دنيا شمعة
كتب مرة بيامي صفا، أحد أشهر الروائيين الأتراك، أن المرأة لا تقدر على أن تكون مفكرة أو كاتبة وأن الطريقة الصحيحة للنظر للمرأة ليست النظر لعقلها، وردت عليه الكاتبة أليف شفاق في كتابها “حليب أسود” أن ذلك الإرث الذي نقله “بيامي” عبر الزمن هو ما جعلها تريد تحقيق وجودها وتفوقها في عالم الأدب حتى أن عزمها على ذلك أن تطلب أن تختار بين العقل والرحم فلن تتردد في اختيار عقلها وقلمها.
وعلى نهج رد “أليف” كان لكاتبات العالم العربي سبق في عالم الكتابة والأدب، فبدءًا بالسورية زينب فواز صاحبة أول رواية في العالم العربي، وسهير القلماوي أول من حصلت على درجة الدكتوراه والتي لها السبق في كثير من الإنجازات الثقافية كتأسيس معرض الكتاب، مرورًا بالسيدة راء رضوى عاشور، والرائدة لطيفة الزيات، والمتمردة نوال السعداوي، وصولًا لإنعام كجه جي وبثينى العيسي وعدد لا يحصى من الأديبات العربيات المشرفات.
وضمن ملف خاص عن النساء المصريات المؤثرات بمناسبة يوم المرأة العالمي، الموافق 8 مارس، يستعرض إعلام دوت كوم فيما يلي، قائمة بأبرز 8 كاتبات مصريات معاصرات استطعن أن يكن إلهامًا لغيرهن:-
شاعرة وكاتبة ومترجمة مصرية مميزة، من مواليد محافظة الدقهلية، وحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، بدأت حياتها كمحررة صحفية، وبعدها اتجهت للمجال الأكاديمي وتدريس الأدب العربي في أمريكا وكندا، ولديها عدد من المؤلفات أبرزها “حتى أتخلى عن فكرة البيوت”، و”كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها”، و”في أثر عنايات الزيات”، بالإضافة لترجمتها عدد كبير من المختارات المميزة، كما مثلت مصر في مهرجان “Poetry Parnessus”، كل هذه الإنجازات هي بمثابة الإلهام لكثير من الكاتبات الشابات اللاتي يتخذن من “مرسال” قدوة أدبية، لكن من الناحية الشخصية التي كشفت لنا “مرسال” عن بعضها في كتابها “في أثر عنايات الزيات” الذي حقق نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث بحثت “مرسال” خلال الكتاب عن ذاتها ووحدتها في اقتفاء أثر غيرها، كما بحثت في قضية طلاق الكاتبة الراحلة عنايات الزيات والتي رصدت من خلالها قوانين الأحوال الشخصية وتغييرها وصعوبة الطلاق، كما حكت عن العقلية الذكورية ونظرتها لكتابات المرأة، وحالات التهميش التي تمت ممارستها لأعوام على كتابة المرأة، لتكون إيمان مرسال بذاتها وحتى بعيدًا عن كتاباتها هي بمثابة الإلهام للكثيرات.
روائية وباحثة مصرية بدأت مشوارها في عمر الـ17، وأستاذة لغويات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة أكسفورد في بريطانيا في علم اللغويات، وفازت بجائزة ساويرس الأدبية عن روايتها “الدكتورة هناء”، وجائزة أحسن عمل مترجم في الولايات المتحدة الأمريكية عن روايتها “بائع الفستق”، حصلت رواية “أولاد الناس ثلاثية المماليك” على جائزة نجيب محفوظ للأدب، ومن أعمالها أيضا “الحب على الطريقة العربية” و”أشياء رائعة”، و”مرشد سياحي”، كما صدر لها مؤخرًا رواية “سبيل الغارق” وحققت نجاحًا كبيرًا لتستكمل به رحلة نجاحها في مجال الرواية التاريخية، وتلهم الكثير من الكاتبات الشابات بنجاحاتها المتتالية.
روائية وناقدة مصرية، بدأت شهرتها في الوسط الثقافي بمجموعتها القصصية الأولى “حكاية بسيطة” سنة 1979، لتنشر روايتها الأولى “العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء” عام 1991 والتي حققت نجاحًا كبيرًا وتمت ترجمتها إلى 17 لغة مختلفة، وحصلت سلوى بكر سنة 1993 على جائزة دويتشه فيله في الآداب، وكثير من الإنجازات الأدبية الكبيرة على مدار مسيرة طويلة.
تهتم “بكر” في رواياتها اهتمامًا خاصًا بالنساء المهمشات في المجتمع المصري واللاتي واجهن ظروف صعبة كالسجن، فكما تقول في روايتها “العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء”: “أكتب حول النساء اللواتي نادراً ما يراهم الآخرون”، مما جعلها ليست مجرد كاتبة ملهمة وناجحة لكن كانت سلوى بكر على مدار تاريخها الأدبي هي صوت النساء المهمشات.
