بعد حوالي 30 عامًا من كارثة انفجار المفاعل النووي “تشرنوبل” في أوكرانيا -التي تعدّ أكبر كارثة نووية شهدها العالم عام 1986- تمكّن المصور النمساوي رونالد فيرنت، من المغامرة والدخول إلى المنطقة المنكوبة المحظور الدخول إليها في مدينة بريبيات، على بعد 3 كيلومترات من المفاعل.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية -الإثنين 27 يوليو 2015- إن الصحفي، قام بالمغامرة من أجل التقاط مجموعة من الصور، لتكشف عن حجم المأساة في هذه المدينة، والتي طالت مدارسها ومستشفياتها وكل مظاهر الحياة بالمدينة المهجورة، التي أصبحت مدينة أشباح.
وكانت الكارثة قد وقعت في السادس والعشرين من إبريل 1986، في القسم الرابع من مفاعل محطة تشرنوبل، بالقرب من مدينة بريبيات في أوكرانيا، التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
وحدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار، إثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدّى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم، وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.
وتسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع، وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعّة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا.
وتجزأت سحابة الإشعاعات النووية إلى ثلاث سحابات أخرى ساعدت الرياح في حمل أولاهن إلى بولندا والدول الإسكندنافية، والثانية إلى التشيك ومنها إلى ألمانيا، والثالثة إلى رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.
وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة، جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن، بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية، إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص.
وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام، وتوقعت وفاة ما بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص، نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت.