محمد عبد الرحمن
حوار: محمد عبد الرحمن.. نقلا عن مجلة إبداع
من يقرأ كتابه الأخير ” حرب الأجناس الأدبية” يظن أن الناقد السوداني عمرو منير دهب يطارد الروايات في كل مكان، تماما كما كان يفعل دون كيشوت مع طواحين الهواء، مطاردة تجعل البعض يتساءل عن وقوف ناقد أدبي أمام الجنس الأكثر انتشارا في سوق الكتاب، إلى حد وصف البعض أيامنا هذه بأنها زمن الرواية، لكن في حواره مع “إبداع” حول الكتاب الصادر عن منشورات ضفاف ومنشورات الإختلاف، يؤكد دهب المقيم في الإمارات أنه لا يعادي الرواية كجنس وإنما يطالب بالعدالة بين كل الأجناس الأدبية ويرفض سيادة أحدها على البقية أيا كانت المبررات، الحوار تطرق أيضا إلى جديده “الإلحاد الأدبي” ورؤيته لمسئولية القارئ وحركة النقد في السودان بعد ثورة شعبها على نظام عمر البشير.
• تهاجم سيادة الرواية بضراوة وعبر أكثر من كتاب أحدثهم “حرب الأجناس الأدبية” هل تشعر بأن هناك أمل في أن تستعيد باقي الأجناس مساحاتها المفقودة أم تظل أنت في هذه المعركة مثل دون كيشوت؟
o تلك التفاتة موفقة وضرورية إلى أن المهاجَم هو تسيّد الرواية وليست الرواية نفسها كما اختلط الأمر على البعض. تغرى الأصداء الآن بأن أتخيّل نفسي كما لو كنت بالفعل في معركة “دون كيشوتيّة” بامتياز، لكن يقيني راسخ بأنها معركة رابحة، فما أتطلّع إليه ليس نصراً عابراً، بل لا أنظر أساساً إلى المسألة على المدى الأبعد بوصفها سجالاً يجب أن ينتهي بفوز أحد الطرفين وخسارة الآخر، قدرَ ما هو نقاش فكري عميق حول كثير من مفاهيمنا في الحياة ابتداءً وليس الأدب وحده. يجب أن تستعيد بقية الأجناس الأدبية مكانتها، ولكن ليس على سبيل “الموضة” العابرة لهذا الجنس الأدبي على حساب غيره، فبذلك لن تكون الساحة الأدبية قد حققت شيئاً سوى تكرار خطأ تسيّد الرواية الذي تم فرضه في تقديري بقدر من الإكراه وبكثير من سوء الإدارة لأسواق الإبداع الأدبي.
• هل أنصار الرواية هم فقط المسئولون عن صعودها بهذ الشكل؟ لماذا لم تفند مواقف أنصار باقي الأجناس الأدبية خصوصا الشعر والقصة والمسرح، الذين لا يبذلون الكثير من أجل دعم تلك الفنون؟
o يستحق أنصار الرواية التهنئة على إنجازهم المتمثل في بروزها اللافت عربياً، فمن يعمل على إعلاء شأن ما يحبّه لا يستحق اللوم بقدر ما يستحقه مَن يعجز عن الدفاع عمّا يؤمن به، وقد كِلتُ اللوم بالفعل لجميع من تخاذل في الدفاع عن جنسه الأدبي واستسلم لسطوة تسيّد الرواية. وأبرز أولئك هم الذين استعرتُ التعبير الذي راج في الثورة المصرية لوصفهم، فـ”المتحوّلون” ليسوا هم من يملكون القدرة على الإبداع في أكثر من جنس أدبي ويفعلون ذلك، وإنما هم الذين هجروا أجناسهم الأدبية الأصل كالشعر والمقالة وهرولوا إلى كتابة الرواية بوصفها موضة أدبية جاذبة للأضواء. عتبتُ كذلك، وإنْ بدرجة أقلّ، على الذين لم يهرولوا نحو الرواية ولكن انطلى عليهم ادّعاء أن هذا هو زمان الرواية فتراجعوا عن الإبداع في أنواعهم الأدبية الأخرى ورضوا من غنيمة حرب الأجناس الأدبية بالإياب.
