في محاولة جديدة لاقتحام الوسط الصحفي.. وادي السيليكون يبدأ منشوراته الخاصة

أسماء مندور

مع تحول التقارير التقنية من كونها مبهرة بأحدث الأدوات والتطبيقات إلى القلق بشأن تأثيرها على الأشخاص والمؤسسات، بحثت النخبة في وادي السيليكون عن طريقة لتجاوز العين الناقدة للصحفيين تمامًا. لذا تحاول الشركات والمستثمرون الآن استعادة السيطرة على المشهد الصحفي من خلال إطلاق منشوراتهم الإعلامية الخاصة، مع القصص التي يأملون أن تتنافس بشكل مباشر مع التغطية الإخبارية للتكنولوجيا.

نرشح لك: صحيفة نيويورك تايمز تسمح للمشتركين بـ “إهداء” المقالات

 

مستقبل الإعلام

بحسب موقع npr، آخر الوافدين على هذا الاتجاه هو موقع أندريسن هورويتز، التابع لرجل الأعمال، مارك أندريسن، أحد أقوى المستثمرين في وادي السيليكون، الذي يصف نفسه بأنه “مستقبل الإعلام”. يتكون الموقع في الغالب من مقالات تقنية، كتبها أشخاص لديهم حصة مالية في الأفكار والمنتجات التي يروجون لها، والعديد منها من مؤسسات مدعومة من شركات التكنولوجيا الكبرى.

كثير من الصحفيين الذين يغطون التكنولوجيا ليس لديهم فكرة عما كتبه “أندريسن” مؤخرًا. ذلك لأن المؤسس المشارك والشريك العام لشركة رأس المال الاستثماري “أندريسن هورويتز” يحب حظر الصحفيين، إلى جانب منتقدي صناعة التكنولوجيا وأي شخص آخر قد يُنظر إليه على أنه خصم.

يتبع ذلك استثمار الشركة بكثافة في اتجاهين آخرين؛ التطبيق الصوتي المباشر كلوب هاوس، و Substack للنشرة الإخبارية، حيث يقدم كلاهما نهجًا “مباشرًا” يتيح للمتحدثين والكُتاب إيصال رسائلهم إلى الجمهور مباشرةً، بعدما كانوا في السابق يلجأون إلى وسائل الإعلام.

المسار الخاص

في هذا الشأن، كتبت الصحفية “آنا وينر” في مقالها الصحفي: “مع انتقال صناعة الصحافة إلى مسار جديد، من المرجح أن تتغير التغطية التقنية استجابةً لذلك؛ والسؤال هو ما إذا كانت ستتبنى القصص التي تخبرها الشركات الناشئة الممولة للمشاريع عن نفسها، أم سترسم مسارها الخاص”.

من جانبه، قال الصحفي التكنولوجي “تيموثي لي”: “إن صناعة التكنولوجيا قد يكون لديها خطط أكبر لتعطيل الصحافة. إنهم ينظرون إلى الإعلام على أنه صناعة محتملة أخرى، حيث يمكنهم أن يبتكروا ويصنعوا شيئًا أفضل مما كان موجودًا من قبل، كما فعلوا مع سيارات الأجرة وتدفق الفيديو والكثير من الأشياء الأخرى”.

بمعنى آخر، يمكن للموقع الجديد أن يمنح نفسه مقابلات حصرية أو وصولاً داخليًا، ويقوم بإعلانات كبيرة من خلال منشوراته الخاصة. بينما تصدر الشركات بيانات صحفية طوال الوقت لتسليط الضوء على إنجازاتهم، بحيث تبدو القصص وكأنها مقالات إخبارية، في الوقت الذي تخدع فيه القراء للاعتقاد بأنها مكتوبة من منظور غير متحيز.