محمد إسماعيل الحلواني
أكد المدون والصحفي الأمريكي “كورى سيتشا” أن أوبرا وينفري حققت خلال الساعات القليلة الماضية معجزة سيتوقف جيل الألفية طويلاً أمامها في محاولة لفهمها.
وفي تقريره بصحيفة نيويورك تايمز، أضاف”سيتشا” أنه “لكي يجتمع المشاهدون في هذا العصر الرقمي وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة أمام التلفزيون في وقت معلن مسبقًا -على الرغم من الشعور بالملل أثناء التوقف بسبب الإعلانات التجارية- يتطلب مادة تلفزيونية غير عادية”.
واجتذب حوار أوبرا وينفري مع الأمير هاري وزوجته “ميجان ماركل” الليلة الماضية ما يزيد قليلاً عن 17 مليون مشاهدًا.
واعتبر “سيتشا” حوار أوبرا فرصة ثمينة تذكّر المشاهدين مجددًا بالمهارات الحوارية واستراتيجيات إبداء التعاطف والإتقان الشامل للتواصل البصري والصوتي وتركيز أوبرا وينفري اللافت كمحاورة.
وحتى لو كان الأمر كله في إطار استعراضي مقصود لحياة شخصيات ملكية، إلا أن الحوار أثبت أنه بالنسبة للمشاهدين كان مصدر استمتاع وحافزًا على التفكير.
تعد وينفري واحدة من صانعي برامج الحوارات التلفزيونية وفازت في مشوارها المهني بجوائز عديدة منها جائزة جولدن جلوب وجائزة إيمي برايم تايم وجائزة توني لأفضل إحياء لمسرحية موسيقية.
بدأ “عرض أوبرا وينفري” في عام 1986 واختتم، بعد 25 موسمًا، بأكثر من 5 آلاف حلقة، في عام 2011. وقالت إنها أجرت مقابلات مع 37 ألف شخصية.
وأشار “سيتشا” إلى أن حوار أوبرا مع هاري وميجان يصنف ضمن مقابلات النجوم “من العيار الثقيل- Big get”، وهو نوع تلفزيوني في حد ذاته، حيث يقوم مذيع شهير بإخراج منافسيه من حلبة السباق من أجل الحصول على جلسة حصرية مع موضوع يستحق النشر.
ومن أبرز مقدمي هذا النوع من الحوارات: “ديان سوير” و”باربرا والترز”، وبالتأكيد”أوبرا وينفري”، المحاورة غير العادية التي بدأت مسيرتها التليفزيونية في السبعينيات، وظلت لاعبة رئيسية عندما كانت المنافسة على مثل هذه الحوارات في ذروتها.
في عام 1993، أجرت وينفري حواراً مع “مايكل جاكسون” في حلقة أصبحت الأعلى مشاهدةً في التاريخ، وتقدرهم نيويورك تايمز بنحو 62 مليون مشاهد، بينما تقول وينفري إنهم 90 مليونًا.
في عام 2019، أجرت مقابلة مع أصحاب القصة الحقيقية للفيلم الوثائقي “Leaving Neverland”، الذين اتهما جاكسون بالاعتداء الجنسي عليهما عندما كانا أطفالًا. وأشاد الصحفيون على تويتر بتقنيات الحوار التي استخدمتها السيدة وينفري وقدرتها على الجمع في نفس الوقت بين الشخصية الودودة والمناقشة المشحونة، وكيف بدت لطيفة ولكنها في الوقت نفسه حازمة علاوة على قوة انتباهها للتفاصيل.
وقالت “وينفري” في مقابلة أجريت معها مؤخرًا إن كل مقابلة تقريبًا تنتهي خلف الكواليس بنفس الطريقة، إذ يسألها المشارك بغض النظر عن كونه ثريًا أو مشهورًا أو أميرًا: “هل كان الحوار جيدًا؟ كيف كنت أبدو؟ كيف كان أدائي؟”.
وشارك “سيتشا” تغريدة قال كاتبها: “الآن جاءت الفرصة ليدرك الجيل الجديد الذي نشأ في العصر الرقمي والذي لم يكبر على مشاهدة أوبرا كيف أن لديها موهبة فريدة”. كما شارك تغريدة للمذيع الأمريكي “كريس هايس” قال فيها: “في الواقع لم أفهم تمامًا عبقرية أوبرا الفريدة كمذيعة ومحاورة حتى أصبحت مذيعًا وفهمت الكثير عن جوانب هذا العمل الشاق”.
والتمست مغردة العذر للأمير هاري في بعض ما قاله عن أسرته أثناء الحوار فقالت “كارين توملتي”: “إذا حاورتني أوبرا في أي وقت مضى، كان من الممكن أن أخسر عائلتي بأكملها”.