• هل يمكن القول إن للجوائز دوراً رئيسياً لتسيد الرواية، ولماذا لا نرى كمّا مناسبا من الجوائز لباقي الأجناس الأدبية؟
o نعم، للجوائز الأدبية البارزة دور في ذلك، وللشعر كذلك جوائزه الأسبق ربما، لكن يبدو أن جوائز الرواية قد استفادت من ضجة زمن الرواية ثم ساهمت من بعد في تعميق المفهوم الخطأ الذي يكرّس زماناً بعينه لنوع أدبي واحد. الجوائز الأدبية واحدة من أبرز أدوات الإعلام الأدبي التي من المهم أن تستغل بوعي للمساهمة في تشكيل البيئة الأدبية على نحو صحِّي. وهكذا، فإن تخصيص جوائز قيّمة ورفيعة مادياً ومعنوياً للشعر وللمسرح وللقصة القصيرة وللمقالة أمر من شأنه أن يسهم في إبراز قيمة تلك الأجناس – التي باتت مغموطة – والصعود بها إلى مساحات أكبر ومراتب أعلى للتأثير في وجدان الجماهير، ولكن يبقى السؤال: من ينشط لتلك المهمة إذا كان الأسهل على الجميع أن ينساق خلف الجنس الأدبي الرائج؟ مهمة التغيير تبدو دوماً صعبة وتحتاج إلى كثير من الصبر ومن قبل إلى الإيمان العميق بجدواها.
• ظهرت في كتابك الأخير وكأنك تثبت للناس البديهيات، فالمعروف أن المقال هو أكثر أشكال الكتابة الأدبية انتشارا وقدرة على توصيل الأفكار بل كان هناك كتاب للمقالات يصيغون أراءهم في شكل نص متخيل متضمن معلومات حقيقية، في تصورك لماذا لم يحظى المقال من البداية بالتعامل معه أصلا كجنس أدبي؟
o في “حرب الأجناس الأدبية” مقال عنوانه “المقالة ماء الأدب”، ما يعني أن المقالة هي الجنس الأدبي الذي لا غنى عنه، وقد ذهبتُ بالصورة البلاغية إلى مدى بعيد حين افترضتُ أن المقالة تشكِّل المكوّن الأساس لكافة الأجناس الأدبية. وباستكمال الذهاب مع الصورة البلاغية إلى آفاق أبعد، يمكن أن نقع على السبب في أن المقالة لم تحظ بقيمتها التي تستحق، وربما الأدق بحسب صيغة السؤال أن المقالة لم يتم التعامل معها في كثير من الأحيان كجنس أدبي، والسبب أنها في سهولة توفر الماء في الحياة بما لا يجعله يحظى بالتقدير والقيمة التي ينفرد بها كثير من ألوان الشراب الأخرى على اختلافها وهي جميعاً لا تنشأ بدون الماء.
هناك سبب آخر مهم، وهو أن كتّاب المقالة المجيدين أنفسهم يبدون في كثير من الأحيان كما لو كانوا يمارسون جنسهم الأدبي في شيء من التواري تحت ظلال جنس أدبي آخر، إذ قلّما ينفرد بعضهم معتدّاً بالمقالة ومكتفياً بإبداعها عمّا سواها من أشكال الإبداع الأدبي.
