إيمان سراج
لم أكن أتخيل أنني سأصاب بفيروس الكورونا، لا لشيء سوى أنني من المحافظين جدا فلا تخلو حقيبتي من زجاجة الكحول والقناع الواقي للوجه في الخروج، وفي البيت نظافة مستمرة وتنبيهات كثيرة للزائرين أيضًا، لكنها ارادت الله، أكتب هذا ولم يتم شفائي بعد والحمد لله على كل شيء.
هناك من يصدرون للبقية أن الكورونا مجرد دور برد عادي، ولهذا حاولت المراوغة في البداية بأنني سليمة وما أشعر به مجرد دور برد عادي إلى أن تطور الأمر وتطلب نقلي إلى المستشفى، الآن أقول لهم سامحكم الله فهو ليس كذلك بالمرة، وإذا كان الله قد من عليك بعدم تأثير الفيروس في جسدك، فعليك حمده فقط ولتحذر الآخرين ولا تجعلهم يستهينون الأمر.
المرض ثقيل، ثقيل جدًا ومميت وموجع ومؤلم، وتجربة قاسية، تخيل للحظة أنك لا تستطيع إكمال النفس لنهايته، لا تستطيع استنشاق هواء إلا بجهاز تنفس، مع سخونة مرتفعة ودوار غير طبيعي، وكل ذلك في وقت واحد، بالإضافة لفقدان حاستي الشم والتذوق، بالظبط وكأنك ميت ولكن على قيد الحياة، ومع ذلك لله ألف حمد وشكر، فمثل هذه الفترات تشعرنا بقيمة الحياة وقيمة الصحة، التي لا توازيها أي نعمة أخرى.
ولأن لكل تجربة منافعها، كانت للكورونا منافعها، فلم أكن أعلم بأنني سأحاط بكل هذا الحب والاهتمام من كل من يعرفني ولا يعرفني، علي أرض الواقع أو في العالم الافتراضي، يدعون لي ويتمنون الشفاء ويعرضون خدماتهم بكل جدية.
ولأنني في حالة انعزال تام، كان للتلفزيون الدور الرئيسي في مشاركتي يومي وحقيقة وددت أن أكتب هنا عما شاهدته خلال هذه الفترة ولكن لأنني ما زلت أشعر بالتعب سأوجز.
منذ فترة كنت كتبت علي “الفيسبوك” لماذا لا يكون لدينا سهرات تلفزيونية لها أيام ثابتة كتلفزيون زمان، مثل، برنامج اخترنا لك، نادي السينما، أوسكار، أوتوجراف، زووم، وهكذا برامج تجمع شمل الأسرة.
الآن أستطيع أن أعترف بأننا أصبحنا نمتلك سهرات توازي جمال البرامج التي ذكرتها سابقًا.
ربما قعدة الكورونا أعطتني الفرصة لمتابعة التلفزيون علي مدار الأسبوع وبكل عدد ساعاته، باعتباره وسيلة التسلية الوحيدة المقدور عليها صحيًا.
وحقيقي بدون مجاملة أو تطبيل وأعتقد أن من يعرفني جيدًا يعلم أنني لست من هؤلاء، وجدت الآتي على سبيل المثال:
إلهام شاهين وأعلم أنني كتبت كتيرًا عن جمال البرنامج واليوم أود أن أكتب عن جمال وصدق إلهام شاهين والفضفضة التي لم نسمعها من قبل ولهذا كان اختلاف وتفرد البرنامج.
سهرانين
حلقة واما، عادت بي إلى ذكريات أيام جميلة عشتها والحلقة كانت من أجمل حلقات البرنامج.
فاهيتا
مدحت صالح ومتذكرة جيدًا إنني منذ فترة طالبت باستضافة صالح في البرامج والحمد لله شاهدناه بخفة دمه وتلقائيته وصوته الذي لا يتغير، وفاهيتا البارعة المبدعة.
سهرة الحياة
فكرة السهرة في حد ذاتها وعودة أغاني. الزمن الجميل بأصوات غير أصوات أصحابها الحقيقيين والاحتفاء بذكرى ناس رحلت وتكريم ناس موجودة بينا فكرة عظيمة، وعودة محمد الحلو كانت فكرة أعظم.
يوم ليك
جديد قناة الحياة بعد عودة الحياة للقناة لها مرة أخرى، هند صبري وراغب علامة وشرنوبي، ثلاثة حلقات أجمل من بعضهم.
صاحبة السعادة
ومحمد منير وذكريات سنين كثيرة وأحلام وأماني فاتت عيشونا فيها معاهم من جديد.
كل الشكر للمتحدة على هذا التقدم وهذا المجهود الواضح وشكر خاص مني أنكم خففتم عني ثقل أيام المرض وتمنياتي بمزيد من التقدم وأن تكونوا على المستوى المتوقع منكم.
ولكل الأصدقاء، محبتي وشكري وتقديري وامتناني لكم حتى لمن لم يسأل عني، تشملكم محبتي.