هل يجب علينا أن نرد على تعليقات الأصدقاء بوسائل التواصل الاجتماعي؟ بحثت كثيرا في إجابة هذا السؤال، وتذكرت مقالا للدكتورة أماني ألبرت عن “بروتوكولات الفيس بوك” فرجعت إليه ولم أجد إجابة لهذا السؤال أيضا، وبرأيي أنه لابد من عمل وثيقة بروتوكولية افتراضية للتعامل مع كل وسائل التواصل الاجتماعي وليس الفيس بوك فقط، وطبعا ستكون بروتوكولات ليس إلزامية، ولكن على الأقل قد نهتدي بها وسط الزحام الافتراضي.
عندما ننشر “بوست” فنحن نبدأ “الفعل” وعندما يبدأ الأصدقاء في الردود فهم يقومون “برد الفعل”، فلماذا إذن يجب أن نرد على “رد الفعل”، برأيي أنه موضوع ممل جدا، رغم أن كثيرين من الأصدقاء سيختلفون معي، فإذا نشرت تهنئة لأي مناسبة على سبيل المثال، ورد الأصدقاء، فأظن أن الموضوع بهذا الشكل انتهى، ويكفي أن أضع “لايك” على الرد، علامة على أنني قرأته.
وبعض الأصدقاء يتضايقون عندما لا أرد على تعليقاتهم، وقد يكونون على حق، فقد يكون رأيي هو الخطأ، واتأمل كثيرا من الأصدقاء أصحاب “الخمس آلاف صديق” مثلي، والتفاعل على صفحاتهم كبير جدا، وأجدهم يقومون بالرد على كل تعليق بكل صبر وفرح، وهو ما أحسدهم عليه فعلا، لأني مع الأسف لا أجد الوقت لفعل ذلك، ولو وجدت قد أفضل أن أوجه هذا الوقت لكتابة جديدة، على اعتبار أن الردود هي “رد فعل” لما نشرته كما ذكرت.
وبالمناسبة أصدقائي يتحملونني وتعودوا مني على وضع اللايك فقط على تعليقاتهم، ولكنهم يخجلونني عندما أعلق على صفحاتهم، وأجدهم يردون على تعليقي، وهو ما يشعرني أني مقصر جدا تجاههم.
والبعض الآخر، اتخذ قرارا بالرد على التعليقات بجملة واحدة ثابتة، يرد بها على الجميع، مثل كلمة شكر أو تقدير أو ما شابه ذلك، وأشبه هذا التعليق الثابت المتكرر بالأنسر ماشين التي كنا نضعها في التليفون الأرضي بالمنزل، ونشغلها عند الخروج، وعندما يتصل أحد تجيب عليه الأنسر ماشين برسالة ثابتة وتطلب منه أن يترك رسالة لو أراد حتى يتعرف صاحب المنزل بعد الرجوع على من الذي اتصل به.
وبالتالي أصبحت هذه الرسائل الثانبة “الردود على التعليقات” أنسر ماشين الفيس بوك، ويمكن فيما بعد أن نجد الفيس بوك اخترع لنا أنسر ماشين جاهزة مثلما ابتكر استيكرات مختلفة تخدم الردود كثيرا، مثل الورود، وشكرا، وسنة سعيدة، وغيرها، وبأشكال متعددة، وقد يتحدث الفيس بوك بالنيابة عنا قريبا، ونصبح لسنا في حاجة إلى تعليقات ولا إلى ردود.