وفجأة انبرت الأصوات الفضائية الناعمة والخشنة عبر أثير ستديوهات مدينة الانتاج الإعلامي لتهاجم وجدي غنيم من يسمي نفسه داعية إسلامي واللي قال في فيديو ليه على اليوتيوب بأن طشت أمه أوسع من قناة السويس الجديدة.
السادة الإعلاميين انبروا كل على حدة وبدون سابق تنسيق-أو بتنسيق مش مهم- للهجوم على وجدي غنيم.. مثلا محمد مصطفى شردي في برنامجه 90 دقيقة قال ” “النهار ده عدت 3 سفن عملاقة في طشت أم وجدي غنيم.. والمصريين احتفلوا بالافتتاح”… أما أحمد موسى قال “عاوز أقول للمجرم وجدي غنيم إحنا بنفتتح قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلومتر غاطس 64 مترًا، مش الطشت بتاع السيدة الوالدة، النهاردة تعالوا شوفوها”… وحتى صحفيا كان للكاتب الصحفي محمد أمين مقال مطول في المصري اليوم يهاجم فيه وجدي غنيم قائلا: يا راجل، عيب أن تصف أمك بهذا الاتساع.. كيف تعقد هذه المقارنة؟.. هل ظننت أنك تكرمها؟.. لقد أسأتَ إليها؟.. أعطيت للساخرين فرصة ليسخروا من أمك، ومن طشتها.. أعطيتهم فرصة كبرى للتخيل الشيطانى.. أوقعك الله فى شر أعمالك بتشبيه فاسد”.
عموما طبيعي أن يحاول الإعلاميون الدفاع عن مشروع قومي للبلد كلها.. لكن الجميع تغاضى عن سيدة تلقب باسم آيات عرابي تبث سمومها يوميا عبر الفيس بوك وموقعها الإخباري.. هذه السيدة تتعامل مع ما يحدث في مصر بأنه انقلاب من اليوم الأول وهي التي دشنت الهاشتاج المسيء وقت الانتخابات الرئاسية.. وهي أيضا من تصف قناة السويس الجديدة بأنها فبركة إعلامية واضحة وأن كل الأرقام الواردة عن معدلات الحفر وأطنان الرمال وعدد الكراكات المستخدمة وعمق القناة والسفن التي ستعبر القناة بأنها معلومات غير صحيحة من تأليف الآلة الإعلامية لنظام الرئيس السيسي.. وتستند في مزاعمها لمن تصفهم بخبراء دوليين في هذا الشأن.. ألا تستحق هذه الأفعى من يفند مزاعمها بطريقة علمية مستندة أيضا إلى خبراء في هذا المجال.. ألا تستحق قناة السويس التي فتحت أبوابها أمس تحت عنوان العبور الثاني لمصر أن تفتح الفضائيات أبواقها للرد على ما تقوله هي وغيرها من معارضي السيسي في الداخل والخارج..
يا سادة بدلا من السخرية من وجدي غنيم الذي لا يعي ما يقول ولا يعرف ماهية وأهمية قناة السويس ويهاجمها فقط لمجرد الهجوم ويصفها بالـ”طشت”.. افتحوا نوافذكم للرد على من يهاجم القناة بأسلوب علمي وبأرقام وتحليلات ومعلومات قد تكون مغلوطة.. لكن عليكم جميعا فضح أخطائهم بدلا من الوقوع في فخ “الطشت”.