أحمد الصادق
دنيا شمعة
فاز الكاتب أحمد الصادق، بجائزة الدولة التشجيعية فرع رواية الخيال العلمي عن روايته “هيدرا.. أوديسا الفناء والخلود”، مطلع شهر يونيو الجاري.
الرواية تستند على تنبؤات علمية لتجيب على سؤال “ماذا سيحدث إذا استطاع الإنسان أن يكون خالدا؟”.
حاور “إعلام دوت كوم” الكاتب أحمد الصادق، الذي تحدث عن شعوره بعد الحصول على الجائزة وكيف جاء ترشحه لها، وعن ما إذا كان فوزه بالجائزة سيؤثر على كتاباته في الفترة القادمة.
1- علمت بشأن الجائزة ولم تكن الرواية نشرت بعد ولم أكن حتى قد راجعتها، كان يتبقى أقل من شهر على آخر معاد للتقديم لكن الدكتورة فاطمة البودي، صاحبة دار العين للنشر، ساعدتني كثيرا ووثقت في العمل وأسرعت بطباعته ليكون لها الفضل بأن ألحق بالجائزة، ومن ثم الفوز بها.
2- توقعت أن الفوز سيكون صعبا نظرا لدمج دورتين معا بالجائزة، ولكن شخصًا ما كان يردد بداخلي أن روايتي هي رواية خيال علمي من العيار الثقيل، لا بد أن تفوز لأنها إن لم تفز في تلك الجائزة، فلن تفوز في أي جائزة أخرى.. فكان ذلك بمثابة صراعًا داخليًا مترددًا بين إمكانية الفوز، وبين عدم تحقق ذلك.
3- جاءت فكرة الرواية لي منذ عدة سنوات، وكانت حول إمكانية الخلود عن طريق روبوتات النانو التي تسري في العروق وتعمل على تجديد خلايا الجسد، وجعل الإنسان شابًا لا يشيخ، لكني بدأت في كتابتها بعد ذلك بعدة سنوات تحديدًا عام 2017، حيث كانت الفكرة قد اختمرت تمامًا.
4- لم أكن مدركا في البداية أنني أكتب رواية خيال علمي، فالفكرة بالنسبة لي فلسفية وإنسانية في المقام الأول، ولكن الخلود يستتبع المضي قدمًا في الزمن، والمستقبل يتطلب “الخيال العلمي”، لذلك وجدت نفسي متورطًا في خلق عالم جديد تمامًا، خاصة أن الفصل الرئيسي في الرواية يدور عام 3402م، حيث توصلت الإنسانية إلى طرق عدة للخلود بخلاف روبوتات النانو.
5- شعرت بالسعادة المخلوطة بعدد كبير من المشاعر الغريبة بعدما علمت خبر فوزي، فجوائز الدولة لها جلال خاص، والتشجيعية لها وقع عظيم، خاصة بالنسبة للكتاب الشباب. والفوز في سنة تم فيها ضم دورتين معًا، بالتأكيد كانت منافسة قوية، ربما أي كاتب مكاني سيشعر بالفخر والقوة، ولكني أضيف عليهما إحساس عام بالمسؤولية.
6- الحديث عن ماذا يشجع الكاتب أكثر الجوائز أم المبيعات ليس مهما في رأيي للكاتب الحقيقي، لأنه من المفترض أن يكون شغفًا بالكتابة طوال الوقت، سواء خسر في الجوائز أو لم تحقق كتاباته المبيعات.
7- كنت أتمنى لو كان المخرج العظيم الراحل ستانلي كوبريك ما زال حيًا، وقرأ الرواية بعد ترجمتها، وهو الحلم الثاني الذي أتمناه، وذلك لأنني بشكل ما متأثر بفلسفة كوبريك الفنية، وربما متأثر أيضًا في الرواية بقفزاته الزمنية خاصة ما يتعلق بالإنسان الأول في فيلمه 2001: A Space Odyssey.
8- وضع كتابة الخيال العلمي متأخر جدًا، ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، وأقطاب ذلك النوع الأدبي في مصر قليلون جدًا يمكننا ذكر الكاتب نهاد شريف، والدكتور مصطفى محمود، والدكتور نبيل فاروق، ولكنا لا نجد أعمالًا تقريبًا في المكتبات العربية من ذلك النوع، بل يخلط الكثيرون بين الفانتازيا والخيال العلمي.
9- المعادلة الصعبة تأتي عندما يتحد النوع الأدبي مع القيمة المضافة، أو العمق الفكري الذي يطرحه العمل الأدبي في قالب الخيال العلمي، فكتابة رواية خيال علمي من أجل استعراض الحياة في المستقبل، وإقامة صراعات يمكن أن تحدث أصلًا بين الناس في الوقت الحاضر.. هي كتابة لا طائل من ورائها.
10- تحتاج كتابة الخيال العلمي إلى تجهيز وبحث وتنقيب حول كل المعلومات العلمية المتاحة، والتنبؤات المستقبلية التي يتحدث عنها العلماء بالفعل، في “هيدرا” مثلًا كنت أقوم بضبط معدل تباطؤ الزمن بالنسبة للمسافر بمقدار نسبة معينة من سرعة الضوء، وهذه معلومة متاحة في صورة قانون، ويجب تطبيقه في الرواية.
11- أتمنى أن يكون لي نصيب إذا تم تحويل الرواية لعمل فني، مع المخرج الكبير شريف عرفة، أو المخرج عمرو سلامة أو المخرج بيتر ميمي، والأبطال: آسر ياسين، كريم عبد العزيز، منة شلبي، هند صبري، محمود حميدة، خالد النبوي، باسل خياط، أحمد مكي، كريم محمود عبد العزيز، أحمد الفيشاوي… وغيرهم.
12- لـ”هيدرا” إمكانية لأن يصبح لها جزء ثان، وكنت قد أرجأت ذلك في دخيلتي قائلًا “إن أصبحت الرواية ذائعة الصيت سأكتب الجزء الثاني”، وبالتالي فإن كان هناك ثمة تأثير على المواضيع القادمة، ففربما يكون للجائزة الفضل في أن أضع مهمة كتابة جزء ثان للرواية صوب عيني في المرحلة المقبلة.
13- بعد “هيدرا” هناك رواية جاهزة للنشر بعنوان “دوار العالم” وهي رواية فلسفية نفسية فانتازية، وأقوم بكتابة مجموعة قصصية مكونة من 100 قصة قصيرة، أحاول فيها أن أقوم بكافة أنواع التجريب الممكنة، وسأقوم في المرحلة المقبلة بكتابة رواية اجتماعية عن خريج دار أيتام.
يشار إلى أن الكاتب أحمد الصادق له عدة مؤلفات أخرى، منها مجموعتيّ “لغة كل شيء” و”10 محاولات فاشلة للانتحار”، ورواية “رحلة داخل فوهة الماسورة” وهي رواية واقعية حربية إيروتيك تتحدث عن كتابة داخل الكتابة.