محمد إسماعيل الحلواني
توصل باحثون بجامعة هارفارد إلى أن استخدام الإنترنت للبحث عن الأعراض لا يزيد من قلق المريض، بل يساعد في تحسين التشخيص.
يندفع الكثيرون، كلما شعروا بآلام، إلى محرك البحث جوجل للعثور على معلومات عن الأعراض. ويعتقد البعض أن هذا خطأ أو على الأقل فكرة سيئة، لكن الباحثين بجامعة هارفارد يثبتون عكس ذلك.
نشر موقع Gilmore Health News المهتم بأخبار الرعاية الصحية نتائج دراسة تؤكد أن هذا البحث مفيد جدًا للمرضى في الواقع. ويقول ديفيد ليفين، رئيس فريق الدراسة: “يأتي المرضى إليّ لأنهم عثروا عن شيء باستخدام بحث جوجل جعلهم يعتقدون أنهم قد يكونون مصابين بالسرطان، لذا سألت نفسي، هل يفعل جميع المرضى ذلك؟ وإلى أي مدى يخلق الإنترنت السايبركوندريا؟” يشير المصطلح إلى الهوس الناجم عن بحث الشخص عن أحواله الصحية على الإنترنت.
لمعرفة ما إذا كان بحث المريض عن الأعراض يساهم في التوصل إلى تشخيص أكثر دقة، قرر ليفين إجراء بحثه الخاص. واستعان بنحو 5000 مشارك طُلب منهم اختيار بطاقة بها قائمة بالأعراض. ثم كان عليهم أن يتخيلوا أن شخصًا قريبًا منهم يعاني من هذه الأعراض. قاموا بإجراء تشخيص أولي ثم تمكنوا من الوصول إلى الإنترنت للحصول على مزيد من المعلومات وإجراء تشخيص ثانٍ.
في الوقت نفسه، طلب منهم فريق البحث تقييم مستويات القلق لديهم. إلا أن مستويات القلق لم تتغير أثناء التجربة، مما يثبت أن هوس البحث عن الأحوال الصحية “سايبركوندريا” لا يعتمد على عمليات البحث على الإنترنت وحدها.
من ناحية أخرى، توصل العلماء أن التشخيص كان أكثر دقة بقليل عند استخدام الأشخاص بحث جوجل.
وخلص ليفين إلى أن اعتقاد العديد من الأطباء بأن استخدام الإنترنت لفحص الأعراض فكرة سيئة هو اعتقاد خاطئ؛ وقال الدكتور ديفيد ليفين في مقال نشرته الجارديان: “دراستنا تقدم دليلاً على أنه ليس فكرة سيئة ، بل لا حرج في ذلك على الإطلاق، والبحث عن الأعراض أمر جيد”.
وأراد ليفين وفريق الدراسة الذهاب إلى أبعد من ذلك واستكشاف قدرة الذكاء الاصطناعي على تشخيص المرضى. ويوضح هدفه قائلاً: “سيستخدم بحثنا التالي خوارزميات مزودة بجميع المراجع العلمية والطبية المتاحة على الإنترنت، وأتوقع أنه في ذات يوم، ستتوفر العديد من التطبيقات الجديدة التي من الممكن أن تجعل الأطباء في يوم من الأيام بدون عمل.