أسماء مندور
مع تزايد عدد الأشخاص الذين يستهلكون الأخبار عبر الإنترنت، أصبح من المهم بشكل متزايد للمنافذ الإخبارية، المطبوعة أو التليفزيونية، تحويل عروضها رقميًا.
حطمت CNN، وهي واحدة من أكبر المنافذ الإخبارية في العالم، جميع الأرقام القياسية العام الماضي مع وصولها إلى أكبر نسبة من الجمهور وجعلهم أكثر تفاعلاً مع الأحداث العالمية، حيث سجلت CNN العربية أعلى مستوى لها على الإطلاق بالنسبة لمتوسط عدد الزوار شهريًا، والذي ارتفع بنسبة 34 % عن عام 2019، مدفوعًا إلى حد كبير بمستويات قياسية عالية من استخدام الهاتف المحمول، والتي نمت بنسبة 24 % عن عام 2019.
وفي حوار لها مع موقع عرب نيوز، تحدثت كارولين فرج، نائبة رئيس الخدمات العربية لشبكة CNN، لتوضيح المزيد عن خطط النمو والاستراتيجية المستقبلية للصحافة الرقمية.
استراتيجية النمو
أكدت كارولين أن CNN هي المنصة الإخبارية المستقلة الرائدة في الشرق الأوسط، وأن ما يجعلهم متميزين هو الاستقلال والتقارير الموثوقة والحقيقية والواقعية، هذا إلى جانب الثقة الكبيرة في علامة CNN التجارية التي لها مكانة كبيرة لدى الجمهور، بالإضافة إلى المنظور العالمي الذي يقدمونه، سواء بشأن الأخبار الدولية أو المحلية أو التركيز على المنطقة الإقليمية بشكل أكبر.
وأن كونك جزءًا من أكبر شبكة إخبارية في العالم، حيث يعمل الصحفيون على تغطية الأحداث من كل قارة، يعد رصيدًا هائلاً من حيث الجودة المشهورة للصحافة والموارد وثروة المواهب في فريق العمل والاعتراف بثقة الجمهور، ولابد من الوصول إلى هذه الجماهير على نطاق واسع، بما في ذلك أصحاب الرأي وصناع التغيير والمنفذين وصناع القرار في مجال الأعمال، حيث أن إحداث تأثير وإحداث تغيير وكونك مصدرًا أساسيًا للأخبار الموثوقة هو أساس الحفاظ على النمو وزيادة نسبة الجمهور المؤثر، والوصول إلى جماهير جديدة ومن فئات مختلفة.
كما أظهرت إحدى الدراسات أنه مع الأحداث الإخبارية لعام 2020 والتوقعات المستقبلية لعام 2021، يشعر 91 في المائة من المستهلكين من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أن دور وسائل الإعلام الرقمية أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، لذا لابد أن تستند الاستراتيجية إلى الابتكار المستمر والاستجابة للجمهور وعادات استهلاكهم، والأشكال والقصص التي يتفاعلون معها، فكلما اقتربت الصحافة من الجمهور، كلما كان أفضل في تقديم المحتوى الذي يهتمون به.
تلبية احتياجات الجمهور
للتكيف ومسايرة هذا التحول الرقمي، لابد من الاستماع إلى احتياجات الجمهور وإجراء تغييرات كجزء من الالتزام تجاههم، تتضمن الخطط التوسع في النشرات الصوتية والإخبارية، والتي تشهد نموًا هائلاً في العالم، بالإضافة لتطوير صناعة المحتوى لتصبح أكثر شمولية.
وأكدت فرج أيضًا على ضرورة أن يعتمد كل شيء على نهج قائم على البيانات، يحلل اتجاهات الجمهور وسلوكه، لإعطاء نظرة ثاقبة حول المكان الذي يمكن أن تنمو فيه الصحافة الرقمية، وتخدم الجمهور بشكل أفضل في المستقبل؛ على سبيل المثال، تُظهر الدراسات أن الجمهور العربي يتوسع بشكل كبير خارج المنطقة وأن هناك فرصًا للنمو مع المتحدثين باللغة العربية في الولايات المتحدة، وإلى جانب الأخبار العاجلة، لابد أيضًا من تغطية الأعمال والتكنولوجيا والسفر والرياضة والترفيه، لأنها مجالات اهتمام رئيسية للجماهير.
كما يمكن للناس الحصول على الأخبار بعدة طرق مختلفة وهم محاطون بالعديد من مصادر المعلومات، لقد أدى الوباء بالتأكيد إلى تغييرات سلوكية وسرّع الحاجة إلى الإبلاغ الواقعي والموثوق والدقيق والتقدير للأخبار، ومع الانتشار المتزايد لمصادر المعلومات، يلجأ الناس إلى المنافذ الإخبارية التي يثقون بها للحصول على الأخبار والمعلومات، بالإضافة إلى التغييرات في عادات الاستهلاك من خلال المشاركة على مدار الساعة، حيث يتابع الجمهور بانتظام آخر الأخبار على هواتفهم، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على محتوى الفيديو.
وسائل الإعلام الرقمية ومواقع السوشيال ميديا
وفي هذا السياق، أفادت فرج أيضًا أنه لابد من العمل مع جميع المنصات الرئيسية، وقالت: “إنه في العام الماضي اشتركنا مع فيسبوك في حملة حول الحفاظ على المجتمع والتواصل خلال شهر رمضان”، وتؤكد أنه عند العمل مع أي من الأنظمة الأساسية، يحتاج الناشرون إلى مسار لتحقيق الإيرادات، فمن المهم بالنسبة لأي وسيلة إخبارية رقمية أن يكون لها وجود على منصات مختلفة، ومن الأفضل أن ينصب التركيزعلى المنصات المملوكة لهم والتي يتم تشغيلها، مثل نقل العروض والأخبار المهمة من فيسبوك إلى الموقع الخاص بالمنفذ الإخباري على الويب وتطبيقات الأجهزة المحمولة.
ومن منظور تجاري، لابد للمنافذ الإخبارية الرقمية أن تتطلع أيضًا إلى العمل مع المزيد من العلامات التجارية، إذا أرادت الوصول إلى الجماهير العربية على نطاق واسع في بيئة متميزة، والعمل عن كثب مع شركاء تجاريين لتطوير حلول مبتكرة والتأكد من أن رسائلهم تتخلل مجالات الرعاية والإعلان الرقمي واستهداف الجمهور.