أعلنت مدربة التربية الإيجابية، سارة سيف عن طرح كتابها الأول في التربية (خالي من المواد الحافظة) تزامنا مع بداية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمُقرر طرحه في دار تشكيل بجناح B38 في صالة 2.
سارة سيف التي كانت من أوائل المدربين الذين حصلوا على اعتماد مؤسسة التربية الإيجابية الأمريكية (positive discipline usa)) لم تكن تفكر في نشر كتابها الأول إلا منذ ثلاث سنوات، حين استشعرت كثرة الاحباطات التي تمر بها الأمهات مهما قدمن من واجبات وتضحيات، وكأنهن يبحثن في حياتهن عن المثالية في التربية، وهو الأمر الذي جعلها تفكر في ضرورة التعافي من تلك المثالية وأن يكون التوازن هو الفعل السحري الآمن لعلاقة طبيعية.
تقول سارة عن سبب اختيارها لمضمون الكتاب وفكرته: “كانت فكرة التعافي من المثالية بالنسبة لي، مفتاح السلام الداخلي والاستمتاع بالحياة، الشعور بالأمان والحب والرحمة وتقدير الذات، ذلك التقدير الذي لولاه، لن تربي الأم أبناء واثقين في أنفسهم، قادرين على مواجهة الحياة، لأنهم سيكبرون في بيوت بعيدة عن الواقع، بيوت وأهالي يطلبون منهم مهام مستحيلة أكبر من طاقتهم، ليس في استطاعة بشر تحملها، وكأنها مهام بسيطة، تماما كما اعتادت الأم أن تفعل مع نفسها، حين صارت تُحمل نفسها فوق طاقتها، فلم تعد تشعر بأي إنجازات مهما حققت منها، فكان هدفي الأول التخلي عن تلك المثالية المفرطة والبحث عن توازن يبقينا أصحاء، بدون مواد حافظة”.
تكمل سارة حديثها عن الكتاب، الذي وصلت صفحاته إلى 560 صفحة: “الاتزان الذي أقصده في كتابي، هو اتزان الانفعالات، المشاعر، العقل والحكمة، وربطهم بمهارات التواصل وفن التعامل مع الأزمات، من خلال منهجية إيجابية، غايتي فيها تنشئة طفل ذو شخصية مستقلة، عطوف، قادر على تحمل المسئولية وإدارة حياته وحل مشاكله بنفسه دون أن يفقد إنسانيته، وأم تتقبل نفسها بعيوبها ومميزاتها، وتظل قادرة على التعامل مع تلك العيوب، وهي مقدرة أن مميزاتها ستعدل الكفة بالتأكيد، وفي الرحلة ستتعلم دون أن تدري كيف ستتمكن من أدواتها التربوية لتقوّم طفلها، باتزان، دون عنف أو تدليل”.
قسّمت سارة كتابها عناوين، وليس فصولا، ستجد أكثر من 80 عنوانا، لكل منهم فكرة، على أمل أن يتقاسم هذا الكتاب في قرائته الأب والأم سويا، بل ويسيرون على التدريبات المرفقة فيه، بالترتيب الذي درسته ووضعته فيه ( إدارة المشاعر والانفعالات، بناء مهارات التقدير، فهم أعمق لشخصيتهم ـ فك شفره السلوك السلبي).
الكتاب بالنسبة لسارة سيف خلاصة بحث وقراءة مراجع في مجالات مختلفة منها المخ والأعصاب، ضافت عليهم خبرة 10 آلاف ساعة في مجال “الكوتشينج” وإلقاء المحاضرات – مصرية وعربية – سواء في التربية الإيجابية أو علاج المشكلات الأسرية، حتى أنها وضعت في الكتابة أدوات مستقلة للتدريب العملي على كل ما ستجده الأم في الكتاب، لكي لا تشعرها أن المحتوى كلام إنشاء سينتهي مفعوله مع الانتهاء من قرائته.
يذكر أن سارة سيف تخرجت في كلية صيدلة، لتقرر بعدها البحث في مجال التربية والعلوم الإنسانية والتفرغ له، وتنضم لمهرجان القاهرة للعلوم؛ الذي شاركت فيه بشكل تطوعي لتقوم بتجارب علمية مع الأطفال عن طريق الحواديت.
لتكتشف وقتها أن شغفها الأكبر، التعامل مع الأطفال، وكيف تبني شخصيتهم وثقتهم في نفسهم.
بعد حصولها على اعتماد مؤسسة التربية الإيجابية الأمريكية (positive discipline usa)، حصلت على اعتمادها كمدربة علاقات وتعافي من الإدمان من الاتحاد الدولي للكوتشتنج international coaching federation. ودرست دبلوم في العلاج السلوكي المعرفي.
شاركت في حملة اليونيسيف للتوعية بأهمية التربية الإيجابية، وفي مؤتمرات دولية للطب النفسي، وحاضرت في كثير من الشركات العالمية وعلى منصة tedex، لتلهم الناس بأفكار تساعدهم على تحسين علاقاتهم بنفسهم وبالآخرين.كما تعقد معسكرات للأطفال والمراهقين والشباب حول العالم، للمساهمة في رفع وعيهم بالثقافات المختلفة؛ وتدريبهم على القيادة والاعتماد على النفس.