كاتبة وصحفية مصرية، عملت بالعديد من الجرائد والمجلات والمواقع الصحفية كمجلة نصف الدنيا ، ومجلة روتانا، ومجلة الحياة السعودية، وموقع إرم الإماراتي، وجريدة يوم جديد الإلكترونية، وموقع إذاعة مونت كارلو، بدأت شهرتها بمدونتها “عايزة أتجوز” التي عرفت نفسها من خلالها قائلةً: “أنا أمثل 15 مليون بنت من سن 25 إلى سن 35 واللواتي يضغط عليهن المجتمع كل يوم كي يتزوجن مع أنه ليس بأيديهن أنهن لسه قاعدين”، والتي تحولت لواحد من أكثر الكتب مبيعًا، ومسلسل كوميدي اجتماعي من بطولة هند صبري، وأيضًا تحول كتابها “إمبراطورية مين” لمسلسل آخر من بطولة هند صبري، ولها العديد من المؤلفات الأخرى ك”مقصوفة الرقبة” و”فضول القطة”، محور “غادة” الرئيسي في كل أعمالها هو المرأة وخطها الاجتماعي مع من حولها ومع التقاليد والعادات، فدائمًا ما تتميز أعمالها بكونها طبيعية وعفوية وقريبة من القلب وتتحدث عن المرأة المصرية في كل مراحل حياتها بمنتهى الصدق والواقعية.
كاتبة و صحفية مصرية من أعمالها “أخيلة الظل” و”جبل الزمرد” و”وراء الفردوس” التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2010، وكانت تلك المرة الأولى التي ظهرت فيها كاتبة مصرية فى قوائم الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، وتُرجِمت رواياتها إلى الإنجليزية والإيطالية والألمانية والفرنسية، وقصصها القصيرة إلى أكثر من عشر لغات، كما ترجمت روايتها “وراء الفردوس” إلى اللغة الألمانية من قبل هارتموت فيندريش وتم اختيارها ضمن لائحة بيروت 39، كما وصلت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” لعام 2021، للمرة الثانية عن روايتها “بساتين البصرة” الصادرة عام 2020، وفازت بجائزة ابن بطوطة فرع “الرحلة المعاصرة” عن كتابها “خطوات في شنغهاي – في معنى المسافة بين القاهرة وبكين”، كما وصلت متواليتها القصصية “مأوى الغياب” إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد، وجائزة الملتقى الثقافي، لتصنع بكل تلك الإنجازات اسم من ذهب في عالم الأدب العربي، وتصبح علامة من علاماته.
روائية وقاصة مصرية، حصلت على درجة الماجستير من كلية الآداب في جامعة القاهرة، ثم نالت درجة الدكتوراه عن موضوع “روايات الصحراء في الأدب العربي”، وتعمل حاليا أستاذا مساعدا للأدب العربي في جامعة نورث كارولينا الأمريكية، بدأت بمجموعتها القصصية الأولى “ريم البراري المستحيلة” ثم رواية “الخباء” و”الباذنجانة الزرقاء” و”نقرات الظباء”، ثم استكملت مسيرة نجاحاتها المتتالية برواية “بروكلين هايتس”، التي ترشحت لجائزة البوكر ووصلت للقائمة القصيرة، والتي حكت فيها عن شاعرة مصرية اسمها “هند” تسافر مع ابنها الصغير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مرورها بتجربة زواج لم تنجح لترصد واحدة من أجمل تجارب الحرية النسائية، كما تُرجمت أعمالها إلى نحو 16 لغة أجنبية، وأيضًا حصلت على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عن نفس الرواية، وتحدثت “الطحاوي” أيضًا في روايتها “بنت شيخ العربان” بأسلوب جمع بين السحر والواقعية عن عالم النساء والصحراء، لتحقق هذه الرواية هي الأخرى نجاحا كبيرا، وبعيدًا عن كل نجاحاتها الأدبية فهي ابنة لقبيلة “الطحاوية” التي تعد من أهم وأكبر القبائل البدوية المصرية مما يجعل رحلة نجاحها أكاديميًا وأدبيًا مصدر إلهام كبير للكاتبات الشابات.
كاتبة مصرية، تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة، هي من الكاتبات القليلات اللاتي يبعثن الأمل بأن القلم النسائي الشاب ما زال له وضعه في الأدب العربي والمصري، لها مجموعتين قصصيتين (أن تكون معلقا في الهواء – الموت يريد أن أقبل اعتذاره) وروايتين (على فراش فرويد – المقاعد الخلفية)، وبهم استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً واعداً في سن مبكر، حيث وصلت مجموعتها القصصية ”أن تكون معلقا في الهواء” للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس لأفضل مجموعة قصصية، والتي توالت بعدها ترشيحات أعمالها في جائزة ساويرس، وصولاً إلي فوز روايتها ”المقاعد الخلفية” بالمركز الثاني لأفضل عمل روائي في جائزة ساويرس.
كاتبة وروائية مصرية شابة، تعمل كمديرة تحرير موقع “نواعم” ولديها 4 روايات هم: “بانا”، و”الجدار”، و”بنات الباشا”، و”أطياف كاميليا”، بالإضافة لكتاب “الكاتبات والوحدة” الصادر مؤخرًا والذي تصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعًا، والذي تحكي فيه عن معاناة الوحدة في حياة بعض الكاتبات العربيات والأجنبيات والتي أودت ببعضهن للموت وحيدات أو حتى الانتحار، كما رصدت بمنتهى الصدق في روايتها “أطياف كاميليا” أزمات وأحلام النساء في العالم المعاصر والتغيّرات التي يمكن أن تحدث لامرأة ما، وتجعلها فجأة تقرر الرحيل، وأيضًا في روايتها “بنات الباشا” تحدثت عن مجموعة من البنات، يعملن داخل محل لتزيين الشعر تحت سلطة “الباشا”، لترصد من خلالها مناطق من المسكوت عنها في مجتمعنا كختان البنات وأيضا أجزاء من المعاناة التي تعيشها المرأة، لتصنع نورا ناجي من قلمها أداة جذبت انتباه الجميع بقدرتها على إيصال مشاعر المرأة وصوتها وجوانب لم يرها غير أصحابها، لكن رأتها نورا ونقلتها للجميع بمنتهى الصدق.