أسماء مندور مؤسسة بيل جيتس
أعلن بيل وميليندا جيتس طلاقهما بعد زواج استمر 27عامًا، وهو ما صدم الكثيرين في جميع أنحاء العالم، ففي تغريدات يوم الاثنين من حساباتهما الشخصية، قال الزوجان إن القرار جاء بعد “قدر كبير من التفكير والعمل، وإنهما لم يعودا يعتقدان أنهما قادران على النمو معًا كزوجين في تلك “المرحلة المقبلة” من حياتهما.
وكما هو معروف، فقد تأسست مؤسسة “بيل وميليندا جيتس” منذ أكثر من 20 عامًا، وهي مؤسسة عالمية رائدة في العمل الخيري، لكن ما مصير تلك المؤسسة الآن بعد قرار الانفصال؟
قال بنيامين سوسكيس، المؤسس المشارك ورئيس تحرير موقع HistPhil، وهو موقع متخصص في تغطية الأعمال الخيرية: “من حيث الأصول والتأثير، فإن المؤسسة هي أهم مؤسسة خيرية في العالم،وقرار الانفصال بلا شك سيكون له عواقب هائلة”، حيث تقدم المنظمة، التي تتخذ من سياتل مقراً لها، تبرعات تقدر بحوالي 50 مليار دولار، وقد أصدرت ما يقرب من 55 مليار دولار في شكل منح على مر السنين”.
لكن قال الزوجان في تغريدتهما المشتركة يوم الاثنين إنهما “يؤمنان بأهمية المؤسسة وسيواصلان عملهما معًا هناك”.
ومن جانبها، رددت المنظمة في بيان لها قائلةً: “سيظل بيل وميليندا رئيسين مشاركين لمؤسستهما الخيرية، وسيواصلان العمل معًا لتشكيل الاستراتيجيات والموافقة عليها، والدعوة لقضايا المؤسسة، وتحديد الاتجاه العام لها”.
تقدم المؤسسة منحًا في مجالات واسعة النطاق، بما في ذلك الصحة العالمية واللقاحات، وبرامج المساواة بين الجنسين، والتنمية الاقتصادية والزراعة في البلدان منخفضة الدخل، وتحسين التعليم في الولايات المتحدة منذ بداية جائحة كورونا في أوائل عام 2020، كما استثمرت المنظمة ما لا يقل عن 1.75 مليار دولار في مكافحة الفيروس، مما ساعد على دفع تكاليف إنتاج وشراء الإمدادات الطبية.
طلبت عائلة جيتس، كما هو متوقع، في تغريدتهم بعض “الحرية والخصوصية”، لكن ثروة بيل جيتس الهائلة، التي تقدر قيمتها بنحو 130.5 مليار دولار، وامتلاكه لشركة مايكروسوفت، أكبر شركة تكنولوجيا في العالم، بالإضافة إلى أهمية العمل الخيري الذي لعبوا فيه مثل هذه الأدوار المركزية والعامة، يجعل ذلك صعبًا إن لم يكن مستحيلًا.
لقد تحول تركيز المؤسسة ونهجها بمرور الوقت من أسلوب أكثر تكنوقراطية، يركز على البيانات والاختبار والبحث، وهي استراتيجية تتماشى مع طريقة تفكير جيتس، إلى نهج أكثر إنسانية يشارك فيه المجتمع ويتماشى بشكل وثيق مع روح ميليندا.
بينما يقول الزوجان إنهما سيواصلان العمل معًا، يتساءل البعض عما إذا كانت ميليندا ستنشئ مؤسستها الخاصة لتوجيه مزيد من الدعم إلى مجالات أخرى مثل تمكين المرأة، وربما المزيد من الإجراءات السياسية التي تؤثر على المحاكم أو الانتخابات.
من يدري، فربما كانت ميليندا جيتس تنتظر الحرية للقيام بعملها الخاص، ومن الممكن أن تكون قصة كبيرة ومليئة بالحيوية لعملها الخيري الجديد والمستقل، الذي يبدو أنه سيصبح مختلفًا عن ذي قبل، أو بقاء الوضع الراهن مع إجراء بعض التعديلات.
على مر السنين، ركز بيل وميليندا جيتس على مجالات خاصة بهما في العطاء والاستثمار، حيث أطلق بيل جيتس في عام 2015، صندوقًا قيمته 2 مليار دولار لدعم الشركات الناشئة في مجال خفض الكربون، وتطورت هذه المبادرة لتصبح منظمة شاملة تغطي ستة برامج تعمل على مكافحة تغير المناخ، مما دفع بيل جيتس مؤخرًا إلى نشر كتاب عن المناخ، وأمضى شهورًا في إجراء المقابلات ومناقشة التحديات المناخية والحلول.
وفي عام 2015 أيضًا، أنشأت ميليندا جيتس منظمة تسمى Pivotal Ventures، وهي مكتب تنفيذي مستقل منحها الفرصة لمتابعة الأفكار والمشاريع والاستثمارات التي قد لا تتناسب مع هيكل مؤسسة جيتس.
في حين أن مؤسسة جيتس هي الأكبر، إلا أن هناك أعمال خيرية أخرى يقودها بشكل مشترك أزواج فاحشو الثراء، بما في ذلك مارك زوكربيرج من فيسبوك وزوجته بريسيلا تشان، والرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت ستيف بالمر وزوجته كوني، ومؤسس صندوق الائتمان جون ولورا أرنولد.
المنظمات الخاصة، إلى حد كبير، مدينة بالفضل لمؤسسيها فقط، على الرغم من أنها، في بعض الأحيان، يتم انتقادها بسبب افتقارها إلى المساءلة والشفافية، لأنه مع هؤلاء الأزواج، وهذه الشراكات المستمرة، من الصعب دائمًا معرفة من الذي يجرؤ على تحديد الأولويات.
وفي نهاية المطاف، يتفق الجميع على أن طلاق جيتس يبرز التداعيات الضخمة وغير المتوقعة التي تتبع تركيز الثروة في أيدي فئة محدودة من الناس، وأن كل الأخبار المفاجئة عن الطلاق ليست فضولًا للقيل والقال، ولكنها حدث مهم له تداعيات مجتمعية محتملة.