مروة أحمد
بدأت قناة “Dmc” عرض “لا سحر ولا شعوذة”، الحكاية الرابعة من مسلسل “حلوة الدنيا سكر” أول بطولات الفنانة الشابة هنا الزاهد، بعد انتهاء الثلاث الأولى وهم: “ساندي كراش”، و”الجريمة لاتفيد”، و”المتخصصة”، وقد لاقت الحكايات الثلاث الأولى تفاعلًا من الجمهور، على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من محبي هنا الزاهد.
المسلسل المكون من ثمان حكايات كل منها 5 حلقات فقط، نال استحسان الجمهور لعدة أسباب، نرصدها فيما يلي:
الفترة الماضية شهدت نجاح عدد من الأعمال ذات فكرة القصص المنفصلة سواء التي يجسدها نجم واحد أو نجم لكل حكاية، خاصة تلك التي لا يتجاوز كل منها العشرة حلقات، بعد سنوات من مطالبة صناع الدراما بذلك للابتعاد عن المد والتطويل في الأحداث دون فائدة، مما يصيب المشاهدين بالملل ويدفعهم للانصراف عن مشاهدة العمل قبل انتهائها، أو الاكتفاء بمشاهدة حلقات متقطعة منه.
ذلك النوع ليس جديدًا على التلفزيون فكان من أشهر الأعمال الناجحة التي اتبعته مسلسل “هو وهي” للنجمة الراحلة سعاد حسني والنجم الراحل أحمد زكي، إلا أنه عاد يتجدد على الشاشات خلال العامين الماضيين على وجه الخصوص، وقبل “حلوة الدنيا سكر” كان مسلسل “إلا أنا ” الذي ناقش عدد من القضايا الهامة مثل التنمر وخيانة الزوج وغيرها، وقد تفاعل الجمهور معه بشكل كبير وقتها، وأيضًا “نمرة اتنين”، و”نصيبي وقسمتك”، وقدم كل منهم قصص منفصلة بنجوم مختلفين، بخلاف أول تجربة بطولة لهنا الزاهد التي ستقدم قصص “حلوة الدنيا سكر” كلها، ما يعتبر تحديًا كبيرًا لها، بأن تنجح في إقناع الجمهور بكل شخصية على حدى.
على الرغم من أن المنافسة الرمضانية تتيح مجالًا أكبر للترويج للأعمال الدرامية المختلفة، إلا أن زيادة عدد المسلسلات المعروضة في رمضان يظلم الكثير منها وذلك بسبب شدة المنافسة، ما دفع صناع الدراما خلال السنوات الماضية منح بعض الأعمال الفرصة للعرض خارج شهر رمضان، وقد نجحت تلك التجربة، خاصة المسلسلات ذات الطابع الاجتماعي مثل “أبو العروسة” بجزئيه، كذلك فإن العرض بعيدًا عن رمضان يعد فرصة أفضل للمسلسلات ذات القصص المنفصلة التي لا تصل حكاياتها إلى الحلقة الثلاثين مثل “حلوة الدنيا سكر” مما لا يضر بخريطة القنوات.
وقد ظهرت في هذا الموسم العديد من الأعمال الناجحة مثل “لؤلؤ” و”في بيتنا روبوت” وأخيرا مسلسل “حلوة الدنيا سكر” حيث لا زحام ولا منافسة شرسة مع تواجد فرص مشاهدة جيدة.
يستكمل المخرج خالد الحلفاوي بالعمل نجاحاته السابقة، ففكرة إخراج 8 حكايات كل منها 5 حلقات فقط ليست سهلة، لأن كل منها له طابع مختلف، وقد تمكن على الرغم من ذلك تنفيذ كل قصة على أكمل وجه حيث لا تفاصيل زائدة ولا نقصان واستغل إمكانيات الفنانين معه بشكل صحيح.
كما ساعد الاستعانة في كل حكاية بمؤلف مختلف على تثبيت فكرة القصص المنفصلة إذ إن كل حكاية ظهرت بنمط مختلف وتنم عن مجموعة من المؤلفين الموهوبين، فالعمل فكرة الكاتب الكبير يسري الفخراني، وسيناريو ورشة كتابة إياد صالح، ضياء محمد، أحمد سعد والي، أحمد المصري، هشام إسماعيل، هند فايد، محمد جلال، إيهاب بليبل، وأيمن الشايب، وهم مجموعة مبشرة بظهور جيل من المؤلفين الجدد على الساحة الفنية.
اختيار هنا الزاهد لمثل ذلك العمل، اختيارًا موفقًا، خاصة إنها تعبر عن جيل جديد أصغر من المعتاد استقطابه بالأعمال الاجتماعية، فـ”الزاهد” لها جمهور كبير على السوشيال ميديا من فئة الشباب، والحكايات جاءت متناسبة مع أعمار الفئة التي تمثلها، كما أنها خطوة هامة في مسيرتها الفنية، وقد نجحت في تجسيد الشخصيات الثلاث الأولى في الحكايات، لتسجل نجاحًا مختلفًا عن الذي حققته في تقديم برنامجها “هزر فزر”، واقتربت أكثر من جمهور الشاشة الصغيرة واستطاعت تشكيل ثنائي ناجح مع جميع الفنانين المشاركين سواء من الجيل الشاب أمثال محمد الكيلاني، وأحمد سلطان، أو من من المخضرمين أمثال محمود عبد المغني.
تنوع قصص العمل والشخصيات التي تجسدها هنا الزاهد أحد أسباب استقطاب الجمهور له، حيث قدمت في “ساندي كراش” شخصية الفتاة الخجولة التي تتهرب من المواجهة، وفي “الجريمة لا تفيد” قدمت نوع من الإثارة بدور الصحفية في أخبار الحوادث والتي تسعى للوصول للحقيقة على الرغم من ثراء والدها، ثم قدمت الكوميديا في “المتخصصة” من خلال بطلة العمل التي تهوى الكذب و تجد فيه طريقًا سهلًا لتسهيل حياتها ثم تتعرض للعنة تجعلها عاجزة عن ممارسة الكدب وتتوالى المواقف الكوميدية.