المائدة المستديرة
هدير عبد المنعم
عقدت اليوم مائدة مستديرة حول “دور الإعلام في التوعية والدفع بتمكين النساء والفتيات”، برعاية هيئة بلان إنترناشيونال إيجيبت، وضمن مشروع “مستقبلنا في تمكينا”، وذلك بحضور عدد من الإعلاميين والباحثين الاجتماعيين.
في البداية ألقت ميرال كرم، ممثل هيئة بلان انترناشيونال إيجيبت، كلمتها الافتتاحية، ثم قامت أسماء زغلول، مدير مشروع “مستقبلنا في تمكينا” بتعريف المشروع وأهدافه، موضحة إنه مشروع لتمكين الشباب ومنظمات المجتمع المدني لدعم حقوق الصحة الإنجابية والقضاء على ختان الإناث وزواج الأطفال.
المائدة المستديرة
كانت الجلسة الأولى بعنوان “رؤية مهنية للوضع الراهن لتمكين النساء والفتيات: هل هناك فجوة بين الواقع والمأمول؟”، وأدار الجلسة الإعلامي تامر عز الدين، مراسل قناة فرانس 24، وخلال الجلسة تحدث الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق وعضو مجلس الشيوخ، قائلا إن المرأة حصلت على حقوق كثيرة في الفترة الأخيرة في العديد من المحافل، ويكفي أن نرى عدد النساء في مجلسي النواب والشيوخ، فلقد أصبح هناك كوتة حقيقية، كما حصلت على حق التعيين في القضاء ومجلس الدولة والنيابة، وهذه قرارات ثورية، وهناك تمكين حقيقي للمرأة، لكن هناك جهد مهم لا بد أن تقوم به المرأة لأنه لن يكون دائما هناك قرارات فوقية لتمكين المرأة.
أكدت الإعلامية دينا عصمت، مقدمة “برنامج اليوم” على قناة DMC، أن المرأة كانت في المقدمة خلال ثورة 30 يونيو، ولكنها لم تحصل على حقوقها، مضيفة أنها تعتقد أن مؤسسات الدولة العليا والتنفيذية تحاول قدر الإمكان أن تعطي للمرأة بعض من حقوقها، مشيرة إلى أن أغلب البرامج النسائية تتعلق بالطهي والتجميل، وتساءلت أين قضايا المرأة الحقيقية.
ذكر محمود سامي، عضو مجلس الشيوخ، أنه يعتقد أن المرأة تحتاج لبذل جهد كبير حتى تمكن، كما أن تكوين المرأة يضع عليها ضغوط، من خلال تحملها مسئوليات المنزل والأولاد، مؤكدا أن الإعلام عليه جزء كبير في هذا الموضوع، كما أن الإعلام المصري غير ملهم.
أشار محمد الهواري، مدير تحرير المصري اليوم، إلى أنه يشعر أنه يتم التعويل على الإعلام أكثر من اللازم، موضحا أن الناس أصبحوا صناع محتوى مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن الإعلام يصنع المعنى وليس المحتوى فقط، كما أنه مع مرور الوقت لم يصبح مؤثر.
من جانبها، أوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بجامعة الأزهر، أن المشكلة ليست في قوانين أو شرع وإنما في العقول والثقافة، مضيفة أن المرأة مكبلة بعدة أدوار محورية ومؤثرة في حياة المجتمع، مؤكدة أن على الإعلام أن يتواكب مع الأزهر والجامعات ويسلط الضوء على دور المرأة الحقيقية.
أيضا لفتت نيفين عبيد، الباحثة في قضايا التنمية والنوع الاجتماعي، إلى أن رسالة الإعلام لا بد أن تكون منحازة للمرأة، موضحة أن هناك مسئولية سياسية واجتماعية على وسائل الإعلام فيما يتعلق بتمكين النساء.
وكانت الجلسة الثانية بعنوان “دور الإعلام في تمكين النساء والفتيات: هل يمكن للإعلام أن يساهم في التوعية والدفع بالتمكين؟”، وأدار الجلسة الدكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير الأهرام ورئيس مؤسسة ميدياتوبيا، وتحدثت خلالها الدكتورة أمل حمادة، مديرة وحدة دراسات المرأة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، وقالت إن الإعلام ليس المسؤول الوحيد، كما أنه لا بد من الحديث عن الأشخاص الذين يعملون في الإعلام وليس الحديث عنه كمؤسسة في الفراغ، مضيفة أنه لا بد أن يكون هناك تنسيق بين المسئولية الفردية والسياسة العامة.
