إسراء إبراهيم
استضاف نادي إعلام دوت كوم، على كلوب هاوس، بالتعاون مع نادي القراء المحترفين، الكاتب والشاعر عمر طاهر، مساء الجمعة، في جلسة استمرت حوالي ساعة ونصف، حاوره خلالها إسلام وهبان، رئيس القسم الثقافي بالموقع، ومدير نادي القراء المحترفين.
شارك في النقاش الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير إعلام دوت كوم، والكاتبة إيمان سراج الدين، والكاتب عبد الرحمن الداخلي، والكاتب مصطفى شهيب، وعدد كبير من الكتاب والقراء. وتحدث “طاهر” خلال اللقاء عن ذكرياته مع معرض الكتاب، وتفاصيل أعماله الأدبية، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1- “غلاوة” الكتب لدى الكاتب غير مرتبطة بحصولها على جوائز أو نجاحها، على الرغم من أن الجائزة تعطي سعادة وفرحة في وقتها وتقدير للكاتب.
2- أعمل حاليا على عمل أدبي جديد ليس روائيا، ولن أشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة بعمل جديد. وأحاول منذ سنوات الهروب من فكرة وجوب وجود كتاب لي في المعرض، لأنني لا أشعر بالسعادة في ذلك. وقبل سنوات كنت أسعى لصدور كتاب جديد في المعرض لكنني اكتشفت أن الكتاب خروج الكتاب بالشكل الذي يستحقه القارئ أهم.
3- مهمة الكاتب أن يشعر القارئ بأنه يعلم تفاصيل ما يشعر به، إذ أن النفس البشرية واحدة وأفكارها قريبة من بعضها، والأشياء المشتركة بين الكاتب والقارئ مقام عليها الكتابة والفن عموما. وجزء من مهمة الكاتب هو التعبير عن نفسه وعن الآخرين، فيكون مشغولا بالإنسانية بشكلها الأوسع والبسيط.
4- بعض الكتاب منعزلون عن القارئ ويكتبون عن أنفسهم، وليسوا مشغولين بالقارئ وتفاصيل حياته وهمومه. حتى أصبح وجود كاتب يعبر عن مشاعر وأفكار وهواجس القراء أمرا صعبا ونادرا، على الرغم من أن ذلك أصل مهنة الكاتب.
5- القالب المفضل لي ككاتب هو الشعر والأغنية، لأنهما الأصل والبداية. وبالنسبة لي الشعر يختذل أشياء كثيرة في الفن، ومن خلاله يمكن التعبير عن أشياء عدة يمكن كتبتها في رواية أو مسرحية. وبطبعي أفتتن بكتابة الشعراء كـ”فؤاد حداد، وعبد الرحمن الأبنودي، وصلاح جاهين”.
6- لو شعر الإنسان بالرضا الكامل عن نفسه فلن يعمل أو يقدم جديدا. والتوقف لدى نجاح وحيد أرى أنه هدر لفكرة الحياة. وعدم رضا الشخص عن نفسه يدفعه للتفكير فيما هو أفضل.
7- الفكرة هي التي تحركني دائما، بعدها أفكر في القالب الأنسب لها سواء قصة أو رواية أو قصيدة شعرية.
8- لست ممن يرون أن القصة القصيرة خطوة لكتابة الرواية أو أن الرواية خطوة للدخول لعالم السينما، فقد كتبت السيناريو قبل القصة أو الرواية، وعدت لكتابة القصة في “بعد ما يناموا العيال” بعد النجاح الذي حققته رواية “كحل وحبهان”
9- أحاول دائما أن أخاطب وجدان القارئ ومشاعره دون استعراض للمهارات اللغوية أو محاولة التظاهر بالعمق، الأهم لدي هو القارئ نفسه وإشعاره بأننا في مركب واحد.
10- تحمست جدا لعنوان “بعد ما يناموا العيال” ولم ألتفت لمخاوف البعض من التتفسير الخاطئ للعنوان، أو أن يعتبر البعض العمل +18.. وكان رهاني على الفكرة والجانب الإنساني للعنوان، وأردت أن أوصل من العنوان فكرة وجود حياة جديدة بعد ما يناموا العيال، مليئة بالدفئ والجمال والصفاء والهدوء، والتركيز على الجانب النفسي.
11- الرواية ليست هدفا لي. عندما تأتيني فكرة وأرى أن أفضل معالجة لها هي الرواية أقدمها. لكن لا أقرر أن أقدم رواية كهدف. وقدمت رواية وحيدة حققت ما يمكن أن تحققه أي رواية فكانت الأكثر مبيعا، ورُشحت للقائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ، وتم التعاقد عليها لتقديمها في السينما. ورغم ذلك لم أُستفز لكتابة الرواية أخرى.
12- أنا محب للمتصوفة ولست منهم، لأن التصوف مسؤولية كبيرة ونقاء. واستفدت من القرب من المتصوفين.
13- أعتقد أن الرهان الحقيقي على القارئ فيما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية، من خلال عدم شراء الكتب المزورة. وفكرة الحديث المستمر عن حماية الحقوق مفيدة لنشر الوعي ومطاردة قراصنة الكتب..
14- أي طرف في معادلة صناعة الكتب شريك في مشكلة التزوير ومحاربتها. فالناشر رغم ضرره لكنه بكسله سببا رئيسيا في استمرار تلك الظاهرة. فالمزور يصل إلى أماكن نائية في حين لا يزال الناشر كسولا في توفير الكتب الأصلية للقارئ في كل مكان.
15- لم أفقد شعوري بجمال وبهاء ممعرض الكتاب منذ أول مرة ذهبت إليه عام 1994. ولم تتغير نظرتي له بعدما تحولت لكاتب.
16- متأكد من نجاح الدورة الـ52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فرأيت عددا من الإصدرات الجديدة المعلن عنها ذات الشكل والموضوعات المميزة والجذابة. بالإضافة إلى الحماس الواضح من القارئ، وأتمنى أن تعوض الدورة الناشرين خسارة الفترة الماضية. وأترقب دعم للصناعة.
17- أرجح أن يكون سبب عزوف الناشرين عن نشر كتب الشعر، هو عدم الدراية الكافية بأهمية الشعر، أو التفكير في أن الشعر لن يحقق مبيعات تغطي تكلفة الكتاب، فالشعر ينتشر ببطء لكن بثقة، ويمكن لقصيدة أن تنتشر بعد 20 عاما وهو الأمر الذي أعتبره أعجوبة من أعاجيب الشعر.