أسماء شكري
عندما شاهدت برومو مسلسل ملوك الجدعنة تحمست لمتابعته في رمضان 2021، ورأيت فيه توليفة مبشرة؛ بداية من جمعه لأول مرة لمصطفى شعبان وعمرو سعد ومعهما فنانون كبار، وهم الراحل يوسف شعبان ودلال عبد العزيز ومحمد التاجي، فضلا عن تقديمه للون الشعبي المحبب لدى الجمهور.
الحلقات الأولى كانت على المستوى الجيد الذي توقعته، من حيث أداء الأبطال واختيار الشخصيات وتسلسل الأحداث، إلا أنني حلقة تلو الأخرى وجدت المسلسل سقط في فخ “الأفورة”، التي ما زالت مستمرة في كل حلقة، واكتشفت أنها بدأت من أول التتر الذي تضمن كتابة اسمي بطلي العمل 4 مرات متتالية وبصور وكادرات مختلفة لهما، ولكن تلك الملحوظة أبسط بكثير من الأفورة التي لازمت المسلسل حتى الآن.
في مشهد تكرر كثيرا خلال المسلسل، نجد مصطفى شعبان “سفينة” وعمرو سعد “سرية” يدخلان في مشاجرات عديدة مع رجال عمرو عبد الجليل “زاهي العتال” الذين يحملون أسلحة آلي ومسدسات وعددهم كبير وأجسامهم قوية، إلا أنني وجدت سفينة وسرية في كل مرة ينجحان في الانتصار عليهما بكل سهولة وبدون حملهما لأي أسلحة ولا حتى عصا! فأعطاني هذا شعورا بأن بطلي العمل أقارب سوبرمان أو أن تلك المشاجرات تحدث في فيلم كارتون.
أما إفيهات و “لزمات” سفينة وسرية فحدث ولا حرج، شيء رائع أن يحفظ الجمهور إفيهات لشخصيات المسلسل ويرددونها، ولكن وجدت في حوار ملوك الجدعنة خاصة الدائر ما بين بطليه، إقحام لجمل وتعبيرات اقتبست من “بوستات” فيس بوك وفيديوهات تيك توك وصفحات الكوميكس الشهيرة، مثل: “يا زميلي” أو “الكلام رايحلك”، وكأن الشباب يتحدثون بتلك الطريقة في حياتهم العادية، وهو الأمر غير الصحيح، ومن ضمن أفورة اللزمات جملة عجيبة قالها عمرو سعد لياسمين رئيس: “ده أنا الحب والمُب والأسد والدب”! الحب معروف ولكن ماذا يعني “المُب”؟
أيضا الإصرار على وجود مشاهد عديدة تحمل إيحاءات جنسية، وهو الأمر الذي انتقده الكثيرون خاصة وأن المسلسل يعرض في شهر رمضان المبارك، وتحديدا شخصية أم بسنت التي تمارس في بيتها بالحارة أعمالا منافية للآداب، وهو الأمر الذي لا ينطبق فعليا على المناطق الشعبية بوجه خاص.
الأمر الأغرب في مسلسل ملوك الجدعنة هو تكرار آخر دقائق من الحلقة السابقة في بداية الحلقة اللاحقة، لدرجة أن إحدى الحلقات بدأت بـ 4 دقائق كاملة من الحلقة السابقة! مثلا انتهت الحلقة التاسعة بمشهد رقص لأغلب الأبطال احتفالا بخطوبة سرية وفاتن، هذا المشهد استغرق 3 دقائق فقط رقص من الجميع بدون أي حوار! وتوقعت أن تبدأ الحلقة التالية بدونه كونه قمة الأفورة، إلا أنني وجدته كاملا أيضا في بداية الحلقة العاشرة! وهو ما لم أفهمه.
أحداث ومشاهد كثيرة غير منطقية بالمسلسل، مثل مشهد هروب دلال عبد العزيز “عطية” من مستشفى السجن، بمساعدة ابنها سرية وصديقه سفينة؛ اللذان تنكرا في ملابس طبيب وممرض ليصطحباها إلى حمامات السجن ثم يهربان بها دون أن يدري بهم أحد، وهو الأمر الذي شاهدناه كثيرا في أفلام إسماعيل ياسين وشكوكو، ولكن لا يتماشى مع عصرنا الحالي، وقل إن شئت: “اتهرس” عشرات المرات من قبل.
مسلسل ملوك الجدعنة عمل يضم عناصر نجاح كثيرة أبرزها موسيقى المبدع ياسر عبد الرحمن، وفكرة المطاردات بين شباب بسيط ورجال أعمال يتاجرون في الممنوعات، ولكن الأحداث كان يجب أن تكون منطقية أكثر من ذلك، وبما أننا ما زلنا في منتصف رمضان، أتمنى أن يتم تلافي تلك العيوب في الحلقات المقبلة.