ذكرت الإعلامية منى سلمان، أن الشيء المؤسف في هذا الموضوع هو استمرار مناقشة نفس الموضوعات منذ القرن العشرين، مضيفة أن الإعلام لا يعمل في فراغ ولكنه لا بد أن يعمل وسط بيئة قانونية، مضيفة أن مجرد وجود قانون رادع في قضية مثل التحرش تسبب في تغيير في سلوك الناس.
بدوره، أوضح دكتور محمد فتحي يونس، رئيس تحرير برنامج “التاسعة” المذاع على القناة الأولى المصرية، أن زاوية من زوايا تمكين المرأة هو أن تأخذ المرأة حقها في القصص الإخبارية، مضيفا أن الصور النمطية للنساء بعد دور سلبي للإعلام، وهناك أدوار إيجابية للإعلام مثل تسليك الضوء على قضايا مثل الميراث وحق المرأة في حرية الملبس.
كما أشار علاء الغطريفي، رئيس التحرير التنفيذي لمجموعة أونا للصحافة والإعلام، إلى أنه في النهاية الإنسان هو إنسان، مؤكدا أنه ينزعج من عناوين مثل “الست بـ 100 راجل” وتساءل لماذا يتم تنميط المرأة؟ لماذا لا نراها كإنسان؟، مضيفا أنهم يصابوا بالحيرة فيما يتعلق بالألقاب مثل “فتاة الفستان وفتاة المعادي”، وهل هناك شيء من التنمر في هذه الألقاب أم لا، لافتا إلى أن القضية هي طريقة التعامل مع المرأة كإنسان بداية من غرف الأخبار إلى قصصها وكيفية تسليتها، متابعا أن هناك قضايا يتم إفسادها لأن الجمهور يريد التسلية، والإعلام مفرط في التسلية والدعاية في حين أن هناك أدوار كثيرة أخرى للإعلام مثل التثقيف والتعليم.
تساءلت الكاتبة الصحفية حنان شومان، حول هل يصح أن ينساق الإعلام وراء وسائل التواصل الاجتماعي؟، مؤكدة أن الإعلام لا بد أن يكون هو المبتكر وهو من يقود وليس العكس، مشيرة إلى أن في موضوع مثل التحرش، عادل إمام وهو ممثل عظيم لكن أيضا له دور في تحسين صورة التحرش، كما أن بعض أفلام تامر حسني تظهر التحرش في إطار كوميدي.
صرح خليل العوامي، رئيس تحرير برنامج “كلمة أخيرة” المذاع على قناة ON، أن المجتمع إن لم يتغير على مدى سنوات طويلة لن يتم تغيير الإعلام أو الفن بمفردهما، مضيفا أن الترند والأخبار الأكثر مشاهدة هي الأخبار المتعلقة بالتحرش والعناوين المثيرة، ومن المؤسف أن كثير من الإعلام يسير خلف ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي.
1- تفعيل دور الهيئات المنظمة للإعلام فيما يتعلق بتقييم الأداء.
2- تثقيف صناع الدراما فيما هو قادم من أعمال والتوعية بتقييم الأعمال السابقة التي أخطأت التناول.
3- ضمان بيئة أعمال آمنة للنساء.
4- تدريب وتأهيل أبناء المؤسسات الإعلامية لتعزيز قدرتهم على تناول قضايا المرأة.
5- دعوة صناع القرار في سوق الإعلام لحسن اختيار الكوادر الواعية بحقوق المرأة.
6- انفتاح الجامعات على المؤسسات المعنية بقضايا المرأة.
7- أن تصدر المؤسسات الإعلامية كتابا للأسلوب يتضمن المفردات والمعايير فيما يتعلق بقضايا النساء.
8- تنقيح الخطاب الديني فيما يتعلق بقضايا المرأة والحد من المحتوى المضلل والسطحي.
9- أن تلتزم المؤسسات الإعلامية بمدونة سلوك تتضمن عقوبات للمخالفين وأن تتضمن السياسات التحريرية للمؤسسات تمييزا إيجابيا للمرأة.