أسماء شكري
على مدار ما يقرب من 3 أشهر من ديسمبر الماضي وحتى مارس الجاري، قدم الفنان محمد هنيدي 3 إعلانات لصالح شركات مختلفة، كان آخرها إعلانه مع شركة فودافون لخدمات الهاتف المحمول.
مشاركة هنيدي في الإعلانات الثلاث في هذه المدة الزمنية القصيرة قد يعتبره البعض استهلاكا له أو نوعا من التكرار، ولكن بتحليل ظهوره في هذه الإعلانات نجد أن العامل الوحيد المتكرر فيها هو غناء هنيدي، في حين أن هناك اختلافات كثيرة وما يمكن أن نعتبره تطورا من إعلان للآخر، جعل الجمهور لا يشعر بالملل وهو يتابع هنيدي في كل إعلان، إذ تميز كل منهم بطابعه وشكله الخاص.
هو أول الإعلانات الثلاث، واعتمد هنيدي فيه ليس على الغناء فقط وإنما التمثيل أيضا، من خلال طرح الإعلان في شكل قصة بسيطة لزوجين يذهبان للشركة لاختيار أجهزة منزلية، وظهرت خفة ظل هنيدي المعتادة في أكثر من مشهد بالإعلان؛ خاصة رقصته المضحكة على اللحن.
غنّى هنيدي خلاله لأول مرة على طريقة الراب، وهو ما يعد تطورا ومواكبة لما يفضله عدد كبير من أبناء الجيل الحالي من الشباب والمراهقين بل والأطفال، الذين يحبون أغاني الراب ونجومها الحاليين.
ما ميّز هذا الإعلان ظهور محمد هنيدي في بدايته بشخصيته الحقيقية؛ وهو يتحدث عن المنتج “ميني مولتو”؛ وربطه ما بين حجم المنتج الصغير وحجم جسمه الصغير أيضا خاصة قصر قامته، وهذا ما كرره هنيدي أكثر من مرة داخل الإعلان في أكثر من جملة من الأغنية، مثل: “فطبعا كلموا هنيدي على أساس ميني وميني” و” زي هنيدي مُركز كده”؛ وهذا ليس جديدا على هنيدي الذي تطرق لقصر قامته في أكثر من عمل فني شارك فيه من قبل، مثل مسرحية حزمني يا وفيلم وش إجرام.
يعد آخر الإعلانات الثلاث، وشهد تطورا أكبر عن الإعلانين السابقين، فيما يمكن تسميته بـ “إعلان كومبو” – إن جاز التعبير، لأنه تميز بالتنوع في الفكرة والتصوير وتعدد الشخصيات التي قدمها هنيدي خلاله، حتى مدته جاءت أطول من سابقيه.
فكرة الإعلان اعتمدت بشكل أساسي على الفانتازيا، وظهر هذا واضحا في الإكسسوارات والملابس والديكورات الغريبة، وتمثيل هنيدي لعدة شخصيات ترجع لأزمنة قديمة، مع الاستعانة بمارد فودافون الأحمر الشهير، ومجموعة من الأقزام الذين ظهروا حول هنيدي في كل مشاهد الإعلان.
اختار محمد هنيدي الظهور في تلك الإعلانات بأفكار مختلفة، حرص فيها على تقديم جرعة من الكوميديا الخفيفة التي أحبه فيها الجمهور، ولم يقع في فخ الملل والتكرار، وربما ساعده على ذلك وجهه الطفولي الذي ما زال يجذب انتباه الجمهور خاصة الأطفال، فضلا عن نبرة صوته التي تتمتع بخفة الظل، فيما يمكن أن نعتبره بوابة لتقديمه إعلانات أكثر في الفترة المقبلة.