رباب طلعت
نجح مسلسل “ليه لأ2” في تقديم مزيج من الشخصيات المختلفة والمميزة، الأقرب للواقع، حيث قدمت الكاتبة مريم نعوم، شخصيات إنسانية تحمل في طياتها الأبيض والأسود، الخير والشر، بعيدًا عن فكرة الأشخاص الملائكة والآخرين الشياطين، ومنهم “بسنت” زوجة “خالد” شقيق “ندى” والتي تقدمها الفنانة يارا جبران.
“بسنت” نجحت في بداية ظهورها في العمل في استفزاز المشاهدين، الذين صنفوها بأنها شخصية “شريرة” وقاسية، إلا أنها نجحت في كسب التعاطف نحوها، وتفهم مواقفها “المستفزة” كما وصفها البعض، مما جعلهم في حيرة بين كرهها ومحبتها، وهو الأمر الذي يضاف إلى رصيد يارا جبران، التي تعود للدراما من خلال “ليه لأ2” بعد “الحساب يجمع” في 2017.
تواصل “إعلام دوت كوم” مع يارا جبران للحديث عن “بسنت” وشخصيتها المليئة بالتفاصيل، وأسباب اختيار شكل حجابها الخليجي، وأطفال “ليه لأ2″، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
1- أتابع ردود أفعال الجمهور وتعليقاتهم على شخصية “بسنت” ولاحظت كيف نجحت في استفزازهم في بداية العمل، ومن ثم وضعهم في حالة من الحيرة بين كرهها ومحبتها في الحلقات الأخيرة، وقرأت الكثير من التحليلات حول شخصية “بسنت” وكم هي قريبة لشخصيات حقيقية في تناقضات مواقفها، وأعجبتني كثيرًا، وسعدت للتفاعل مع الشخصية بهذا الشكل.
2- شخصية “بسنت” كانت غنية جدًا في الكتابة، هي وكافة شخصيات العمل، فهي ليست نمطية، ولا هي “أبيض وأسود”، وذلك يختلف عما اعتادت أغلب المسلسلات تقديمه من قبل، وذلك التوجه بدأ مؤخرًا وظهر بشكل كبير في كافة شخصيات “ليه لأ2″، فكل الشخصيات تقع في الأخطاء ولديها “الحلو والوحش”، وهو ما تحاول فعله مريم نعوم في كافة أعمالها.
3- “بسنت” كانت محظوظة في الكتابة لأن ومواقفها كثيرة، مما أتاح لها فرصة إظهار الكثير من جوانب شخصيتها، وأثناء مناقشة تفاصيل الشخصية مع مريم أبو عوف كنا نتحدث على أنها شخصية ليست شريرة، بل بعض مواقفها تظهر بشكل شرير، ولكن في مواقف أخرى تُظهر وجه آخر لها، فـ”بسنت” لديها وجهة نظر مختلفة ولكنها ليست شريرة في المطلق، وذلك ما عملت على إظهاره خلال الأحداث.
4- ارتداء “بسنت” للحجاب لا أعلم سببه تحديدًا، فمريم أبو عوف هي من تستطيع أن تجيب على هذا السؤال، فهي تحرص دائمًا أن يتناول العمل كافة فئات المجتمع، والمحجبات فئة كبيرة لا يجب تجاهلها في الدراما، ولكن اختيار الحجاب الخليجي ذو الهيئة المرتفعة بهذا الشكل مرتبط بملامح شخصيتها، وقد تم الاتفاق عليه في بداية العمل أثناء مناقشة الدور مع نهاد نصرالله.
5- الحجاب بهذه الطريقة ملائم لـ”بسنت” لأنها شخصية ليست بسيطة في حياتها، فهي متكلفة، ومن أسرة ثرية على عكس أسرة “ندى” و”خالد”، فهي دائما ما تخاف من وضعها الاجتماعي وانطباع الناس وأسرتها عنها وعن زوجها وأبنائها، بالتالي عندما تختار ملابسها وحجابها، ستكون بهذه الطريقة، فهي تبرز دائمًا “الماركات” التي ترتديها، بالتي ستبرز الحجاب أيضًا، وتعمدنا إظهارها بطريقة بعيدة عن البساطة، فهي تحب أن تخبر الناس رسالة “أنا غنية أوي ومن عيلة أوي” وذلك ظهر في متطلباتها المادية أيضًا بعد عودتها من الإمارات، بأنها تريد السكن في كمباوند، ومدارس أجنبية لأبنائها، وهكذا.
