أسماء شكري مسلسل قارئة الفنجان
انتهى مؤخرا عرض مسلسل قارئة الفنجان عبر منصة شاهد، والذي يجمع فنانين من مصر والوطن العربي، أبرزهم أحمد فهمي وباسم مغنية وورد الخال وروان مهدي ويارا قاسم وأحمد شعيب ومحمود الليثي وتاتيانا مرعب، قصة هاني سرحان وتأليف إياد صالح وإخراج محمد جمعة. مسلسل قارئة الفنجان
مسلسل قارئة الفنجان عبارة عن 10 حلقات، تدور قصته حول مجموعة من الأشخاص يتسبب أبلكيشن اسمه قارئة الفنجان في قلب حياتهم رأسا على عقب، حيث يمزج بين الأساطير المخيفة في التراث العربي وبين التكنولوجيا المستخدمة في الحياة، من خلال أبلكيشن لديه القدرة على أن يقرأ الفنجان ، في إطار من الإثارة والتشويق.
حقق المسلسل نجاحا كبيرا منذ بداية عرضه وحتى الحلقة الأخيرة، وتفاعل معه مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، ويستعرض إعلام دوت كوم أسباب نجاح المسلسل فيما يلي:
مسلسل قارئة الفنجان فكرة وقصة هاني سرحان، ويتميز بفكرة جديدة وغير تقليدية، وهذا هو السبب الأكبر في نجاح المسلسل، الذي نجح صناعه في المزج ما بين الخرافة والتكنولوجيا، من خلال أبلكيشن يقرأ الفنجان لمجموعة من الأشخاص في ليلة واحدة، ويتسبب في تغيير حياتهم وحدوث كوارث متتالية لكل منهم، وتأخذنا الأحداث حلقة تلو الأخرى لنتابع إلى أين سيذهب بهم الأبلكيشن الملعون؟
بالرغم من تعدد الشخصيات التي استخدمت أبلكيشن قارئة الفنجان وتشابك علاقاتهم، إلا أن السيناريو نجح في جذب الجمهور لحياة كل منهم، ومع تعدد تلك الشخصيات إلا أننا رأيناها على الشاشة في وحدة مترابطة تجمعها خيوط واحدة في النهاية، وهو ما ظهر جليا في الحلقة الأخيرة التي جمعت معظم مشاهدها سلام ورشيد ومريم وكارمن وباسم، وهي الشخصيات التي بقيت حية ممن استخدموا الأبلكيشن.
نجح المسلسل في تقديم عمل رعب على قدر كبير من احترام عقلية المشاهد، فلم يعتمد على كليشيهات أعمال الرعب التي سئمها الجمهور خلال سنوات طويلة، من ملابس ووجوه مخيفة وأصوات مرعبة وأنوار تضاء وتُطفى فجأة وغير ذلك، وإنما وجدنا في قارئة الفنجان أحداثا مرعبة لعبت على توقعات الجمهور بالدرجة الأولى، وهو ما حرص عليه مخرج العمل محمد جمعة والمؤلف إياد صالح.
شاهدنا أداءا متقنا من جميع ممثلي المسلسل، حتى أصحاب الأدوار الصغيرة والتي لم تأخذ حيزا كبيرا من الأحداث، خاصة مع اعتماد مشاهد كثيرة على التمثيل بالنظرة وحركات الوجه فقط دون وجود حوار، وأيضا وجود توليفة رائعة من الممثلين من مصر والخليج ولبنان، مما أعطى للعمل ثراء وتنوعا.
المسلسل مصنف ضمن نوعية التشويق والإثارة، وعلى عكس المتوقع من أن يختل إيقاع التشويق مثلما حدث في أعمال رعب قُدمت مؤخرا، إلا أن مسلسل قارئة الفنجان نجح في تشويق الجمهور لآخر لحظة، وفي كل حلقة يندمج المُشاهد مع الأحداث؛ حتى أنه أصبح يلهث وراءها ولا يكاد يلاحقها، من فرط إحساسه بالإثارة وتسبب الأحداث في طرحه لتساؤلات لا تنتهي، وهو ما ظهر واضحا في آخر حلقة؛ التي بالرغم من إحساس الجمهور قرب نهايتها بأنه أخيرا فك شفرات المسلسل وحل ألغازه، إلا أنه ما لبث أن دخل في حيرة مع المشهد الأخير، وهو ما جعله متشوقا لمشاهدة الجزء الثاني الذي يتم التحضير له حاليا.
من العناصر التي ساهمت في اكتمال نجاح المسلسل هو عدم وجود مط أو تطويل في الأحداث، وهذا ما يجب أن يتسم به كل عمل رعب لأن جمهوره يكون ملولا بدرجة أكبر من جمهور الكوميديا مثلا أو الاجتماع، وفي هذا المسلسل وجدنا أغلب المشاهد مدتها قصيرة لا تتعدى الـ 4 دقائق وعدد كبير منها لا يصل إلى دقيقة، مما جعل الأحداث مكثفة وبالتالي زاد من التشويق.
من مميزات المسلسل تقطيع المَشاهد بحرفية عالية وفي اللحظة المناسبة جدا، خاصة في مشاهد نهايات الحلقات التي حمل كل منها مفاجأة انتظرها الجمهور بلهفة في الحلقة التالية، فضلا عن المشهد التمهيدي الذي اختار صناع العمل وضعه في بداية كل حلقة لمدة ثوانٍ معدودة، ولكنه دائما ما نجح في تهيئة الجمهور لمحتوى الحلقة بأكملها.
لم يغفل صناع العمل أهمية عنصر الموسيقى في وضع الجمهور في “موود” الرعب، سواء في الموسيقى التصويرية التي جاءت مناسبة تماما للأحداث والمصحوبة في بعض المشاهد بمؤثرات سمعية خاصة، أو في موسيقى التتر التي تعتبر من أهم عوامل نجاح المسلسل، إذ أن سماعها في بداية كل حلقة كان كافيا لدخول المُشاهد في جو الإثارة؛ تمهيدا لمتابعته لأحداث الحلقة.