محمود صالح
نحاول في السطور القادمة محاولة فهم ماذا يحدث في سوق الإعلان المصري خلال الموسم الأكثر زخما وهو الموسم الرمضاني:
أولاً: سيطرة واضحة لصناع الإعلان “الإعلانجية” علي توجه و شكل الحملات الإعلانية، واستخدام لميزانيات الشركات و المؤسسات التنموية في المنافسة بين الشركات الاعلانية على حساب الهدف من الحملة الإعلانية.
مثال واضح ” إحدى شركات الاتصالات تعاني من أزمة عنيفة في جودة خدماتها وتتعرض سمعتها لتهديد حقيقي في السوق، تطلق حملة إعلانية غنائية مشفرة محملة بألغاز تحتاج لجهاز مخابرات للتعامل معها وتقريبا الشركة نفسها مش فاهمة الإعلان فوضعت شعارها طول الإعلان علشان تقول والله العظيم الإعلان ده بتاعنا”.
ثانيا: جرت العادة أن يكون الإعلان هو محتوى مركز وقصير يوصل الرسالة من خلال قالب إبداعي لكن شركات الإعلان “الإعلانجية” استبدلوا المحتوى الإعلاني المركز بأفلام دعائية قصيرة والأمر الذي انعكس بالسلب على ميزانية الشركة أو المؤسسة المعلنة “كله على حساب صاحب المحل” حدث ولا حرج معظم الحملات الإعلانية تتجاوز مساحتها حاجز الدقيقتين أي “٤” تنويهات إعلانية في مرة الإذاعة الواحدة.
ثالثاً: غياب دور مسؤول تسويق محترف يجيد استخدام ميزانية الداعية في خدمة الأهداف الاقتصادية أو التنموية للمؤسسة وترك المساحة لشركات الإعلان للسيطرة علي مقاليد الأمور التي تتنافس فيما بينهما، وأدوات المنافسة واضحة جدا ” قدرة الشركة الإعلانية على حشد أكبر قدر من النجوم في الإعلان – صورة سينمائية – سيطرة المحتوي الغنائي الإعلاني “الجنجل” – بث مكثف تلفزيونيا و رقمياً”.
المنافسة بين شركات التطوير العقاري والمؤسسات العلاجية في هذا الصدد شرسة وهي في الحقيقية منافسة بين شركات الإعلان.
رابعاً: معيار اختيار النجوم المشاركين في الحملات الإعلانية هي مكايدة واضحة بين المسؤولين عن الشركات أو المؤسسات التنموية بعبارة أخري (هختار النجم اللي يخليني هتمنظر قدام صحابي بيه مش اللي هيخدم رسالة وهدف الشركة أو المؤسسة، أو النجوم اللي في شلة صاحب الشركة بغض النظر عن التأثير السلبي أو الإيجابي على الشركة أو المؤسسة المعلنة”.
خامساً: “الترند يحكم” المعايير في الحكم على نجاح الحملة الإعلانية هو تصدر مواقع التواصل الاجتماعي ، بغض النظر عن حجم تأثير الحملة على مبيعات الشركة أو سمعة خدماتها في السوق أو مدى الوعي برسائل المؤسسة التنموية.
العضو المنتدب لإحدى شركات الألبان في حوار له على موقع “كلوب هاوس” أن الحملات الإعلانية التي تحقق “التريند” تفشل في تحقيق زيادة في مبيعات الشركة و أن الحملات الإعلانية البسيطة التي تركز على الرسالة هي تزيد من مبيعات الشركة.
سادساً: سيطرة واضحة المحتوى الإعلاني الغنائي (الجنجل) على حساب إعلان الموقف الأمر الذي أدي بدوره إلي اختفاء دور صناع المحتوى الإبداعي و سيطرة كتاب وملحنين المحتوى الإعلاني الغنائي،”بالمناسبة هذه الساحة تحت سيطرة ٣ فرق بالتحديد فريق مكون من كاتبه و محلن يلعب دور الموزع أحيانا – الفريق الثاني كاتب و ملحن مثير للجدل – الفريق ثالث من كاتب و ملحن هم من أبدعوا هذا النوع من الأعمال”.
سابعاً: نجوم الغناء أصبح بالنسبة لهم الإعلان الرمضاني “نحته الموسم” حيث يرتفع ثمن صناعة العمل الغنائي المخصص للإعلان عن أي عمل غنائي كذلك يحقق العمل الغنائي دعاية مجانية للمغني و فريق العمل على حساب اختفاء ماهية المعلن “الشركة والمؤسسة التنموية”.
أبرز مثال احدى شركات التطوير العقاري استخدمت عمل غنائي لنجم شهير مع غياب تام لاسم الشركة المطورة ومكانها حتى.
تاسعاً: خلل كبير في توزيع ميزانية البث بين البث الرقمي والبث التلفزيوني الأمر الذي يضر بمعدل تعرض الجمهور للرسالة الإعلانية بشكل واضح.
عاشراً: استخدام أدوات العلاقات العامة في تجميل المحتوى الإعلاني ومهاجمة أي محاولة لانتقاد المحتوى الإعلاني وذلك من خلال صفحات وحسابات واضحة على منصات التواصل الاجتماعي والغرض منها خلق صورة ذهنية جيدة “وهمية” عن الحملة الإعلانية.