منة المصري
القاعدة الأولى “خليك سميع” تحتاج منك أن تكون بلغة الراديو “سميع” لا تمل ولا تكل في تحريك المؤشر والتنقل بخفة وعشوائية بين الترددات والموجات ليس فقط لإيجاد المتعة وتسلية الوقت، وإنما للتشبع والإلمام بكل فكرة جديدة بكل نمط بكل أداء نال استحسانك أو لا، تلك الطريقة هي بابك الأول للدخول إلى هذا العالم والانخراط بين تفاصيله، فثبات المؤشر على محطتك المفضلة لن يصنع منك غواصا في بحر الراديو غير أنه على العكس تماما سيبتلعك نمط واحد لن تستطيع معه أن تطفو مرة أخرى على السطح أو سيلقي بك التيار في أبعد نقطة عن المنافسة بين البرامج والمحطات الأخرى.
القاعدة الثانية تحتم عليك ألا تقوم بالتقليد سواء كنت في قرارة نفسك تعرف أنك تقوم بإعادة استنساخ فكرة برنامج ناجحة “ومكسرة الدنيا”، فوجدت أنه بلغة الشارع “هو ده اللي ماشي مع الناس” فستكون وقتها مجرد نسخة باهتة من الأصل، لا أنت ستحقق نفس نجاح النسخة الأصلية ولا أنت صنعت لنفسك مساحة جديدة في وقت المستمع.
ولاكتمال هذه القاعدة يجب أن تعلم أن استنساخ الأفكار يندرج تحته اسم البرنامج وطريقة أداء و”افيهات” المذيع والضيوف المتكررة، باختصار “لا تحوم حول برنامج ناجح لإعادة تصنيعه وتقديمه للناس بنفس المضمون والطريقة”.
القاعدة الثالثة تشبه كثيرا في عالم التجارة فكرة عدم فتح مخبز عيش في شارع به ثلاثة مخابز، فبالتأكيد سكان هذا الشارع متشبعين ولا ينقصهم هذا الرغيف الذي تنتجه، فعليك أن تبحث عن المنتج المفقود عن الفكرة التي لم تقدم ولم يلتفت إليها من سبقوك، أو على أقصة تقدير لا يتم تقديمها حاليا، حينها فقط تكون قد قطعت نصف المسافة وبدأت تعرف ما يحتاجه الجمهور وما ينقصه وما يتطلع إليه وينتظره ليقرر بكامل إرادته تحويل المؤشر والاستماع لما تقدم بانضباط تام وكأنك قد أخذت توقيعا على بياض مع مستمعيك بالالتزام معك ومع ما تقدم.
القاعدة الرابعة تقتضي منك أن تبذل بعض الجهد لدراسة السوق ودراسة ماهية الجمهور المستهدف من برنامجك، وهل ما تنوي طرحه وتقديمه يتناسب مع جمهور محطة الراديو التي ستبث برنامجك عبر هواءها، وهل بحثت جيدا فيما يعجب ويستصيغ هذا الجمهور وهل فكرتك ستجد صدى وستجد من “يشتري كلامك”، كل هذه الأسئلة لا بد من طرحها والإجابة عليها قبل أن تقدم فكرة ناجحة في محطة راديو.
قبل أن تقدم فكرة برنامجك وتبدأ رحلة “اللف” على المحطات وتقديم الفكرة عليك أن تنفذ القاعدة الخامسة بحذافيرها.. فبعد كتابة وصف مفصل غير طويل للفكرة والاستقرار على أكثر من بديل لاسم البرنامج لإعطاء مساحة لمتخذي القرار بالاختيار معك لا بد من دخول الاستديو والجلوس أمام المايكروفون ووضع تصور كامل لنوعية الأغاني وماهية الضيوف ووقت الحلقة وإن كانت على الهواء أو مسجلة وتحديد دورية إذاعتها كانت يومية أو أسبوعية أو غير ذلك، كل تلك التفاصيل لا بد من وضعها في الاعتبار وفي حساباتك، وبعد ذلك يمكنك تسجيل حلقة أو حلقتين على الأقل كتجربة أداء ثم سماعها وأخذ ملاحظات ومعاودة التسجيل وتعديل أي تفاصيل أو أخطاء قد تظهر لك.
القاعدة الأخيرة والأهم في رأي والتي اعتبرها الأساس بين كل ما سبق هي أن تحمل في قلبك الشغف والحماسة لفكرتك، وتأكد أن إيمانك بفكرتك وانغماسك في تفاصيلها سيظهر في كل حرف من حديثك وأنت تعرضها وتقدمها للجمهور.