إطلاق موقع إلكتروني لـ"ترامب" لتدوين تاريخه الرئاسي

أسماء مندور

أطلق دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، موقعًا إلكترونيًا جديدًا لتسجيل أحداث فترة رئاسته للولايات المتحدة، يتضمن سردًا “انتقائيًا” للغاية لأحداث الفترة التي قضاها في منصبه، حيث وصف موقعه الجديد 45office.com بأنه منصة لمؤيديه للبقاء على تواصل معه، ومكان يواصل ترامب من خلاله حملته “أمريكا أولاً”.

تدوين الإنجازات
الهدف الرئيسي من إنشاء هذا الموقع هو تدوين أحداث الفترة الرئاسة لترامب، يسرد من خلاله إنجازات ما يصفه بأنه “الحركة السياسية الأكثر استثنائية في التاريخ”، حيث ذكر ترامب في الفقرة الافتتاحية أنه أطاح بالكيانات السياسية، وهزم “مؤسسة واشنطن”، و”تغلب فعليًا على كل هيكل سلطة متجذر في البلاد”. ورغم ذلك، فقد أغفل التاريخ الكثير من الأحداث الهامة في فترته الرئاسية.

نرشح لك: أرقام وإحصائيات.. كيف تأثرت وسائل الإعلام العالمية بعد ترامب؟

أما فيما يتعلق بالاقتصاد، ذكر الموقع: “أن الرئيس ترامب وعد بفترة من النمو الاقتصادي غير المسبوق، وخلق فرص للعمل، والأجور المرتفعة، وزيادة الدخل، كما وصف ترامب إدارته مرارًا بأنها تبني “أعظم اقتصاد في تاريخ البلاد”، وهو ادعاء تم دحضه مرارًا وتكرارًا، حيث لم يذكر الموقع أن الاقتصاد الأمريكي عانى -خلال فترة الوباء العام الماضي- من أسوأ الانهيارات المالية.

ويذكر الخبر المنشور في موقع theguardian أنه رغم أن الولايات المتحدة سجلت أكبر حصيلة لوفيات فيروس كورونا في العالم على مرأى ومسمع من ترامب، إلا أن موقع ترامب يصف طريقة تعامله مع الوباء بأنها ناجحة، قائلا: “عندما وصل وباء فيروس كورونا من الصين، وانتشر في جميع أنحاء العالم، اتخذ الرئيس التدابير اللازمة في وقت مبكر وحاسم”، متجاهلًا الإشارة إلى أنه قد وصف في الواقع فيروس كورونا في مارس 2020، خمس مرات، بأنه مشكلة “وستختفي”، حتى رغم ارتفاع عدد الحالات.

تجاهل السلبيات
ولم يذكر الموقع أيضًا أن ترامب أصبح أول رئيس أمريكي في التاريخ يواجه محاكمات عزل في الكونجرس مرتين، وأنه كان أول رئيس أمريكي منذ أكثر من مائة عام يخسر الاستفتاء الشعبي مرتين، ففي المقابل حصلت هيلاري كلينتون على 2.8 مليون صوت أكثر من ترامب في عام 2016، وكان هامش فوز جو بايدن لعام 2020 أكبر، حيث بلغ 7 ملايين صوت.

كما لم يذكر الموقع أيضًا أنه أصبح أول زعيم عالمي كبير يُمنع من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك و تويتر، أثناء وجوده في منصبه بعد أن اعتبروا أنه استغل حساباته على السوشيال ميديا للتحريض على التمرد والعنف، هذا بالإضافة إلى أعمال الشغب في مبنى الكونجرس، التي راح ضحيتها خمسة أشخاص، ولم يتم الإشارة حتى إليها.

تفتخر الصفحة الرئيسية لموقع ترامب أيضًا بأن “مكتبه ملتزم بالحفاظ على الإرث الرائع لفترته الرئاسية، وفي الوقت نفسه المضي قدمًا في تنفيذ الأجندة الأمريكية”، كما يعد بأنه “من خلال المشاركة المدنية والنشاط العام، يسعى مكتب دونالد ترامب إلى إعلام وتثقيف وتشجيع الأمريكيين في جميع مناحي الحياة، سعيًا لبناء مستقبل أمريكي عظيم حقًا”.

نفوذ ترامب
لا يزال ترامب يحتفظ بنفوذ كبير في الحزب الجمهوري على الرغم من خسارته في انتخابات 2020، وأن الرجل ألمح إلى نيته في خوض الانتخابات الرئاسية في عام 2024، كما أنه بدأ بنشاط في دعم المرشحين الجمهوريين الذين قد يكونون قادرين على الإطاحة بزملائهم في نفس الحزب، الذين يشعر ترامب بأنهم خائنون له، من خلال فشله في دعم مزاعمه التي لا أساس لها من تزوير الانتخابات العام الماضي.

ويذكر أن جيسون ميلر، المتحدث السابق باسم حملة ترامب، قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز هذا الشهر، إنه بعد حظره من تويتر وفيسبوك، سيطلق ترامب منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي في الأشهر القليلة المقبلة.