رباب إبراهيم
الكل بدون استثناء يخشى أن يكتب كلمة نقد صريحة عن إعلان شريهان الجديد، خاصة العاملون في المجال الصحفي والفني؛ خوفا من التجريح فيها بغير قصد، أو ربما للحنين لذكريات حياتنا معاها، فكل ما طرح علي صفحات السوشيال ميديا لم يكن سوى حالة من الانبهار بعودتها: “وعلشان بنحب شريهان فرحنا بطلتها وعودتها وانبهرنا بلبسها وحركاتها”.
“علشان خاطر عيونك”.. عيوننا لم تُرِد أن ترى سلبيات المحتوى؛ لذا أتخلي في هذا المقال عن القلم الصحفي وأتحدث بقلب ولسان واحدة من جمهور شريهان.
الفنانة شريهان هي نجمة الثمانينات والتسعينات بلا منازع في مصر والوطن العربي، هي الفتاة الدلوعة الأقرب إلى قلوب البيوت المصرية التي عاصرتها في تلك المرحلة، عاشت داخل كل بيت مصري بخفتها واستعراضاتها وأزيائها وإكسسوارتها، سبقت عصرها بالإبهار حتي سنوات مضت على تقديم النجمة لآخر فوازيرها، ولكن ملابسها وإطلالاتها في الفوازير والأعمال لا تزال فريدة للغاية، واليوم نرى العديد من النجمات في العالم العربي والعالم.
شهر رمضان ارتبط في ذاكرة المصريين بـ شريهان لتأتي عودتها أيضا في نفس الشهر، من كان لديه معلومة تصوير شريهان إعلان لإحدى شركات الاتصالات وسيتم عرضه في شهر رمضان، كان ينتظر أن يرى نجمة الفوايز فاطيما وكاويما – مثلما كانت تنطقها – وحليمة.
لكننا مع عرض الإعلان في أول أيام شهر رمضان بشكل مكثف علي كل القنوات، لم نستطع استيعاب فكرة عودتها! وبرغم ذلك تظل حالة الانبهار بطلة شريهان علي الشاشة؛ حبنا لها وفرحتنا برجوعها أكبر من كل سلبيات الإعلان.
بدأت الشركة المعلنة الفكرة بـ شريهان من حيث توقفت هي عام 2002، وليس من حيث كان ينبغي أن تكون العودة الجديدة في 2021 بروح جديدة.
جاءت الفكرة تعبر عن قصة حياة شريهان التي يعلمها جيدا أبناء جيل السبعينات والثمانينات والتسعينات؛ الذين عاشوا وأدركوا معاناتها وآلامها وتفاصيل الحادث الذي وقع لها، وكيف أجرت أكثر من 23 عملية جراحية في ظهرها وعمودها الفقري، وبالرغم من أن تكنيك وتجسيد الحادث والعمليات تم تنفيذه بشكل احترافي في الاستعراض؛ لكنه لا يتماشي مع أفكار الأجيال الحالية، خاصة أنها بدت وكأنها عودة لتصفية الحسابات مع نظام انتهى وحلت مكانه عدة أنظمة مختلفة.
ربطت الشركة المعلنة بين قوة وإرادة وصلابة شريهان وحبها للحياة وبين شعار الشركة المعلنة “قوتنا إن مفيش حاجة تقدر توقفنا”، وتناست أن شريهان تعافت منذ سنوات كثيرة وأنها عادت للحياة وتعايشت معها وظهرت في مناسبات عديدة، وكان لها حضور واضح في توقيت الثورة؛ فهي عادت منذ عشر سنوات، وما كان ينقصها هو مواجهة الكاميرات والأضواء مرة أخري فقط.
الفرحة والبهجة بعودة الفنانة شريهان هي التريند الوحيد الخالص من أي زيف، بمعني أصح تريند “مش مغشوش “غير مدفوع الأجر: “علشان بنحب شريهان”.