محمد إسماعيل الحلواني
مع استمرار حملات التطعيم باللقاح المضاد لعدوى كورونا في جميع أنحاء العالم، تجدّدت الآمال في العودة إلى الحياة الطبيعية، وكما كان هناك خاسرون وفائزون بسبب الجائحة، من المتوقع أن تؤثر عودة الحياة الطبيعية على تطبيق “كلوب هاوس” الذي حصل على نصيب الأسد من اهتمام مستخدمي السوشيال ميديا طوال أشهر جائحة كورونا.
بينما شعرت معظم أمريكا أن التطبيقات والمنصات لعبت دورًا كبيرًا في تمضية الوقت خلال العام الماضي، كان لدى وادي السيليكون أفكار جديدة وكان “كلوب هاوس” أبرز التطبيقات الصديقة للعزل المنزلي منذ انطلاقه في مارس 2020.
بدأ التطبيق ببضع مئات فقط من المستخدمين، وفي غضون شهرين فقط، بلغت قيمته 100 مليون دولار. إلا أنه بعد بضعة أشهر بلغت قيمته مليار دولار. اعتبارًا من أبريل الجاري ارتفعت قيمته الآن 4 مليارات دولار.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تطرح شركات التكنولوجيا تطبيقات منافسة لـ”كلوب هاوس” بدأ التقليد، فبدأت فيسبوك وتويتر وديسكورد وريديت وسلاك وحتى سبوتيفاي إنشاء ميزات من شأنها أن تنافس كلوب هاوس منافسة مباشرةً.
في وقت من الأوقات، كان التطبيق الذي تقتصر فيه المشاركة على المدعوين فقط مثيرًا للغاية لدرجة بيع رموز الدعوة الخاصة به بمئات الدولارات على موقع eBay، كما أشار مقال بمجلة نيويوركر.
والآن، يرجح الصحفي “نيك بيلتون” بمجلة Vanity Fair أن الحفلة قد انتهت -على الأقل في الوقت الحالي- وفقًا لمصدرين مقربين من الشركة المالكة للتطبيق، فإن الأرقام تتراجع في جميع الاتجاهات. انخفضت عمليات تثبيت “كلوب هاوس” والاشتراك به بشكل كبير، وانخفض مستوى تفاعل المستخدمين الذين انضموا بالفعل إلى المنصة.
وذكر موقع Business Insider هذا الأسبوع أن عمليات تثبيت كلوب هاوس على أنظمة iOS قد انخفضت من 9.6 مليون في فبراير إلى أقل من مليون عملية تثبيت حتى الآن هذا الشهر.
ورصد “بيلتون” تراجع كلوب هاوس الذي كان ذات يوم أحد أفضل التطبيقات التي تم تنزيلها في قسم الوسائط الاجتماعية على متجر Apple، ليصبح ترتيبه اليوم رقم 23 (أي أنه بات ضمن الأقل شعبية) في الشبكات الاجتماعية.
وأشار بيلتون إلى عناوين الأخبار والصحف الرئيسية في أمريكا، التي كانت قبل بضعة أشهر فقط تهذي حول “كلوب هاوس” بصفته العملاق القادم..
وينتمي بيلتون إلى العديد من الصحفيين والخبراء الآخرين الذين قالوا مبكرًا أثناء ذروة الهوس بـ”كلوب هاوس” إن التطبيق مناسب تمامًا لظروف الوباء، ولكن ليس بعد أن تكتسب المجتمعات مناعة القطيع وتستغني عن التباعد الاجتماعي. وشبه بيلتون “كلوب هاوس” بمسكّنات مؤقتة أثناء البقاء في المنزل.
والآن بعد أن تلقى 137.2 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19، بما في ذلك حوالي 91.2 مليون شخص تم تطعيمهم بالكامل، فإن قلة من الناس يريدون الجلوس في المنزل والتحديق في هواتفهم. يريدون أن يكونوا في الخارج، لكي يتحدثوا إلى بشر حقيقيين وجهًا لوجه، ولكي يتنفسوا التنوع الطبيعي الذي يحبونه.