فاطمة خير
خطوة جريئة اتخذتها قنوات OSN، بإعلانها عن إطلاق قناة للمرأة، وهو ما تم بالفعل يوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة، تحت شعار “وراء كل امرأة عظيمة، قصة لم تُرَو بعد”، والمفاجأة أن القناة مستمرة لما بعد شهر مارس، عكس ما توارد لذهني عند مشاهدة أول إعلان، فقد تصورت أنها ستكون قناة pop up موسمية كعادة المجموعة مع بعض المناسبات، فأن تطلق قناة كاملة يعني هذا أن تكون لديك خطة كاملة لكل عناصر هذهِ الخطوة الضخمة، وتصوراً شاملاً عما ستكون عليه الأمور سواء من أهداف أو محتوى أو تصور للأرباح.. إلخ.
إطلاق قناة للمرأة هي مخاطرة، فالتخصيص قد يكون سبيلاً للنجاح وأيضاً طريقاً للفشل، فهل معنى أن تخصص قناة للمرأة (وليس للأسرة) أنها ستقدم محتوى “للنساء فقط”؟ وأنهن سيجدن فيها ما يحتجنه “كنساء”؟ هو كلام حمّال أوجه، هل يعني هذا أن المشاهدات\النساء ليس عليهن أن يحولن المؤشر عن هذهِ القناة؟ وأن تكون هذهِ هي مساحتهن التليفزيونية الأولى بالمتابعة؟
إحقاقاً للحق فإن تقييم التجربة يحتاج إلى مساحة زمنية مناسبة، لكن الفكرة التي انطلقت منذ حوالي أسبوعين وحتى الآن، لا تزال “مسلية” ففيها تنويعة من البرامج الخفيفة والعميقة وبرامج الواقع، لكن.. وعلى عكس الفيديو الترويجي للقناة (البرومو) لا يوجد فيها محتوى عربي، فكل المحتوى حتى الآن أمريكي، كأغلب برامج الشبكة، لكن إن كانت القناة وكما يقول “البرومو” قناة للمرأة من إبداع المرأة؛ فلما لا نجد فيها منتج من المرأة العربية وإليها ضمن محتويات القناة – ولا أعني أن يكون هو الغالب؟ وبالمناسبة فإن شعار القناة تم تطبيقه فيما يخص الشق المتعلق بـ”من إبداع المرأة”، حيث إن فيديو الحملة الترويجية للقناة تم تصميمه من جانب فريق من النساء، وهو فيديو جميل وبسيط.
“قناة للمرأة” يبدو الأمر مشجعاً على المتابعة، فقد تجد المرأة فيها ما تحتاجه للحصول على الدعم في ممارسة أدوار اجتماعية تحتاج فيها للدعم من ذوي التخصص، وقد تكون أيضاً مساحة مناسبة لدعم المرأة على المستوى الإنساني، السر كله في “المحتوى” الذي سيشير إلى التوجه للتعامل مع المرأة كعميل مستهدف للمنتجات التجارية أو كإنسان كامل في المقام الأول؟
من أجمل ما عرضته القناة، الوثائقي: Miss you can do this، عن تجربة الأمريكية Abbey Curran ملكة جمال أيوا، والتي شاركت في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، كأول مصابة بالشلل الدماغي تشارك في مسابقات الجمال، صحيح أن حالتها المرضية من النوع الطفيف لكنها تُصنف من ذوي القدرات الخاصة، وقد كانت مشاركتها هي الأولى من نوعها بدءاً من فوزها بلقب ميس إيوا، وحتى وصولها لنهائيات ملكة جمال أمريكا، وهي التجربة التي ألهمتها لتنظيم مسابقة للفتيات الصغيرات من ذوي القدرات الخاصة، لإخبارهن كم هن مميزات وجميلات، وهي المسابقة التي تحمل اسم Miss you can do this، وتزداد المشاركة فيها سنوياً من فتيات تلحقهن أسرهن لخوض هذهِ التجربة المميزة. الوثائقي يعرض الجانب المشرق من التجربة لامرأة قررت تحدي ظروفها، ويُظِهر بوضوح كيف أن المجتمع الذي ينظر للعقبات على أنها تحديات، ويؤمن بالمشاركة الجماعية والتعاضد هو مجتمع قادر على تغيير المسميات ووضع قوانين تعامل عصرية، نلتقي بقصص مؤلمة تحكيها الأسر وأُخرى مميزة للغاية، منها حكاية الأسرة التي اكتشفت أن ابنتها من أصحاب متلازمة داون فقرر الوالدان تبني فتاة أُخرى من أصحاب المتلازمة لينشآ أختان متحابتان!
كقناة معنية بالمرأة نجد برامج تتعلق بالاستعداد للزفاف.. على الطريقة الغربية طبعاً، مثل Crazy beautiful wedding، في رأيي.. هي فرصة للاطلاع على العالم الواسع فيما يخص تفاصيل تتعلق بحياة كل امرأة في أي بقعة في العالم، لماذا لا نبحث عن الاختلاف ونخرج عن المألوف، في هذهِ الحالة ستكون نوعية هذهِ البرامج ملائمة للغاية.
وتعرض القناة أيضاً الموسم الأول من البرنامج الوثائقي First ladies، عن أهم السنوات في حياة السيدة الأولى في أمريكا، وتتضمن الحلقات المتاحة جاكلين كينيدي، ونانسي ريجان.
تظل تجربة قناة للمرأة ممتعة ومغرية بالمتابعة، عسى أن تكون مختلفة بالفعل وقادرة على تطوير محتوى يمثل إضافة للمرأة العربية.
برومو عربي
برومو إنجليزي