أسماء مندور
يستحق العديد من المخترعين الفضل في هذه التقنية التي تعود أصولها إلى القرن التاسع عشر، حيث تغيرت الطريقة التي يشاهد بها الناس التلفزيون، بشكل كبير، منذ ظهور الوسيلة الأولى على الساحة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وغيرت معها الحياة الأمريكية إلى الأبد.
ولكن المثير للدهشة أن كل هذه التغييرات التكنولوجية كانت في الأساس مجرد تحسينات على نظام أساسي يعمل منذ أواخر الثلاثينيات، مع جذور تاريخية تعود إلى ما هو أبعد من ذلك.
أصول الفكرة
في تقريره، ذكر موقع history أنه لا يوجد مخترع واحد يستحق الفضل في ظهور التلفاز، حيث قدم العديد من العلماء والمهندسين مساهمات، بُنيت على بعضها البعض، لإنتاج ما نعرفه اليوم باسم التلفزيون.
يمكن إرجاع أصول التلفزيون إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر، عندما طور “صامويل إف بي مورس” التلغراف. في حين جاءت خطوة أخرى مهمة في عام 1876 في شكل هاتف “ألكسندر جراهام بيل”، والذي سمح للصوت البشري بالانتقال عبر الأسلاك لمسافات طويلة. تكهن كل من بيل، وتوماس إديسون بإمكانية وجود أجهزة شبيهة بالهاتف، يمكنها نقل الصور وكذلك الأصوات، لكن باحث ألماني هو الذي اتخذ الخطوة المهمة التالية نحو تطوير التكنولوجيا التي جعلت التلفزيون ممكنًا. ففي عام 1884، ابتكر “Paul Nipkow” نظامًا لإرسال الصور عبر الأسلاك عبر أقراص دوارة. أطلق عليه التلسكوب الكهربائي، لكنه كان في الأساس شكلًا “أوليًا” من أشكال التلفاز.
تحسين النظرية القديمة
في أوائل القرن العشرين، عمل كل من الفيزيائي الروسي “بوريس روزينج”، والمهندس الاسكتلندي “آلان أرشيبالد كامبل سوينتون” بشكل مستقل لتحسين نظرية قديمة، كانت عبارة عن تقنية طورها الفيزيائي الألماني “كارل براون” سابقًا، وأنتجوا أول نظام تلفزيوني إلكتروني بالكامل.
كان المهندس الروسي المولد “فلاديمير زوريكين” قد عمل كمساعد لـ “روسينج”، قبل أن يهاجر كلاهما بعد الثورة الروسية. وفي عام 1923، كان زوريكين يعمل في شركة Westinghouse للتصنيع ومقرها بيتسبرج، عندما تقدم بطلب للحصول على براءة اختراعه التلفزيونية الأولى.
في عام 1929، أظهر زوريكين نظامه التلفزيوني الإلكتروني بالكامل في مؤتمر لمهندسي الراديو. وكان من بين الحضور “ديفيد سارنوف”، المدير التنفيذي في مؤسسة الإذاعة الأمريكية، أكبر مؤسسة إذاعية في البلاد في ذلك الوقت. يُقال أن زوريكين كان في الخدمة ليلة كارثة تيتانيك، وعلى الرغم من أنه لم يقم على الأرجح، كما ادعى لاحقًا، بتنسيق رسائل الاستغاثة المرسلة إلى السفن القريبة، إلا أنه ساعد، فيما بعد، في نشر أسماء الناجين.
نظام خاص
في هذه الأثناء، كان المخترع الأمريكي “فيلو فارنسورث” يعمل على نظام التلفزيون الخاص به. يُقال أن فارنسورث، الذي نشأ في مزرعة في ولاية يوتا الأمريكية، جاء بفكرته الهامة، وهي عبارة عن أنبوب مفرغ يمكنه تشريح الصور إلى خطوط، ونقل هذه الخطوط وإعادة تحويلها إلى صور، وهو مازال طالبًا يدرس الكيمياء.
في عام 1927، في سن الحادية والعشرين، أكمل فارنسورث النموذج الأولي لأول نظام تلفاز إلكتروني، يعمل بالكامل بناءً على “جهاز عرض الصور”. لكن سرعان ما وجد نفسه متورطًا في معركة قانونية طويلة مع هيئة الإذاعة الأمريكية، والتي ادعت أن لها الحق في براءة اختراع زوريكين، لعام 1923. حكم مكتب براءات الاختراع الأمريكي لصالح فارنسورث في عام 1934، واضطر سارنوف في النهاية إلى دفع مليون دولار كرسوم ترخيص لـ فارنسورث .
على الرغم من أن العديد من المؤرخين ينظرون إليه على أنه الأب الحقيقي للتلفزيون، إلا أن فارنسورث لم يربح الكثير من اختراعه، وتعرضت له دعاوى استئناف براءات الاختراع من الشركة الأمريكية للاتصالات. ثم انتقل لاحقًا إلى مجالات بحثية أخرى، بما في ذلك الانشطار النووي، وتوفي وهو غارق في الديون عام 1971.
انتشار التليفزيون
قدم سارنوف، بقوته التسويقية، التلفزيون إلى الجمهور بطريقة جذابة في المعرض العالمي في مدينة نيويورك عام 1939. تحت رعاية قسم البث في هيئة الإذاعة الأمريكية، حيث بث سارنوف مراسم افتتاح المعرض، بما في ذلك خطاب الرئيس فرانكلين دي روزفلت.
بحلول عام 1940، لم يكن هناك سوى بضع مئات من أجهزة التلفزيون المستخدمة في الولايات المتحدة. ومع استمرار سيطرة الراديو على موجات الأثير، نما استخدام التلفزيون ببطء على مدار العقد. وبحلول منتصف الأربعينيات، كان لدى الولايات المتحدة 23 محطة تلفزيونية.
ومع زيادة عدد المستهلكين، تم إنشاء محطات جديدة وبث المزيد من البرامج. وبحلول نهاية ذلك العقد، حل التلفزيون محل الراديو كمصدر رئيسي للترفيه المنزلي في الولايات المتحدة.