تميز خالد الغندور منذ إتجاهه لتقديم البرامج الرياضية بالحرص علي الإلتزام بالوقت الزمني المخصص لحلقاته، كما إستطاع أن يصنع لنفسه في الأشهر الماضية إطار حيادى يقدم به برنامجه برغم إنتماءه لنادى الزمالك كواحد من أكثر “كابتن” الفريق حصدًا للبطولات.
مساء الجمعة، واجه الغندور تجربة جديدة عليه كمقدم برامج، بعدما قام بإستضافة الضيف الذي يخشي إغضابه جميع مقدمى البرامج الرياضية، المستشار مرتضي منصور رئيس نادى الزمالك في حلقة تجاوزت مدتها المحددة و إستمرت حتى الفجر.
الغندور إنفرد بأول لقاء لرئيس القلعة البيضاء بعد الفوزبالدوري المصري بعد غياب 8 مواسم (تم إلغاء بطولة الدوري المصري لموسمين في أخر خمس سنوات).
صعوبة محاورة مرتضي منصور تكمن في أنه بطبيعة عمله كمحامي، يميل إلي السرد و الإهتمام بالعديد من تفاصيل المواضيع التي يشرحها، مما يجعل المذيع الذي يحاوره يختفي لعدة دقائق قبل أن يستطيع أن يصل معه إلي نقطة أخري في الحوار، إلا لو قرر مقاطعته.
وأثبتت التجارب السابقة أن مرتضي منصور يحب أن ينهي الحديث في النقطة التي يشرحها عندما يرغب هو و ليس المحاور، وهو ضيف لا يتقبل مقاطعة المذيعين له إلا في أضيق الحدود.
وكان علي الغندور الإختيار ما بين إستعراض مهاراته كمذيع إستطاع الإنفراد بالرجل الأكثر طلبًا في البرامج الرياضية، أو أن يترك ضيفه يظهر للمشاهدين كما يرغب.
وبدا منذ الدقائق الأولي من اللقاء إختيار الغندور للحل الثانى، فبمجرد إنتهاء المقدمة و تقديم الغندور لمرتضي منصور، تولي الضيف قيادة الحوار و بدأ في الحديث دون إنتظار أسئلة ، و بدون اى مقاطعة من بندق الذى تخلي في تلك الحلقة عن دوره كمذيع و تحول إلي مستمع يقوم بتنسيق دخول المكالمات و الخروج إلي فواصل.و لعل أبرز ما أوضح ذلك، عندما قام مرتضي منصور بتوجيهه بالإتصال بهانى زادة عضو مجلس إدارة الزمالك ليروي شهادته في احد المواضيع، و تكرر ذلك مرتان خلال الحلقة.
الغندور كان حذرًا طوال الحلقة ، لكن حذره لم يمنعه من سؤال ضيفه عن أزمته مع قناة CRT، و بالرغم من رفض مرتضي منصور في البداية للتطرق إلي الموضوع، إلا أنه إستجاب لرغبة الغندور و تحدث عن كافة تفاصيل الخلاف، و أعلن نيته القيام بإتخاذ الإجراءات القانونية ضد رئيس القناة لقيامه بسبه و قذفه علي الهواء.
الغندور خرج بالحلقة من إطار البرنامج الحواري، و جعل اللقاء أشبه بندوة لمرتضي منصور يحكي فيها تجربته للمشاهدين، و أكد ذلك عندما أعلن أن ضيفه سمح له بالمداخلات الهاتفية في النصف ساعة الأخيرة من الحلقة، و هو ما يحدث في تنظيم الندوات بالفعل.
وبالرغم من ذلك حرص الغندور علي إتاحة الإتصالات الهاتفية أكثر من مرة في منتصف الحلقة لكسر قالب الندوة المسيطر عليها.
لكن من ناحية أخري ادت مبالغة الغندور في حذره إلي إندماجه في دور المستمع حتى الوصول لمرحلة “و انا كمان”، و هو ما حدث عندما أخبره مرتضي منصور أنه لم يقوم بالزنا او شرب الخمر او التدخين طوال حياته، ليقاطع حديثه خالد الغندور للمرة الأولي قائلًا “علي فكرة و أنا كمان”، أعقبها لحظة صمت من مرتضي قبل أن يواصل حديثه دون تعقيب علي تعليق الغندور.
اللقاء إستمر لما يزيد عن الثلاث ساعات، تحدث فيهم مرتضي منصور عن كل شيء يهم جمهور الزمالك، و أضافت المداخلات الهاتفية للحلقة المزيد من القوة، وإن بدت جميعها بالتنسيق مع الغندور.
اللقاء وصفه الغندور باللقاء الأطول في تاريخه، و قامت قناة LTC بإعادة عرضه مرة أخري في سهرة السبت بناء علي طلب المشاهدين.
إختيار الغندور للحل الثانى لم يكن الإختيار الأمثل نظريًا،و قد نختلف حول الفارق بين الإحترافية في إدارة الحوار و تجنب إدارته.
لكن لأن الإختيار الأمثل هو دائمًا نسبي و يختلف بإختلاف وجهات النظر، إستطاع الغندور كسب الرهان حتى لو لم يكسب أى إضافة بنجاح الحلقة لغيابه عنها كمقدم برامج.