محمد إسماعيل الحلواني
سلطت آلاف الحسابات المجهولة عبر الإنترنت الضوء على العنف الجنسي ضد الشابات والفتيات. وخصصت “ميجان سبيسيا” مساحة كبيرة بصحيفة نيويورك تايمز لمناقشة هذا التريند الذي يبدو أنه سيصبح عالميًا بعد لجوء المرأة للفضاء الرقمي كملجأ ومنبر أخير للمطالبة بالتصدي للانتهاكات التي تتعرض لها في كافة أنحاء العالم.
وفي لندن، على مدى أسابيع، اهتم القارئ البريطاني بالشهادات المفزعة من نساء مجهولات واحدة تلو الأخرى. وتضمنت الاتهامات وقوع الاعتداء الجنسي على فتيات لا تزيد أعمارهن عن 9 سنوات بالإضافة إلى آلاف الفتيات اللواتي تعرضن للعار من قبل زملائهن بعد تداول صور لهن دون موافقتهن، في حين ألقى زملاء الدراسة باللوم على فتاة واحدة بعد أن أبلغت عن تعرضها للاغتصاب في إحدى الحفلات.
على منصة اختارت لنفسها اسم “الجميع مدعوون”، شاركت آلاف الشابات والفتيات في بريطانيا مؤخرًا روايات صريحة عن العنف الجنسي والتمييز على أساس الجنس وكره النساء خلال فترة الدراسة، وتحدثن عن كل شيء بما في ذلك الاعتداءات الجنسية الإجرامية إلى الإرغام على ممارسات تكرهنها والتحرش اللفظي واللمس غير المرغوب فيه على نحو سبب صدمة في بريطانيا.
وترسم تلك الشهادات صورة مفزعة لانتشار العنف الجنسي من قبل الطلاب داخل جدران المدرسة وخارجها، لا سيما في الحفلات. بالإضافة إلى تقارير العنف، تضمنت الحسابات أيضًا مزاعم بالتحيز الجنسي وكراهية النساء.
وتعتقد سوما سارة، اللندنية البالغة من العمر 22 عامًا والتي أسست مجموعة Every’s Invited أن “هذه مشكلة حقيقية” وأن ثقافة الاغتصاب حقيقة ينبغي مواجهتها.
ولفتت مجلة The Conversation إلى أن مصطلح “ثقافة الاغتصاب” احتل عناوين الأخبار مرة أخرى. هذه المرة تتعلق بتقارير واسعة النطاق عن العنف الجنسي ضد المراهقين في التعليم الثانوي، وبعضها يشمل المدارس البريطانية الأكثر شهرة.
وجاء الكشف بعد أن غمرت الشهادات في الأيام الأخيرة موقع على شبكة الإنترنت وصفحة إنستجرام مخصصة لمنح الطلاب منصة للإبلاغ عن حالات الاعتداء والتحرش للجنسيين.
طالبت العديد من الفتيات اللواتي تحدثن بصوت عالٍ أن تتم مناقشة العنف الجنسي وعدم المساواة بين الجنسين بشكل علني وطالبن المسؤولين وقادة المدارس بالتصدي لهذه المشكلة المتفاقمة، بينما دعا أعضاء البرلمان إلى إجراء تحقيق. وربطت المجلة النقاش البريطاني الدائر بحجة متداولة بكثرة مفادها أن العنف الجنسي والتحرش ليسا ثقافة متأصلة بل مرتبطان بمدى تعرض المراهقين للمواد الإباحية والصور الفاضحة.
تُظهر احتجاجات الطلاب على العنف الجنسي مدى السرعة التي يجب أن تعالج بها المدارس هذه القضايا. تتشابك حياة الشباب على الإنترنت وخارجها على نحو يصعب أن ينفصم، وأكدت المجلة على أهمية معالجة العلاقات والتربية الجنسية في هذا السياق. وهذا يعني التركيز ليس فقط على التفاعلات الرقمية للشباب ولكن أيضًا على ما يفعلونه في وضع عدم الاتصال.