6- من وجهة نظري الشخصية فإن إضافة تفصيلة الحجاب لشخصية “بسنت” دون باقي الشخصيات النسائية، كان مهمًا بالنسبة لها، فعلى الرغم من تعنتها أحيانًا إلا أنها تحب الالتزام بالأصول والعادات أكثر من أي أحد.
7- الاحتضان خطوة عظيمة، ولكنها صعبة، ومن المهم إدراك ذلك جيدًا، لأنها مسؤولية كمسؤولية الإنجاب تمامًا، ويزيد على تلك المسؤولية، مواجهة المجتمع وتقبله للطفل المحتضن، لذا فإن الأسرة أو الأم المحتضنة لابد من أن تقدم عليها بثبات وقوة، مع معرفتها بأنها ستخوض حربًا للدفاع عن الطفل في محيطه، ضد أي كلمة أو تصرف يهينه أو يسيء إليه، حتى ولو كان الطفل المحتضن رضيعًا سوف يكبر ويلتحق بالمدرسة وسيواجه مواقف صعبة مع زملائه، فيجب أن يفكر المحتضن في تلك الخطوة كثيرًا ويقدم عليها عن اقتناع لأن ذلك الطفل قد تعرض للكثير في حياته، وفي حاجة للرعاية والراحة لا أن نُثقل عليه بصعوبات أخرى.
8- أطفال العمل كلهم أذكياء وموهوبين بشكل كبير، فكان سهل التعامل معهم وتصوير المشاهد، لأنهم استوعبوها بشدة، مما جعلها تظهر بشكل جيد، وبجانب موهبة “يونس” سليم مصطفى، هناك “آدم”، و”زينة” أبنائي في العمل، وقد تدربوا بشكل كبير مع المخرجة مريم أبو عوف، والفنانة ريم حجاب التي تجسد شخصية “ماما لبنى”، فهي من دربتهم على أدوارهم.
9- مشهد الاعتذار الذي جمعني بـ”آدم” اهتمت به مريم نعوم كعادتها في كل أعمالها، فهي تتعامل باهتمام بالغ بتفاصيل مثل تلك المواقف خاصة مع الأطفال، وبالرسالة التربوية التي توصلها للجمهور، وفي ذلك المشهد حاولنا إيصال فكرة إن الفعل الخاطئ الذي فعله كان بسبب ضغوط نفسية تعرض لها نتيجة تغير حياته وانتقاله من مكان إقامته لآخر، وانشغال أهله عنه بأمور أخرى، فشعر بأن الأشياء التي تمثل له الأمان قد اختفت فجأة، فحاول التعبير عن نفسه حتى ولو كان بتصرف خاطئ، وتلك رسالة مهمة نريد إيصالها للآباء، باحتواء أخطاء أبنائهم والبحث عن أسبابها، أما الرسالة الثانية من المشهد كانت الاعتذار الثنائي من “بسنت”، و”آدم” فكلاهما اعتذر عن تصرفاته “آدم” اعتذر عن السرقة، و”بسنت” عن انفعالها المرة الأولى أثناء مصارحته بانكشاف أمره ومعرفتها بما يفعله، وهو ما نريد أن نخبر به الآباء أنه من الطبيعي الاعتذار لأبنائنا إذا ما أخطأنا في حقهم، وهو ما سينعكس بالطبع على شخصية الأبناء، ويتعلمون ثقافة الاعتذار، ومع ذلك كان يجب أن يكون هناك عقاب ليتعلم من خطأه.
10- أنصح “بسنت” بأن تبتعد عن أسلوبها العنيف مع الأشخاص ويجب أن تدرك بأن هناك طرق سلمية أكثر من أن تؤذي الآخرين للدفاع عن نفسها وأسرتها، فمن الممكن أن تحميهم دون ضرر.