إسلام وهبان
طرحت منصة storytel العالمية للكتب الصوتية، عبر تطبيقها الفيلم الصوتي “النداهة”، تأليف وإخراج خالد المهدي، وهو من إنتاج شركة audiomax، وذلك بالتزامن مع عيد الفطر المبارك.
الفيلم تدور أحداثه حول طبيب شاب يدعى “هارون”، والذي يجسد شخصيته الفنان هاني عادل، ويحاول البحث عن سبب وفاة حبيبته الدكتورة “فريدة”، التي تقوم بدورها الفنانة حنان ترك، ليكتشف أنه تم قتلها في ظروف غامضة بإحدى القرى التي ذهبت للعمل بها، بعد أن كشفت سرا خطيرا، وهو ما دفعه للبحث عن ذلك السر ومن قام بقتلها.
التجربة تعد خطوة جديدة ومميزة في صناعة المحتوى الثقافي الصوتي، ونقلة مهمة في نوعية الأعمال المقدمة عبر التطبيقات الصوتية، التي لم تعد تقتصر على تقديم الكتب الصوتية سواء العربية أو الأجنيبة، بل أصبحت فاعلة في عالم البودكاستينج وإنتاج الحلقات التفاعلية والمسلسلات الصوتية.
وفي هذا التقرير نستعرض أبرز 10 أسباب تدفعك للاستماع إلى “النداهة” على ستوريتل:
1- يقدم الفيلم جرعة عالية من الإثارة والتشويق حيث يربط القصة بإحدى الأساطير الشهيرة في التراث الشعبي وهي أسطورة النداهة، وتقديمها بشكل يتناسب مع واقع الريف المصري.
2- رغم أن “النداهة” ليست التجربة الأولى في مجال الأفلام الصوتية لهاني عادل، والذي شارك من قبل في الفيلم الصوتي “آخر أيام الأرض” الذي كتبه وأخرجه خالد المهدي، إلا أن آداء “عادل” الصوتي كان متميزا ومتسقا مع أجواء الغموض والإثارة للفيلم.
3- الريتم السريع والانتقال من حدث لآخر بأسلوب رشيق وسلسل والاعتماد بشكل كبير على الحبكة الدرامية واستخدام أسلوب الفلاش باك، وتقديم وجبة دسمة من التشويق والإثارة، كلها عوامل تجعل المستمع أكثر انخراطا واندماجا مع أحداث الفيلم، وبعيد عن الملل أو الرغبة في التوقف عن متابعة الفيلم، بل وسيشعر أن مدة عرض الفيلم والتي تقترب من الساعة، ما هي إلا بضع دقائق مرت كالبرق.
4- لا يعتمد “النداهة” فقط على الآداء الصوتي لأبطال الفيلم، لكن هناك تركيز على خيال المستمع وإشراكه في الأحداث ورسم أدق التفاصيل من خلال استخدام أحد تقنيات الرواية وسرد بعض المشاهد من خلال الرواي العليم، ليجعل المشاهد أكثر ثراءً، ليجد المستمع نفسه متورطا في الأحداث، كل حسب بيئته وثقافته ومخزونه البصري والسمعي.
5- الفيلم فرصة قوية لإعادة جذب شريحة كبيرة من الأجيال الجديدة للأعمال الصوتية، والتي تشبه المسرحيات الإذاعية ولكن بصورة عصرية وأكثر حداثة، وبتقنيات تمزج ما بين الأعمال الأدبية الصوتية والدراما، كما أن المؤثرات الصوتية تعد عنصرا هاما في تميز هذه التجربة.
6- التركيز على شخصيتين أساسيتين هما “هارون” و”فريدة” وإعطاء المساحة الأكبر لصوتيهما داخل الفيلم رغم تعدد الشخوص والأصوات كان عاملا هاما في الحفاظ على تركيز المستمع وعدم تشتيته بكثرة الأسماء وتعدد الشخوص.
7- رغم كون العمل يصنف تحت بند أعمال الرعب، إلا أن خالد المهدي استخدم في مواطن عدة لغة شاعرية ونصوص نثرية ذات سجع وقوافي مميزة، تجعل المستمع أكثر تناغما وتوحدا مع الأحداث دون الانزعاج بأصوات الصرخات والمؤثرات الصوتية العالية.
8- حضور حنان ترك القوي، بخبرتها الكبيرة وقدراتها على توظيف صوتها، وتجاربة العديدة المتميزة في الأعمال الصوتية والإذاعية، أعطى روحا وحيوية أكثر للعمل، وعودة مميزة لجمهورها، حتى وإن كانت من خلال عمل صوتي.
9- لم يقتصر العمل على اللعب على فكرة أسطورة النداهة، لكن تطرق لموضوعات عدة مثل الأحلام والرسائل التي تأتي من العالم الأخر، وكذلك فكرة الطمع وتحالف المال مع العلم لتحقيق مكاسب مادية، والصراع الدائم بين الخير والشر، وكيف يمكن أن يصبح الجهل أشرس من العدو نفسه. وعلى الرغم من أن النهاية جاءت صادمة، إلا أنها كانت أكثر واقعية واتساقا مع شرائح الجمهور وعقلياتهم.
10- أغنية “عن روحك” التي غناها ولحنها هاني عادل بصوته العذب بكلمات حازم ويفي، أضفت على الفيلم لمحة رومانسية مميزة، وجاءت معبرة بشدة عن علاقة الحب التي جمعت بين هارون وفريدة.