عرضت منصة “فيو” مؤخرًا أولى حلقات مسلسل الخيال والمغامرات “وادي الجن” الذي يقوم ببطولته مجموعة من الفنانين الشباب المصريين والعرب، من أبرزهم ليلى زاهر، يوسف عثمان، وخالد كمال، وسينتيا خليفة، وغيرهم.
المسلسل مكون من 7 حلقات، أخرجها حسام الجوهري، وألفها كل من محمد هشام عبية، ومنة إكرام، وعمر خالد.
تواصل “إعلام دو ت كوم” مع محمد هشام عبية، الذي حدثنا عن كواليس التحضير للعمل.
قال “عبية” إن “وادي الجن” هو ثان عمل يجمعه بنفس الفريق لصالح منصة “فيو”، إذ سبق وتعاون معهم بصحبة آخرين، من خلال مسلسل “زودياك” الذي عرض في موسم رمضان عام 2019.
أوضح أنه بعد “زودياك” و”في كل أسبوع يوم جمعة”، كان على تواصل مع “فيو” التي كانت لديها رغبة في إنتاج مسلسل فانتازيا له علاقة بالصحراء والثقافة العربية وليس مجرد عمل يتناول في أحداثه مغامرات عصرية، إذ أن نجاح الأعمال السابقة له كانت سببًا في تركيزهم على هذه النوعية التي تدور في إطار الإثارة والتشويق.
أضاف، أنه بعد جلسات مطولة مع فريق الكتابة تم التوصل لفكرة مشروع يدعى “الكهف” الذي تم تغيره فيما بعد إلى “وادي الجن”، وتم البدء في الكتابة بعد الاتفاق فيما بينهم على المعالجة الرئيسية، لافتًا إلى أن الفكرة مستلهمة من القبائل العربية والسحر الذي يمارسونه والأساطير التي يتبادلونها فيما بيهم.
أشار إلى أن فكرة المسلسل دفعتهم لعمل بحث مطول حول المكان المناسب لبدء المغامرة، وتم الاستقرار في النهاية على منطقة “القصير” بالبحر الأحمر، نظرًا لوجود العديد من الكهوف السياحية بها، إذ أن كل ما يحتاجونه في الحلقة الأولى كهف يدخل إليه أبطال القصة ليتم من خلاله انتقالهم لعالم آخر غير معلوم موقعه.
أضاف أن الكهوف عادة ما تكون محاطة بالخوف والغموض، الذي يتم الإشارة إليه بأسطورة أو بأخرى يرويها أهالي المنطقة، معلقًا: “طول الوقت الكهف لسكان المنطقة المجاورة باب يؤدي إلى حاجة مثيرة وغامضة”.
قال “عبية” إن غموض الكهوف يرتبط في الأساطير بالجن، ولذلك تم اختيار اسم “وادي الجن” عن عمد، خاصة وأنه مكان موجود بالفعل في الجزيرة العربية، وتدور حوله أساطير أكثر بكثير من أي مكان آخر، وهو ما جعلنا نقرر أن تكون القصير بوابة لوادي لجن.
لفت إلى أن “فيو” كانت تريد التوجه للجمهور العربي بشكل أكثر اتساعا من خلال ما تعرضه من أعمال، وهو ما جعلهم يختارون أبطال العمل من توليفة تضمنت جنسيات عربية مختلفة، لتوسيع قاعدة المشاهدة.
وعن سمات الأبطال خلال الأحداث، أوضح أن تم اختيار الفنان السعودي الصاعد محسن منصور، لتجسيد دور “جواد” الإنفلونسر الشهير، نظرًا لوجود العديد من الإنفلونسرز الذين يميلون للاستكشاف والمغامرة من خلال فيديوهاتهم في الخليج، معلقًا: “في النهاية كل بطل ليه ميزة وأداة وكلهم بيكملوا بعض”.
خلال الأحداث، أشار مؤلفي المسلسل إلى وجود صلة روحية تجمع التوأمين “ليال” التي تجسدها الفنانة الشابة ليلى زاهر، و”صالح” الذي يجسده الفنان حسن مالك، من خلال صور ذهنية ترواد الأخير بين الحين والآخر عن المواقف التيي تتعرض لها شقيقته.
وهنا برر “عبية” الأمر الذي ربما يجده البعض مبالغًا فيه أو غير منطقي، قائلاً إن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى وجود صلة بين التوأم، لافتًا إلى أن مصطفى وعلي أمين، أشهر توأمين في الصحافة المصرية، تحدثا عن هذه الصلة، معلقًا: “لما كان واحد في السجن والتاني برا كانوا بيقولوا إن لو حد فيهم شعر بالبرد التاني بيشعر بالبرد”.
