محمد إسماعيل الحلواني
انتقدت النسخة الكندية من مجلة The Conversation، محركات البحث لمسؤوليتها عن تقديم مزيج مشوه من المعلومات والمعلومات الخاطئة للجمهور، الأمر الذي يهدد بأضرار وخيمة خاصة في مجال صحة الإنسان.
وأكدت المجلة أن فرض قوانين تطبق عقوبات صارمة على شركات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث التي تخفق في إزالة المحتوى غير القانوني أمر مهم ولكنه غير كافٍ.
“الحلقة المفرغة”
تعد محركات البحث من بوابات المجتمع الأساسية للوصول إلى المعلومات والأشخاص والسلع والخدمات، ولكنها في الوقت ذاته قنوات للتضليل. على غرار خوارزميات الوسائط الاجتماعية، تتعلم محركات البحث أن تقدم لك الخدمة في ضوء نقراتك السابقة ونقرات الآخرين. ونظرًا لأن الإنسان بطبعه ينجذب إلى العناوين الأكثر إثارة، حتى إذا لم تكن تعجبه فإنها تجذب انتباهه، فإن هذا التفاعل بين الخوارزميات التي تعد النقرات وبين الطبيعة البشرية يؤدي بسهولة لانتشار المعلومات المضللة.
ويشبه البروفيسور الأمر برقصة خطرة بين دوافع شركات محركات البحث والاستعداد الفردي مما يجعل حل المشكلة صعبًا.
الشيطان يكمن في البيانات
إن شركات محركات البحث، مثل معظم الخدمات عبر الإنترنت، تكسب المال ليس فقط عن طريق بيع الإعلانات، ولكن أيضًا عن طريق تتبع المستخدمين وبيع بياناتهم من خلال المزايدة في الوقت الفعلي عليها.
غالبًا ما يتم توجيه المستخدمين إلى المعلومات المضللة من خلال رغبتهم في الحصول على أخبار مثيرة ومسلية بالإضافة إلى معلومات مثيرة للجدل أو تؤكد وجهات نظرهم. وتوصلت إحدى الدراسات أن مقاطع فيديو يوتيوب الأكثر شيوعًا حول مرض السكر لا تحتوي على معلومات أكثر صحة طبيًا من مقاطع الفيديو الأقل شيوعًا حول هذا الموضوع، على سبيل المثال.
تم تصميم محركات البحث التي تعتمد على الإعلانات، مثل منصات الوسائط الاجتماعية، لمكافأة الموضوعات ذات النقرات الأكثر، لذا تشيع الروابط المغرية لأنها تساعد شركات البحث على تعزيز مقاييس أعمالها.
كيف تسوء نتائج البحث؟
عند النقر فوق أحد نتائج البحث، تعرف خوارزمية البحث أن الرابط الذي نقرت عليه مناسب لاستعلام البحث الخاص بك. وهذا ما يسمى التغذية العكسية أو الملاحظات التي تساعد محرك البحث في إعطاء أهمية أكبر لهذا الرابط في المستقبل.
عنكبوت مشهور ولكنه مزيف
في عام 2018، تصاعدت عمليات البحث عن “عنكبوت مميت جديد” على جوجل بعد منشور على فيسبوك ادعى أن عنكبوتًا مميتًا جديدًا قتل عدة أشخاص في ولايات متعددة. وفي أعقاب تحليل نتائج محركات البحث، توصل البروفيسور وفريقه إلى أن هذه القصة مزيفة، لكن الأشخاص الذين يبحثون عنها تعرضوا إلى حد كبير لمعلومات خاطئة تتعلق بالمنشور المزيف الأصلي. مع استمرار الأشخاص في النقر فوق هذه المعلومات الخاطئة ومشاركتها، استمر جوجل في عرض هذه الصفحات على أنها أعلى نتائج البحث.
أعادنا عصر الإنترنت إلى ظروف مشابهة، مع الفارق، لتسعينيات القرن التاسع عشر فلدينا فئة صغيرة من الأشخاص الأثرياء والأقوياء اقتصاديًا التزاماتهم تجاه أنفسهم، وربما تجاه المساهمين، ولكن ليست عليهم التزامات قوية تجاه الصالح العام.
هذا الواقع يحتم إعادة هيكلة الفضاء الرقمي على الإنترنت بحيث يكون لدى المواطنين المزيد من الخيارات والمزيد من الحقوق.
وفي هذه البيئة، تبرز أهمية بذل جهود كافية لمعالجة الطبيعة الإشكالية للخوارزميات من خلال قدر أكبر من الشفافية والسيطرة العامة على استخدامها.