• بناء عليه، هل ظلم كتاب المقالات فن المقالة عندما شعروا بالحياء عند تجميع مقالاتهم المنشورة مسبقا في كتب، أي هل يستعيد فن المقال مكانته إذا نشره الكاتب في كتاب أولا؟
o نعم ظلم كتّاب المقالة فنّهم الراقي هذا كما أشرنا للتوّ، لكن المشكلة في تقديري لا تكمن في تجميع المقالات المنشورة مسبقاً وإصدارها في كتب مستقلة بقدر ما تكمن في الإيمان بقيمة المقالة والانصراف إلى كتابتها بجديّة إبداع قصيدة أو رواية، فبذلك فقط يستعيد فن المقالة مجده حتى إذا كانت الكتب التي تندرج ضمن ذلك الفن كتباً تجمع مقالات منشورة من قبل في صحف يومية أو مجلات دورية، وكتّاب المقالة الأعلام من أمثال الرافعي والمازني فعلوا ذلك على كل حال وكانت أشهر كتبهم مقالات منشورة من قبل في صحف ومجلات كالبلاغ والسياسة والرسالة وغيرها.
• إلى أي مدى تأثر فن المقال بتراجع الصحافة المطبوعة واندثارها؟
o لا أعتقد أن لتراجع الصحافة المطبوعة أثراً سلبياً يذكر على فن المقالة، فقد راجت في المقابل كما هو معلوم وسائل التعبير الإلكترونية التي استوعبت كل أشكال الأدب. حتى تسيّد الرواية للمشهد الأدبي لا أعتقد أنه كان على حساب المقالة تحديداً بقدر ما كان على حساب الشعر والقصة القصيرة بصورة أكثر خصوصية. تراجع المقالة يعود كما سبقت الإشارة إلى كتّابها أنفسهم، وأعني تحديداً كتّابها المجيدين الذين عليهم أن ينصرفوا إلى إبداعها بثقة وليس توارياً واستحياءً في خلسة على هامش جنس أدبي آخر.
• أليس غريبا تسيد الرواية بهذا الشكل، فيما القصة القصيرة تشاركها الصورة على استحياء، رغم أن الأدب العربي ملئ بأسطوات في كتابة هذا الفن؟
o نعم الأمر غريب بالفعل، وما يدعو إلى الدهشة ابتداءً المفارقة التي أشرت إليها في “حرب الأجناس الأدبية” وقبلها في “تبّاً للرواية” ثم حديثاً في “الإلحاد الأدبي”، ففي عصر السرعة انصرف الناس إلى جنس الرواية الأطول على حساب القصة القصيرة الأقصر من حيث الحجم بصفة عامة، والمفارقة أكثر جلاءً كذلك مع القصيدة التي هي أصغر حجماً وأسرع قراءةً. هذه الحسابات المادية من حيث الحجم والسرعة لا يمكن تجاوزها في تحليل انتشار الأنواع الأدبية في هذا العصر، وهي تشكّل مفارقة ليست سلبية التداعيات دوماً بالضرورة، فانصراف المهتمين بالأدب إلى القراءة هو إجمالاً أمر عظيم، وتفضيلهم النفَس الطويل هو أمر جيّد في ذاته ما لم يكن ذلك خصماً على حساب أنواع أدبية أخرى جديرة بالقراءة بدورها كالقصة القصيرة والشعر. ومرة أخرى، لا يُلام القرّاء ابتداءً في تراجع القصة القصيرة على حساب الرواية بقدر ما يُلام كتّاب القصة القصيرة أنفسهم إذا لم ينافحوا عن جنسهم الأدبي المميّز.
