أحمد العياد
إسلام إبراهيم بعيدًا عن الكوميديا
سنة بعد أخرى وعملاً بعد آخر يثبت الممثل اسلام إبراهيم أنه ليس مجرد كوميديان فقط، وبرأيي نقطة التحول الرئيسية كانت عمله مع المخرجة القديرة كاملة أبو ذكري والذي قدم في عملها الكوميدي بـ 100 وش مشاهد درامية ورومانسية بالغة التأثير
بعد بـ 100 وش توقعنا انتشارًا أكثر وحرصًا على الظهور في أكبر عدد من الأفلام والمسلسلات، ولكن كانت الخطوة المهمة والتي تدل على التغير في تفكيره وحرصه على التواجد المهم المؤثر بعيدًا عن كثرة الأعمال كان التواجد مع يحيى الفخراني في عمله نجيب زاهي زركش.
في هذا العمل بالغ المتعة قدم إسلام أداء تمثيلي ممتاز في انفعالاته ونظراته العميقة المليئة بالحزن والأسى في أكثر من مشهد، مثال على ذلك مشهده مع الفخراني في عزاء والده وهو يروي للفخراني افتقاده لأبيه وافتقاده للسند والظهر في هذه الدنيا وكذلك في المشهد الذي اكتشف فيه انكشاف حقيقة علاقته مع والده، تطور كبير يمر به الممثل إسلام والذي أثبت أنه ممثل متعدد المواهب.
وطالما الحديث عن نجيب زاهي زركش يجب أن لا ننسى القدير تميم عبده، أستاذ علم الاجتماع والذي يأنس الفخراني ( نجيب زاهي زركش) بالحديث معه رغم الاختلاف الكبير بينهم في الصفات وفيه تعاملهم مع الحياة عموما حتى أن نجيب قالها صراحًة: أحب أن أسمع أن اجلس معك وأسمعك كثيراً حتى لو لم أسمع وأنفذ هذا الكلام.
حواراته مع الفخراني عن شعور الأبوة وعن الزواج وعن حبه وعلاقته لزوجته كانت غاية في الجمال والعذوبة. شخصية كُتبت بشكل جميل سواء بعقلها وجدها وخفة دمها وقدمها الفنان تميم عبده في أجمل صورة.
شاهدت علي قاسم في المرة الأولى في مسلسل (لا تطفئ الشمس) بعد ذلك كان دوره الكبير والمميز في مسلسل (طايع) والذي قدمه بشكل رائع وساهم بانتشاره وتعرفنا فيه على موهبة تستحق الظهور والانتشار بشكل أوسع.
الشخصية التي يقدمها علي قاسم في خلي بالك من زيزي الدكتور الحريص على هندامه المسالم الرزين الهادئ صاحب الانفعالات الهادئة ليس من السهل تقديمها إذا لم تكون ذو موهبة نقية، فقدمها علي قاسم دون استسهال أو انفعالات مبالغة فيها.
مشاهده مع طلابه في الجامعة ومع أخيه المسيطر عليه أو حتى في المحاكمة ضد طليقته وجميع مشاهده مع زيزي خاصة مشهد المواجهة في الحلقة الـ 14 عندما باح بكل مشاعره المكنونة، كان مشهدا استثنائيا وقدم فيه علي قاسم مع أمينة خليل أداء فوق العادة جعل هذا المشهد من أهم مشاهد هذا المسلسل.
على الرغم من الانتقادات الواسعة للمبالغة في مسلسل نسل الأغراب من انتقادات للأزياء والديكورات والموسيقى الصاخبة والأداءات التمثيلية المتكلفة جدا، إلا أن محمد جمعة نجا من هذا الفخ بمهارة وذكاء.
فنلحظ في معظم مشاهده في المسلسل حتى التي تجمعه بأبطال المسلسل (السقا وكرارة) الحضور الطاغي والكاريزما الرهيبة والتي تفوق فيها على جميع من شاركه في المشاهد.
ويضاف لمحمد جمعة كذلك منة فضالي، والتي برأيي كانت من أبرز الوجوه النسائية في المسلسل فقدمت دورًا جديدًا وغير معتاد عليها، فمثلت دور الأم المكلومة المجروحة مابين مطرقة زوجها وسندان أخيها. وكان مشهد وفاتها أحد المشاهد المهمة جدا في المسلسل وفي مسيرتها عمومًا.