حسناً.. انتهت مباراة القمة بتوابعها، وعادت الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي لتتابع الجديد من الكوارث والفضائح والحوادث، وإن تركت تلك المباراة في نفسي أثراً من الصعب محوه، ويبدو انها ستظل مباراة تذكارية لسنوات طويلة، ليس فقط بسبب التراجع العجيب في مستوى فريقي (الزمالك) والذي أرجعه رئيس النادي إلى لجوء الفريق المنافس للعالم السفلي، وإنما لأنني رأيت بعيني بعد المباراة أكثر من علامة تؤكد أننا في قاع الكوكب إعلامياً، ومازلنا نحفر بحماس.
أشجع أنا كرة القدم منذ ان نزلت عدالة السماء على استاد باليرمو عام 1990، حين كان أحمد شوبير يتبادل الكرات مع هشام يكن وهاني رمزي طوال دقائق مباراة ايرلندا في كأس العالم، وساهمت طريقة لعب الحارس العملاق وقتها بقيادة الجوهري في تغيير قانون لعبة كرة القدم برمته، فما يفعله الرجل أمام مرماه من المستحيل فهمه… ولهذا فيمكننا اعتبار أن كابتن شوبير شخصية مفصلية في تاريخ الكرة بتنفيذه مع زملاؤه في دفاع منتخب مصر خطة الكابتن الجوهري بحذافيرها، وبالتالي تغيير قانون اللعبة.
ويبدو أن كابتن شوبير، أصر على أن يكون هذا الشخص المفصلي حتى بعد أن ترك كرة القدم تماماً، وتخلى عن السياسة أو تخلت عنه بعد سقوط نظام مبارك وابنيه (حيث كان شوبير يفتخر بصداقتهما)، وبعد أن ترك مجلس الشعب بعد أن كان نائباً فيه لفترة… والحقيقة أن للرجل سيرة ذاتية فخمة ومكتنزة… فهو يكتب ويعلق ويذيع بالراديو ويحلل بالتلفزيون.. ويعادي مجلس إدارة اتحاد الكرة أحياناً، ويزامل رجاله كعضو بالمجلس في أحيان أخرى… يتعارك مع الجميع، ويفضح الكثيرين، ويذيع خبايا من عالم البيزنس قاصداً فضح البعض، مستغلاً منصته الإعلامية الدائمة من التلفزيون المصري إلى مشروع لم يكتمل في O TV ومشاريع أخرى تنتهي غالبا بسبب البنكنوت وصراع الإعلانات في الحياة ومودرن سبورت وسي بي سي و صدى البلد ، ويبدو أن هناك مشاريع أخرى أسقطتها الذاكرة الضعيفة.
ترك شوبير الكثير من الأشياء والأشخاص، وإن تمسك ببعضها الآخر .. بفضل الله ترك شوبير المذيع الشاب (إبراهيم فايق) ليخرج من تحت عباءته ويصبح هو الصوت المحايد الأوحد على الساحة، والذي يعمل بهدوء وبلا ضجيج.. أما شوبير فهو منذ سنوات يحافظ على تماسك فريق عمله من الفنيين (المخرج ومساعديه) والمراسلين .. فهو منذ سنوات طويلة لم يعمل إلا مع اثنين فقط من المخرجين هما (سعيد داوود ومحمد عبد العظيم الشهير بعظيمة) ومازال يحتفظ بابنته النشيطة (هند) ضمن طاقم عمله، وهند بالذات من الفلتات في فريقه فهي دؤوبة ونشيطة وتعي مهامها جيدا ولا تعتمد على الاطلاق على كونها ابنة (الرجل الأهم) داخل منظومة شوبير للإعلام.
الكثيرين يعتمدون على الرجل في عملهم ورزقهم، يقدرهم ويقدرونه – وهو أمر يحسب له بالقطع- .. لكن ولأنه يريد ان يكون شخص (مفصلي) فقد ساهم كثيرا في تخريب المهنية الإعلامية المصرية بمجموعة من رجاله نذكر منهم بطلي المعركة المؤسفة الأخيرة (مهيب عبد الهادي و ماجد غراب).
قلت أنني اشجع كرة القدم منذ سنوات طويلة، وبالتالي فقد تابعت استوديوهات التحليل المصرية منذ نشأتها، وتابعت صعود نجم مهيب عبد الهادي منذ سنوات حين كان الابن المدلل لشوبير إلى ان اختلفا سوياً لأسباب لا تهمنا هنا، فظل مهيب، الوجه الرياضي الأبرز لقناة الحياة… وكذلك تابعت الشهرة المحدودة التي يحققها ماجد غراب بصفته واحد من طاقم المراسلين المرتبطة أسماؤهم دوما بمهيب الركن أحمد شوبير.
ولأنني كذلك أعمل بالإعلام، فإنني أزعم أنني قادر على الحكم على المادة التي يقدمها كلا المراسلين (مهيب وغراب).. التي تمتلئ في واقع الأمر بكلام فارغ لا يقدم ولا يؤخر، كاريزما منعدمة (وكلامي هنا عن الرجلين)، واحترافية غائبة، وفجاجة في الطرح بشكل غير مسبوق.
شوبير رجل الإعلام الرياضي الأول، ربى كلا من مهيب وغراب على أن يكونا على هذا الشكل الفج اللا احترافي … هما يفعلان في مواقعهما داخل الاستادات تماما مثل ما يفعله الرجل داخل الاستوديوهات … أسئلة فارغة من المعنى، عراك وتدافع بلا جدوى للمشاهد … ويبدو أنني يجب ان أطلب من حضراتكم إعادة مشاهدة النسخة الكاملة للفيديو مرة اخرى، وتتابعوا الأسئلة التي يسألها كلاهما !!!
ما هذا الهراء يا جناب المراسلين ؟؟
ماجد غراب يسأل مجموعة من الأسئلة التافهة للمدير الفني المؤدب فتحي مبروك، فيصارعه مهيب عبد الهادي واضعا يده على كتف الرجل، مقاطعا إجاباته بأسئلة اكثر تفاهة وتمتاز هي الأخرى بأنها غير ذات جدوى.
يستنجد ماجد غراب بكابتن شوبير على الهواء، فيرد مهيب عبد الهادي بتهديد انه (هيتغابى) على زميله إن زاد العيار … هو مشهد مؤسف لا يستحق التعليق وإنما يستحق التأمل، فنحن أمام مراسلين نسيا ان كلاهما على الهواء وأن الكاميرات تنقل بذاءة كلاهما بالصوت والصورة، ولكن يبدو أن هذا لا يهمهما فقد تربيا داخل مدرسة شوبير افعلامية على أن الفجاجة امر محبب يتسبب في رفع نسب المشاهدة!!.
وفي النهاية، لن أطالب بحساب شوبير ولا إيقاف كلا المراسلين، أدعوكم فقط لتأمل مشهد عشناه جميعا قبل شهور طويلة، حين نسى أحد أبناء شوبير أنه يقف أمام الكاميرا، ولم يعطها ويعطينا ما نستحقه من احترام، وقام بسب أحد الشخصيات بجانبه بأمه … فكان رد شوبير قاطعا بأن منع مراسله (فيصل زيدان) من الظهور على الشاشات مرة أخرى ونهائية…. وعلى هذا القياس فأنا أدعوكم لأن نفعل معهم المثل، قاطعوهم ، واتركوهم يأكلون أنفسهم … كفوا عن مشاهدة البذاءات، والركاكة والمحتوى الفارغ .. فيموتوا إعلامياً جميعاً.. ونستريح
لكم المودة بلا حدود