• لماذا اخترت أن تكتب “حرب الأجناس الأدبية” في شكل مقالات متتالية ولم تقسمه إلى فصول وأبواب، هل ترتاح لهذا الشكل في الكتابة أم أردت أن تنحاز للمقالة حتى في تبويب كتاب عنها؟
o اخترت ذلك في “حرب الأجناس الأدبية” وفي سائر كتبي لأنني أرتاح إلى هذا الشكل في الكتابة ولأنني منحاز إلى المقالة في الوقت نفسه. ولا معنى عندي للتكلّف في التقسيم إلى أبواب وفصول لمنح الكتاب شكلاً تقليدياً يزيده فخامة وهيبة إذا كانت المقالات منفردةً تفي بالغرض، وهي بالفعل تفي بالغرض وزيادة، وما أعنيه بالزيادة هو القيمة الإبداعية المتضمّنة في جنس المقالة الأدبي والتي يضيع كثير من رونقها مع التكلّف في اصطناع التبويب التقليدي للكتب. إلى ذلك، أرى أن تبويب الأبواب وتفصيل الفصول أنسب للبحوث الأكاديمية الصرفة. ومع ذلك، أرى أن المقالة قادرة على احتواء سائر مكونات القطعة الأدبية الفريدة مهما يكن الشكل الذي تبرز من خلاله في الكتاب بحسب موهبة مبدعها وثقته فيما يكتب.
• على مدى صفحات الكتاب، وضح اطلاعات على عشرات المؤلفات المرتبطة بموضوعه، لكن هل ترشح من بينها خمسة مثلا تنصح بها القارئ المهتم بهذا المجال لتكون بداية قراءاته في علم الأجناس.
o هناك العديد من المؤلفات القيمة التي أحلت إليها في “حرب الأجناس الأدبية” إضافة إلى العديد من المراجع التقليدية عن الأجناس الأدبية مباشرة وعن غيرها من شؤون الأدب بصفة عامة. سأذكر فقط على سبيل المثال كتاب “فن الرواية” لميلان كونديرا، و”فائدة الشعر وفائدة النقد” للشاعر والناقد الأمريكي البريطاني ذائع الصيت ت. س. إليوت، وكتابَي “فن القراءة” و”مع بورخيس” لألبرتو مانغويل، و”كيف تُكتب الرواية” لغابرييل غارسيا ماركيز، و”ذكريات في الترجمة” لدنيس جونسون ديفز. ويبقى الأهم عندي هو قراءة المرجع أيّاً كان بما يفيد ما يؤخذ عنه بالموافقة أو المعارضة أو التعليق بعيداً عن سطوة العناوين الرنّانة والمؤلفين المشهورين، فكثيراً ما أحلتُ إلى كتّاب غير معروفين وأخذتُ حتى عن أحداث وقصص واقعية في شؤون الأدب وبنيتُ عليها رؤى وكتابات.
• لم توجه خلال الكتاب أي لوم للقارئ الذي استسهل جنس الرواية، بل أن هناك قراء لا يقرأون إلا الروايات ويتخيلونها وقد تحولت إلى مسلسلات وأفلام، وساهم في ذلك انتشار جروبات القراءة على فيس بوك ووجود الروائيين معهم يتفاعلون، فهل يمكن القول إن الظاهرة أفرزت “القارئ ذا البعد الواحد” الذي يريح نفسه ويكون مستعدا لقراءة خمس روايات لكاتب واحد لا خمس كتب في عدة أجناس ومجالات أدبية؟
o الإشارة إلى مسؤولية القارئ تجيء في كتبي التي تعرض للموضوع بدرجات متفاوتة، ففي “تبّاً للرواية” مقال كامل عنوانه “تواطؤ القارئ في جريمة الرواية”، وهو كما يبدو عنوان صادم أردت من خلاله التركيز على المسؤولية التي يتحمّلها الجميع، كل بحسب موقعه. لكنني أرى القارئ يتحمّل التبعة الأقل من مسؤولية “موضة” الرواية التي ينهض بقسمها الأعظم النقّاد والإعلام والكتّاب أنفسهم، فالقرّاء يخضعون لجميع تلك المؤثرات التي لا يجب أن تعفيهم تماماً من مسؤولية تشكيل ملامح أسواق القراءة التي يشكِّلون عمادها، ولكن من الصعب أن تلقى بالتبعة على جماهير القراءة هكذا على الإطلاق دون المرور قبل ذلك بمن يقذف بالبضاعة الثقافية إلى أسواق الأدب فيعمل على تشكيلها ابتداءً، وهؤلاء هم الكتّاب والنقاد والإعلام مع اختلاف ترتيبهم من حيث تحمّل التبعة بحسب السياق الخاص بكل حالة للدراسة.
