بسبب تأييدها للقضية الفلسطينية.. طرد صحفية من وكالة أسوشيتدبرس

أسماء مندور

تعرضت وكالة أسوشيتد برس لانتقادات واسعة لطردها صحفية شابة بسبب نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتقد البعض أن وكالة الأنباء العالمية رضخت لحملة “ضغط سياسي”، بسبب آراء الصحفية المؤيدة للفلسطينيين منذ أن كانت طالبة في الجامعة.

بدأت إميلي وايلدر، البالغة من العمر 22 عامًا، واليهودية الديانة، عملها في وكالة أسوشييتد برس في 3 مايو، في غرب الولايات المتحدة، لكن أبلغتها وكالة الأسوشييتد برس، يوم الأربعاء، أنه تم إنهاء خدمتها بسبب انتهاكات في نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعيينها في المؤسسة.

نرشح لك.. فيسبوك يعتذر لرئيس الوزراء الفلسطيني عن حذف المنشورات

تأييد القضية الفلسطينية

في الأيام التي سبقت طردها، استُهدفت وايلدر في وسائل الإعلام المحافظة بسبب نشاطها الحقوقي المؤيد للفلسطينيين عندما كانت طالبة في جامعة ستانفورد، قبل تخرجها في عام 2020، ولم تذكر المتحدثة باسم أسوشيتد برس، لورين إيستون، ما كتبته وايلدر والذي انتهك السياسة، في حين قالت “وايلدر” إنها لم تحصل على توضيح مفصل عن أسباب طردها من الوكالة.

تحتوي صفحة تويتر الخاصة بوايلدر منذ انضمامها إلى وكالة الأسوشييتد برس على عدد قليل من التغريدات التي تبدو متعاطفة مع الفلسطينيين في الصراع الحالي في غزة، بما في ذلك مقطع فيديو للمتظاهرين وهم يهتفون، “فلسطين حرة!”

يوم الأحد، كتبت في تغريدة لها: “الموضوعية تبدو متقلبة عند تناول المصطلحات الأساسية التي نستخدمها عند كتابة الأخبار، فاستخدام إسرائيل أو فلسطين، أو الحرب وليس الحصار والاحتلال، هي خيارات سياسية، ومع ذلك تتخذ وسائل الإعلام هذه الخيارات الدقيقة طوال الوقت، دون تمييزها، على أنها تحيز وعدم حيادية”.

سمعة المؤسسة الإخبارية

تمنع وكالة أسوشييتد برس الموظفين من التعبير علانية عن آرائهم بشأن المسائل السياسية والقضايا العامة الأخرى، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بسمعة المؤسسة الإخبارية من حيث الموضوعية والحيادية وتعريض العديد من مراسليها حول العالم للخطر.

قالت “إيستون”: “لدينا سياسة واضحة، وهي أنه لا يمكن السماح لتعليقات شخص واحد أن تخلق ظروفًا خطيرة للصحفيين الذين يغطون الحدث، كل صحفي في وكالة الأسوشييتد برس مسؤول عن حماية قدرتنا على الإبلاغ عن هذا الصراع، أو أي نزاع آخر، بنزاهة ومصداقية، ولا يمكنه الانحياز إلى أي طرف في المنتديات العامة”.

خلال الأيام القليلة الماضية، تعرضت أسوشيتد برس نفسها لانتقادات من قِبل بعض الشخصيات المحافظة في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية، يوم السبت الماضي، التي دمرت المبنى الذي كان يضم مكاتب وكالة الأنباء في غزة. وقالت وكالة الأسوشييتد برس إنه لا يوجد أي دليل على أن حماس كانت تعمل من المبنى، كما زعمت إسرائيل.

بعد التفجير، أرسلت وكالة الأسوشييتد برس مذكرة إلى موظفيها لتذكيرهم بسياستها ضد التعبير عن الآراء حول القضايا العامة المثيرة للجدل، وكررت الرسالة مرة أخرى يوم الاثنين.

ما قبل الطرد

يوم الإثنين، قبل يومين من طردها، انتقد أحد أعضاء الحزب الجمهوري في جامعة ستانفورد على موقع تويتر، وايلدر، ووصفها بأنها “محرض ضد إسرائيل” أثناء وجودها في الحرم الجامعي، حيث نشروا مقالاً عام 2019 كتبته في صحيفة الكلية يشير إلى شخصية الإعلامي المحافظ “بن شابيرو”، ووصفته بأنه “غبي إلى حد ما”، وذلك لأنه انتقد الفلسطينيين بشدة.

قالت جانين زكريا، أستاذة وايلدر في ستانفورد، ومديرة مكتب القدس السابقة لصحيفة واشنطن بوست، إنها لا تستطيع أن تفهم لماذا لم تناقش وكالة الأسوشييتد برس المخاوف بشأن التغريدات مع وايلدر بدلاً من طردها، واستنكرت الفعل قائلةً: “ماذا يحدث إذا كنت ناشطًا جامعيًا ثم قررت بعد ذلك أن تصبح صحفيًا؟، هل هذا يعني أنك لا تستطيع؟”

جيل السوشيال ميديا

طرحت مواقع التواصل الاجتماعي والجيل الذي نشأ معها تحديات في المؤسسات الإخبارية، لقدرة الصحفيين من هذا الجيل على التعبير عن توجهاتهم وآرائهم في أكثر من مكان. قالت كاثلين كارول، المحررة التنفيذية السابقة للمنظمة ورئيسة لجنة حماية الصحفيين الآن: “من المهم أن ندرك أنه بالنسبة لمنظمة مثل أسوشييتد برس، هناك زملاء في جميع أنحاء العالم يغطون جميع الأحداث”.

أضافت: “لهذا السبب يحتاج الصحفيون الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي إلى توخي الحذر من أن منشوراتهم لا تعرض للخطر قدرة زملائهم على العمل بحرية، فما قد يكون رأيًا شخصيًا لشخص ما، هو في صميم حدث إخباري لزميل في مكان آخر”.

وأكدت وكالة أسوشيتد برس أن الطرد كان على أساس ما كتبته وايلدر، وآرائها المؤيدة للقضية الفلسطينية أثناء عملها في المؤسسة الإخبارية.