ماذا يحدث لصفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي عندما تموت؟

أسماء مندور

يخطط العديد من الأشخاص لليوم الذي يغادرون فيه هذه الدنيا، سواء كان ذلك بكتابة وصية، أو حتى بإجراء ترتيبات الجنازة الخاصة بهم.

لكن ماذا عن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك؟ ماذا يحدث لهؤلاء؟ صحيح أن منصات التواصل الاجتماعي تجعلنا متصلين مع بعض ومع العالم من حولنا، لكنها يمكن أن تكون أيضًا إشعارًا بذكرى وفاتنا.

نرشح لك: منصة “Spotify” تقدم عروضا لمشتركيها بمناسبة فصل الصيف

الوصايا

تشير التقديرات الحالية إلى أن أكثر من 80٪ من الأمريكيين، صغارًا وكبارًا، على حد سواء، لديهم صفحات على الشبكات الاجتماعية، من فيسبوك و تويتر، إلى إنستجرام وتيك توك.

ومع ذلك، قال بيل جاردنر، الأستاذ المساعد في جامعة ويست فرجينيا: “عندما تموت، تظل مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك موجودة”، وأضاف: “ما زلتُ أتلقى إشعارات عيد ميلاد لأشخاص ماتوا منذ سنوات”.

 أضاف جاردنر: “كلنا لدينا وصايا، ولدينا خطط لما سيحدث لأشياءنا عندما نترك الدنيا، لكننا لا نفكر دائمًا في صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي”.

الموت الرقمي

هناك طرق للتعامل مع “موتك الرقمي”، حيث يحتوي فيسبوك، على سبيل المثال، على إعداد يسمح لك بتعيين “جهة اتصال موصى بها”، لتتحكم في صفحتك، أو تحذفها تمامًا، بعد موتك.

من جانبه، قال الدكتور جيسون نيوسوم، أحد المستشارين: “بالطبع لن يتخذ الجميع هذه الخطوة الأخيرة، لأننا عندما نفقد أحد الأحبة، نحاول حقًا الحفاظ على بعض الارتباط به، لكن على الرغم من أن التواصل مع أحبائنا الذين غادروا الدنيا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون أمرًا جيدًا، إلا أن له جانبًا سلبيًا أيضًا”.

أضاف نيوسوم: “أعتقد أنه قد يعيق أيضًا قدرتنا على المضي قدمًا في حياتنا وتجاوز مرحلة الحزن، لأن ذلك سيجعلنا مرتبطين، بشكل زائد، بالذكريات، والتعلق المفرط بهوية لم تعد موجودة بعد الآن”.

شبح رقمي

أكد جاردنر إن هناك خطرًا آخر، وهو أنه يمكن للأشخاص ذوي النوايا السيئة الاستيلاء على تلك الصفحات، وإرسال رسائل غير مرغوب فيها، أو أنواع أخرى من الممارسات الضارة، لذلك من المهم أن تترك “أصولك الرقمية” مع الأشخاص ذوي الثقة.

وفقًا لأبحاث جامعة أكسفورد لعام 2019، أكدت أنه بحلول عام 2100، سيكون هناك ما يقرب من 5 مليارات حساب على فيسبوك، لأشخاص فارقوا الحياة. وفي نفس السياق، قال جاردنر: “أعتقد أنك ستعيش إلى الأبد على الإنترنت طالما صفحاتك موجودة، فعندما تموت، صحيح أنك ستكون موجودًا، ولكن بمثابة  “شبح رقمي”.