• ماذا عن جديدك “الإلحاد الأدبي”؟
o “الإلحاد الأدبي” هو استكمال لكتبي السابقة في السياق نفسه، ولعل أولها “تواضعوا معشر الكتّاب”، ثم “تبّاً للرواية”، ثم “حرب الأجناس الأدبية”. في “الإلحاد الأدبي” أتناول قضايا الأجناس الأدبية والعلاقات المتبادلة بينها على مختلف المستويات، منصرفاً بصورة أكثر خصوصية إلى نفي القداسة عن أي جنس أدبي ومؤكداً ضرورة حرية اعتناق أي من الناس لأي من المذاهب الأدبية والكتابة عبر ما يفضّله من الأنواع وتذوّق ما يحبه من الأجناس، وذلك تحت عناوين من قبيل: “حرية العقيدة الأدبية، “آفة الأصنام الأدبية”، “الجبن الفكر”، “أفلاطون أشهر الملحدين الأدبيين”، “التحرر من سلطة الكتب”، “الإجهاض الأدبي”، وغيرها.
• كيف ترى حركة النقد الأدبي في السودان، وهل حدثت أي تطورات بعد الثورة أم لازال الأمر يراوح مكانه.
o في السودان نقاد بارعون، ولكن أعتقد أن ما يمكن أن تكون حركة النقد الأدبي تعانيه في السودان مشابه لما تعانيه حركة الأدب ونقده في العالم العربي إجمالاً، نحتاج بصورة أساسية إلى قدر واضح من أصالة الإنتاج، وهناك العديد من النقاد يعملون من أجل إنتاج خاص بهم، وسأذكر على سبيل المثال الصديق الدكتور هاشم ميرغني، وغيره كثيرون لا ريب.
أعتقد أن تأثير التغيرات الحادة كالثورات يتطلّب أمداً طويلاً كي ينعكس بصورة أصيلة على الأدب كما يقال حقاً، والأهم أصلاً أن تنعكس تلك التطورات بصورة إيجابية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فمن دون استقرار اقتصادي واجتماعي يصعب تحقيق طفرات أدبية، ومن المهم الانتباه إلى أن الاستقرار لا يعني الازدهار بالضرورة بقدر ما يعني اتّضاح الرؤية نحو الغاية مهما تكن.
في السودان نحتاج إلى تلمّس خصوصيتنا في محيطنا الإقليمي، تماماً كما هو الحال في الإنتاج النقدي والأدبي العربي عموماً الذي يحتاج إلى ابتداع خصوصيته عوضاً عن اللهاث خلف “جحور الضباب الأدبية” في الغرب، وهذا أحد العناوين التي اشتملها “تباً للرواية”.
• كيف يقدم عمرو منير دهب نفسه لقارئ إبداع؟
o ولدت ونشأت في السودان، ودرست الهندسة الكهربائية في جامعة المنصورة بمصر، ولا أزال أمارس عملي في إدارة بعض أدق تخصصات الهندسة الكهربائية. لم يكن الخيار سهلاً في البداية، تعثرت كثيراً قبل أن أسعد بتجربة ممارسة عمل يومي أكسب منه عيشي بعيداً تماماً عن الكتابة الأدبية، فقد جعلني ذلك أكتب في الأدب بحرية لم تكن لتتاح لي لو أن الكتابة كانت مصدر رزقي الأساس. لا أود أن أقذف بذلك باعتباره الخيار الأمثل، فقد تشكّلت تجربتي على نار بطيئة وحارقة في كثير من الأحيان، ولم أختر كل تفاصيلها. المهم أن يواجه كل منّا تجربته وينتزع منها من الخصوصية والأصالة أفضل ما يستطيع.