أردف، أن هذه الصلة الروحية بين “ليال” و”صالح”، سيكون لها أثر درامي خلال الحلقات المقبلة، وسيتجلى للمشاهد كيف يمكن لها أن تساعد في تطور الأحداث.
مشاهد الحلقة الأولى تضمنت بعض المؤثرات البصرية، للدلالة على وجود عالم خفي وأشياء خارقة للطبيعة، وهو ما رسخ لدى المشاهد منذ الوهلة الأولى وجود المزيد من هذه المؤثرات في الحلقات التالية والتي لم يعرض أغلبها بعد.
هذا ما دفعنا للاستفسار عما إذا كان أمر المؤثرات البصرية، معدًا له منذ بداية مرحلة الكتابة أم لا، ولذلك أوضح “عبية” أن ما تم كتابته من أحداث ومشاهد كان وصفًا لما تم تخيله بغض النظر عن طريقة التنفيذ التي اعتمدها المخرج.
أضاف أنه من المنتظر أن تزيد مساحة المؤثرات البصرية خلال الأحداث المقبلة، خاصة بعد فتح باب عالم خيالي آخر.
أثناء كتابة الأحداث واجه مؤلفي المسلسل بعض الصعوبات، التي كان أبرزها أنه لا يوجد سابقة أعمال مشابهة له في المنطقة العربية، مما جعل مساحة الخيال متسعة، ولم يكن معروفًا ما إذا كان مناسبًا للتنفيذ في الواقع أم لا، مما كان بمثابة تحدي حقيقي.
وأشار إلى أن مرحلة الكتابة استغرقت عامًا كاملا بداية من يونيو 2019، وحتى يونيو 2020، لافتًا إلى أن التنفيذ واجه بعض العوائق من بينها تعرض عدد كبير من المشاركين للإصابة بفيروس كورونا.
على مدار ساعة، تضمنت أولى حلقات المسلسل مشاهد مليئة بالأحداث المتسارعة، مما جعل المشاهد في ترقب لكل مشهد تلو الآخر.
ولذلك علق واصفًا مشاهد المنصات الإلكترونية بأنه خطير، لأنه إذا شعر بالملل فسيترك الحلقة باحثًا ما يجذبه، مما شكل تحدي بالنسبة لهم في صياغة أحداث جذابة وسريعة.
أكد مؤلف المسلسل على أنه تم الانتهاء بالفعل من متابة الجزء الثاني من المسلسل، معلقًا: “يكاد يكون متصور.. لكن التالت في علم الغيب”.
وأوضح أن أحداث الجزء الثاني لن تقل تشويقًا عن ذاك الذي يعرض حاليًا، مؤكدًا على أن سيتم تجسيد أحداثه بواسطة نفس الأبطال، إذ أن القصة لن تنتهي في الجزء الأول.
وعن ردود الأفعال حول الحلقة الأولى، قال إنها كانت جيدة ومرضية، إلا أنها لا يمكن أن تقارن بمسلسل “زودياك” لأنه عرض حينها على قناة تلفزيونية بالتوازي مع المنصة، معلقًا: “وادي الجن من المسلسلات اللي جمهورها هيجي تدريجيًا”.
أشار إلى أن الكتابة للمنصات الإلكترونية تعتبر أصعب من الكتابة للقنوات التلفزيونية، خاصة مع المواصفات التي تطلبها كل منصة في العمل الذي تنتجه، لافتًا إلى أنه كلما قل عدد الحلقات كلما كان لزم الأمر حرفية في الكتابة وتركيز في الأحداث بشكل أكبر، معلقًا: “عدد الحلقات الأقل لا يعني مجهود أقل بالعكس، يتطلب مجهود أكبر أحيانًا أو يوازي المجهود الذي يبذل في مسلسل 30 حلقة، والدليل أننا استغرقنا سنة في كتابة 14 حلقة لجزئين، وده يوضح نوعية المجهود”.
أضاف، أنه بعد تجربة الكتابة الرعب أصبح منفتحًا على كل الأنواع، إلا أنه يعمل حاليًا على كتابة مسلسل دراما نفسية، من إخراج مريم الأحمدي، معلقًا: “نظريًا ده أول مسلسل أكتبه من غير فريق كتابة”.
وكشف عن تفاصيل العمل موضحًا أن اسمه سيكون “60 دقيقة”، ومن المقرر أن يعرض عبر إحدى المنصات، إلا أنه لم يتم الاستقرار على أبطاله حتى الآن.
قال إنه يرغب بشدة في كتابة الأعمال السينمائية “أقاتل من أجل السينما”، لافتًا إلى أن قتاله لم يسفر عن نتيجة حتى الآن، إلا أنه يتمنى أن يكون مشروعه المستقبلي في السينما مختلف وغير محلي، إلا أن الأمر بحسب وصفه خاضعًا للنصيب والتوفيق.