنوفية لتكون أول محافظة يتم زيارتها؛ لمتابعة الإجراءات الخاصة بتنفيذ المشروع القومي لتطوير القرى المصرية، بعد إطلاقه من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ضمن مبادرة “حياة كريمة”، يعطي رسالة مهمة، تتلخص في أن المنوفية تُعد محافظة ريفية، ويعتمد في نشاطها الاقتصادي على النشاط الزراعي بشكل أكبر. قائلا: نشهد اليوم انطلاق تنفيذ مشروع تطوير القرى المصرية على أرض المحافظة، وذلك من خلال ما سيتم تنفيذه من أعمال تطوير مركزي أشمون، والشهداء، موضحاً أن مركز أشمون يُعد من أكبر المراكز على مستوى الجمهورية، حيث يصل عدد سكانه إلى نحو مليون نسمة.
أضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن رئيس الجمهورية أطلق العديد من المشروعات القومية والتنموية على مدار السنوات الماضية، التي تنعكس إيجابا على أهالينا على مستوى محافظات الجمهورية، مؤكدا أنه يشرُف بمعاونة العديد من الوزراء لتنفيذ عدد كبير من هذه المشروعات، لكن أكثر المشروعات تحديا في هذه المرحلة هو مشروع تطوير القرى المصرية، الذي يأتي ضمن مبادرة “حياة كريمة”، حيث إنه يتوجب علينا التوجه إلى عمق الريف المصري الذي ترك منذ عشرات السنين دون تطوير، وهو الأمر الذي صدر لنا حاليا العديد من التحديات والمشكلات، التي تستدعى إجراء عمليات جراحية شديدة التعقيد للتعامل مع هذه التحديات والمشكلات.
أشار رئيس الوزراء إلى أن لكل قرى ظروفها الخاصة والتي تختلف عن غيرها من القرى، حيث إن لدينا 4700 قرية، وهو ما يستوجب التعامل مع تلك الظروف بأساليب مختلفة، قائلا: حجم هذه التحديات الكبيرة تجعلنا نعمل ليل نهار؛ حتى نلبي طموحات المواطن المصري البسيط من سكان هذه القرى، ونكون على قدر المسئولية. وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن التحدي الخاص بتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروع تطوير القرى المصرية لا يُعد هو التحدي الحقيقي، وذلك بعد أن نجحنا في إدارة منظومة الإصلاح الاقتصادي التي تبنتها الدولة، لكن التحدي الحقيقي يتمثل في صعوبة التنفيذ على الأرض حيث إننا نتعامل مع قرى ومدن قائمة بالفعل.
أكد الدكتور مصطفي مدبولي أيضا أن الحكومة تبذل جهودا مضنية؛ من أجل تنفيذ المشروعات التنموية وإدخال المرافق الحيوية للقرى القائمة بالفعل لتلبية طموحات أهاليها وتحسين ظروفهم المعيشية، دون المساس بالحياة اليومية أو بمصالح أهلها أثناء تنفيذ تلك الأعمال، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يمثل تحديا كبيرا على الحكومة، لاسيما في ظل عدم وجود طرق وبيوت مخططة. وقال إنه من المنتظر أن تؤدي نتائج المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” إلى تغيير وجه مصر بشكل عام، ووجه الريف المصري بشكل خاص، الذي يقطنه نحو 55 مليون نسمة، وذلك عن طريق توفير الخدمات الأساسية بالقرى، وتأهيل ورفع كفاءة المنازل لسكان الريف.
وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور مصطفي مدبولي إلى أنه تم إطلاق برنامج منذ عام ونصف لتطوير شبكات الطرق بين المراكز والتي تشارك فيه المحافظة، كما أن مبادرة “حياة كريمة” ستسهم في تأهيل الطرق الداخلية داخل القرى والمراكز، علاوة على مشروع تأهيل وتبطين الترع، الذي يتضمن تبطين نحو 20 ألف كم، ورفع كفاءة الترع وتوصيل المياه لنهايات الترع المُتعبة، لمساعدة الفلاحين في الحصول على المياه، إلى جانب إلى تخطيط الحكومة لتطبيق منظومة الري الحديث في الأراضي الزراعية القديمة وتشجيع الفلاحين على تحسين إنتاجية الأراضي، مؤكدا على حسن إدراك المواطنين ودعمهم لتنفيذ هذه المشروعات.
وخلال حديثه، أكد رئيس الوزراء كذلك على أن الحكومة مهتمة بالإنصات والاستجابة لطلبات النواب والمواطنين، لأن هدفها هو حل أكبر قدر من المشكلات القائمة، وقد أخذت على عاتقها الدخول في مشكلات ترجع جذورها إلى نحو 50 عاما، بدلاً من غض الطرف عنها، على الرغم من علمها بأن التعامل مع بعض تلك المشكلات قد لا يلقى قبولا في الشارع المصري لكونها شديدة التعقيد وتمس بعض المصالح، قائلا: إن تغيير هذا الواقع قد يصطدم…