إيمان سراج
دي طلعت سهلة قوي وجميلة ومبدعة، طلع إننا ممكن نعمل سينما أسرية جميلة ما تخجلش تفرج أولادك عليها، ممتعة ليك وليهم وتبقى قاعد وسطهم في حالة مزاجية مرتفعة ومش خايف من لفظ أو مشهد يحرجك قدامهم، فكرة بسيطة وسلسة تحولت لعمل رائع ومتعوب عليه.
“أعز الولد” من أجمل الأعمال السينمائية التي عرضت مؤخرًا عمومًا والأعمال الخاصة بالأسرة خاصة، العمل فرصة كبيرة لإعطاء البطولة لمن يستحقونها بغض النظر عن السن، بعدما تم التعود علي أن فئتهم العمرية لا تستحق سوى أدوارًا ثانوية، في حين أن العالم كله يلجأ إليهن وإليهم في بطولات لأفلام حملت الأوسكار.
“أعز الولد” دراما أسرية عائلية بامتياز، حملت الكثير من المعاني والنصائح والرسائل والمشاكل التي منها تأثير السوشيال ميديا علي في انعزال الأطفال عن أجدادهن، وكل ذلك تم عرضه بطريقة غير مباشرة.
يحكي الفيلم عن ثلاثة أجيال مختلفة، الجدة، الأم، الأحفاد، والعلاقة الحياتية بينهم بعدما تعرض الأطفال لعملية خطف ويبدأ هؤلاء الجدات في محاولة إنقاذهم لتبدأ أحداث الفيلم.
الجميل في هذا العمل أن كل من قام بالتمثيل فيه لم يفكر في كم الدور بقدر ما فكر بالكيف والنجاح للعمل ككل، رغم نجوميتهم جميعًا، ولهذا نجح. فنجد عمرو يوسف وأمينة خليل وريهام عبد الغفور وأروى جودة وإنجي المقدم ومنى زكي وكل منهم نجم صف أول قام بتأدية دور لا يتعدي دقائق، ورغم ذلك ترك كل منهم بصمته وكان له إطلالته الخاصة وخاصة مني زكي التي أثبتت أن مشهدًا واحدًا من الممكن أن يترك تأثيرًا أقوي من مسلسل 45 حلقة.
رسائل غير مباشرة
العمل لم يعتمد فقط على الجانب الفكاهي ولكنه يحتوى على مجموعة من الرسائل والنصائح ودون مباشرة، ألقي الفيلم نظرة واقعية جدًا علي أن ليس بالضرورة أطفال المدارس الدولية أهاليهم مليونيرات، لكنهم فقط يقتطعون من قوتهم لحصول أبناءهم على تعليم جيد، وهذه حقيقة واقعية ربما لم يعيها البعض للآن.
انعزال الجدات عن أحفادهم
بالطبع حب الجدة للأحفاد لا شك فيه ولكن في بعض الأحيان، إما تكون الجدة منعزلة عن علاقتها بأحفادها أو يكون الأحفاد أنفسهم بعيدون، ربما بفعل انشغالهم بالسوشيال ميديا، أو ربما إهمال الأبناء لهذا الأمر، لكن الحب موجود وكذلك التضحية، ونجح الفيلم في إلقاء نظرة على هذا الجانب وبكل سلاسة ويسر.
عن تدخل الجدات في حياة أحفادهن
أدت الدور دلال عبد العزيز بإجادة تامة وخفة دم وطبيعية، وربما دورها يكون له عامل إيجابي في تغيير طرق تفكير وتعامل بعض المشاهدين”الجدات” و”الجدود” مع أحفادهم وهذا ما نرجوه من الفن، رسائله الإيجابية بشكل غير مباشر ونجح السيناريو في هذا التوجه.
ستو بسبستلو بسبوسة بالسمن والسكر والعسل
أغنية “ستو بسبستلو” ألحان حسن أبو عتمان وكلمات فاروق سلامة، التي قدمها الفنان أحمد عدوية منذ نحو 40 عامًا، وهى الأغنية التي استعان بها صناع الفيلم لإعادة تقديمها بتوزيع جديد يجمع بين عدوية وفرقة كايروكي وكانت إختيار لائق جدًا.
الأطفال
مجموعة أطفال تم اختيارهم بعناية فائقة ووفقًا للموهبة، طبيعيون جدًا ودون تكلف، كل واحد منهم أدي الدور كنا يجب وإن كنت أميل إلي الطفل الذي يؤدي دور شخصية “حسن” والطفل “شادي” طفلان موهوبان ولا بد من استغلال موهبتهم.
في النهاية كل التحية لهؤلاء الجدات الجميلات، المحبات، المضحيات”ميرفت أمين” دلال عبد العزيز، إنعام سالوسة، شيرين” ونتمنى أن نراهم في أعمال أخري.
الفيلم إخراج سارة نوح، سيناريو وحوار شريف نجيب وجورج عزمي، أرشحه بشدة وسط سهرة عائلية لطيفة.