محمد إسماعيل الحلواني
في 6 أبريل 2021، تحتفل مجلة Mad الأمريكية بمرور 70 عامًا على تأسيسها، وعمر طويل قدمت خلاله الفكاهة والسخرية لجمهور القراء الأمريكيين وساهمت في تشكيل وجدانهم وثقافتهم.
سخرت المجلة الشهيرة من أفلام هوليود ونجوم السينما وقدمت ضدها العشرات من الشكاوى، إحداها من شركة “لوكاس فيلم” بسبب السخرية من فيلم “حرب النجوم”، وحرض بعض نجوم هوليود، مازحين، على اختطاف جميع نسخ المجلة وتدميرها، ولكن لا أحد سينجح في ذلك، فلا أحد بمقدوره الانتصار على أيقونة المجلة؛ الشخصية الوهمية “ألفريد” المبتسم دائمًا على غلافها والذي اصدرت منه نسخة جديدة تليق بها في عام 2021.
وسخرت المجلة الشهيرة من كل شيء من السياسة إلى الرياضة، مروراً بالحياة اليومية، ولكن الأهم هو سخريتها من صناعة الثقافة والإعلان والإعلام على نحو شجع التفكير النقدي؛ وفقًا لتصريحات الأكاديمي الأمريكي “كريج ستارك” لموقع Valencia Plaza الإسباني.
ويعتقد “ستارك” أن المجلة منحت السخرية القوة اللازمة لإحداث التغيير، وتلك هي الفلسفة المرتبطة بأصول المجلة منذ انطلاقها من نيويورك على يد “هارفي كورتزمان” و”آل فيلدشتاين” المنحدرين من خلفيات اشتراكية من أوروبا الشرقية قبل أن يستقرا في الولايات المتحدة.
اكتشف “كريج ستارك”، قبل عقدين من الزمن أنه عندما أراد استخدام الفكاهة في الفصول الدراسية عندما تكون المواد الدراسية مملة للطلاب، كانت السخرية أفضل طريقة تدفعهم للاهتمام بموضوع الدرس وتذكر الأمثلة، بل أن الأمثلة التي استعان فيها بأعداد قديمة من مجلة Mad كانت فعالة للغاية.
كانت بدايات المجلة بالغة الصعوبة، ولكن بعد 6 سنواتٍ فقط، أي في عام 1958 تجاوزت مبيعاتها مليون نسخة وفي السبعينيات كان توزيع مجلة Mad يتجاوز مليوني نسخة، بالإضافة إلى تضاعف عدد المجلات التي قلدتها ولم يكن ذلك مقتصرًا على الولايات المتحدة فقط.
وقبل الإنترنت، كان على الأطفال الحصول على الموضوعات الفكاهية من صفحات المجلة التي طبعت بالأبيض والأسود، والتي أصر فريق تحريرها على أن رسوماتها وموضوعاتها من إعداد “عصابة معتادة من البلهاء” وفقًا لموقع Mental Floss.