جريدة الوطن .. أين وإلى أين؟

محمد عبد الرحمن

السادس من يوليو الماضي كان نقطة تحول أساسية في كواليس الأزمة التي تتعرض لها جريدة الوطن منذ عدة شهور، أزمة الخلاف بين صاحب الحصة الأكبر محمد الأمين ورئيس تحريرها المؤسس مجدي الجلاد منذ إنطلاقها في مايو 2012 .

في ذاك التاريخ تم رفع اسم محمد الأمين من على ترويسة الجريدة ولازالت تصدر منذ ذلك الحين بدون رئيس مجلس الإدارة، بعدها بعدة ساعات انسابت المعلومات الخاصة بصفقة بيع جريدة الوطن إلى رجل الأعمال محمد وجدي كرار، تحديدا بيع حصة المساهم الأكبر محمد الأمين، مع استمرار مجدي الجلاد رئيسا للتحرير.

وقتها نشرنا ما حصلنا عليه من تفاصيل تحت عنوان بيع غير معلن لجريدة الوطن، حيث لم توافق أيا من المصادر على الحديث والتأكيد، لا البائع ولا المشتري ولا الوسيط، الكل صامت، صمت وجدنا تفسيره لاحقا بتراجع الأمين عن الصفقة التي قدرها البعض بـ 45 مليون جنيه، وأخرون قدروها بـ 64 مليون جنيه، تشمل الجريدة والموقع الإلكتروني وصفحات “الوطن” على السوشيال ميديا.

تراجع الأمين في قرار البيع لكن اسمه لم يعد مرة أخرى على “ترويسة” الجريدة، الأزمة قائمة إذن رغم كل ما تردد عن محاولات تقريب وجهات النظر بين الأمين والجلاد (حاولنا التواصل مع كلاهما للرد دون جدوي)

فريق يقول أن الأمين غير مُعجب بأداء الجلاد مهنيا، وأن الجريدة باتت تسبب “صداعا” مزمنا له، بسبب بعض مقالات الرأي والملفات التي أدت لمصادرتها مرتين في عام واحد، وأن الجلاد مغضوب عليه سياسيا، بالإضافة للتعاقد مع الوكيل الإعلاني “بروموميديا” بدلا من “فيوتشر” التي هي مملوكة أيضا للأمين ما عرضت الجريدة لهزة مالية، دخل على الخط بعض “المشتاقين” وعرضوا أنفسهم بدلاء للجلاد خصوصا بعد فشل صفقة البيع.

باتت شائعة مغادرة الجلاد للوطن تتكرر مرتين يوميا خلال الشهر الأخير، لدرجة أنها قد تتفوق في الإجمالى عن عدد مرات إطلاق وفاة شائعة الشحرورة في 10 سنوات.

ليبدأ فريق أخر ظهر بوضوح أنه يُشكل “غالبية” الصحفيين والعاملين في الوطن ويدعم سيناريو مختلف تماما، يقوم على الآتي، الأمين يريد تخفيض النفقات كما فعل في مجموعة قنوات cbc (تحديداً الاستغناء عن ثلث عدد المحررين) ، الجلاد يرفض خصوصا وأن تخفيضا للنفقات حدث أكثر من مرة من قبل، الجلاد يرى أن التخفيض سيؤدي لتراجع الجريدة كما حدث في بعض قنوات cbc، ويتمسك هو بالرحيل حتى لا يتحمل “وزر” تراجع الوطن أمام المنافسين والاستغناء عن ثلث المحررين تقريباً ، ويدلل المناصرون لهذا السيناريو على ذلك باستمرار مجدي الجلاد حتى الآن على شاشة cbc فلو أن الخلاف عميقا بينه وبين الأمين لماذا لم يتوقف برنامج “لازم نفهم” حتى الآن؟

ضغوط الصحفيين على الجلاد في الداخل دفعته للبقاء حتى انتهاء الاحتفال بافتتاح قناة السويس وإطلاق الشكل الجديد لموقع الوطن، حرص الجلاد على توجيه رسالة بهذه المعنى عندما كتب بخط يده ورقة حملت تاريخ 30 يوليو ليؤكد بشكل غير مباشر أنه لازال في مكتبه وأن الشائعة المتكررة عن المغادرة وإخلاء الطرف لم تتحول إلى خبر بعد.

كان ما سبق إجابة سؤال : جريدة الوطن أين؟ والسؤال الآن : جريدة الوطن إلي أين؟

بات أكيدا بنسبة 99 % أن مجدي الجلاد سيغادر رئاسة التحرير رسميا خلال أيام معدودة ، وأن مجلس التحرير سيدير الجريدة بشكل مؤقت حتى الإعلان عن رئيس التحرير الجديد، ومن هنا تنطلق مخاوف معظم الصحفيين، هل سيكون خليفة الجلاد على نفس المستوى مهنيا وبنفس درجة التأثير في دوائر صنع القرار، لأن السيناريو المعاكس هو انهيار الجريدة وتحولها لمطبوعة يومية عادية لا يشعر بها الكثيرون (تأمل خريطة الصحف الخاصة في مصر حاليا ستجد أمثلة كثيرة على ذلك)

أما الجلاد فحسب ما ذكر للمقربين بدأ يستعد لمشروع جديد لم يذكر حتى هل هو جريدة مطبوعة أو إلكترونية أو عبر قناة تليفزيونية.

الوطن إذن إلى مرحلة من عدم الإستقرار حتى الإعلان عن رئيس تحرير جديد، ومعرفة من سيغادر خلف الجلاد وإلى أين سيذهبون، أما إحتمالات بقاء الوضع على ما هو عليه فلا تزيد عن 1 % .

 اقـرأ أيضـاً:

بخط اليد ..مجدي الجلاد ينفي “هجرة” الوطن

جريدة “الوطن” تصدر بدون محمد الأمين

بيع غير معلن لجريدة الوطن

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا