يتحدث مقالنا اليوم عن حق المؤلف وهو مجال معروف ومشهور بين العامة بالمصطلح Copyright ©.
بالمختصر هي الحقوق التي يكتسبها المؤلف على إبداعاته الذهنية والتي يظهر فيها بصمته الشخصية Originality في أي مجال (علمي، فني، أدبي…إلخ) مثل المؤلفات الأدبية والفنية والأفلام السينمائية والألحان. إلخ. وتسمى هذه الأعمال بالمصنفات.
والتي عرَّفها المشرِّع المصري في المادة 138/1 من قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 المصنف بأنه كل عمل مبتكر أدبي أو فني أو علمي أيا كان نوعه أو طريقة التعبير عنه أو أهميته أو الغرض من تصنيفه.
المصنفات الأدبية والفنية التي تشمل: الكتابات، والمصنفات الموسيقية، والمصنفات الفنية كالرسم والنحت، والمصنفات التي تستعمل تقنيات المعلوماتية كبرامج الحاسوب وقواعد البيانات الإلكترونية…. إلخ (المادة 140 من ق 82 لسنة 2002).
وقد أورد المشرع المصري في المادة 140 من قانون الملكية الفكرية تعداد للمصنفات الأدبية والفنية التي تمتع بالحماية وفقا لهذا القانون وذكرها على سبيل المثال وليس الحصر وهي:
ويجب الانتباه إلى أن مضمون المصنفات المحمية هو التعبير عن الفكرة وليس الفكرة بحد ذاتها.
فإذا تصورت حبكة (فكرة اساسية) ما، لنفترض على سبيل المثال قصة غرام بين شاب وفتاة تعترضهما مشاكل عائلية بسبب الفروق الطبقية والاجتماعية، فإن هذه الفكرة لن تكون محمية، وبإمكان أي كاتب أن يؤلف قصة تعالج الحبكة ذاتها.
ولكن متى تم التعبير عن هذه الفكرة من خلال سيناريو معين، أو قصة صغيرة أو مسرحية فإن هذا السيناريو أو هذه القصة أو المسرحية تكون محمية بموجب حق المؤلف. فمسرحية روميو وجولييت لشكسبير، مثلا، تعتبر تعبيراً ابتكارياً محمياً عن هذه الفكرة. ولكن لا شيء يمنع الأدباء الآخرين من استعمال حبكة مشابهة لابتكار مصنفات أخرى.
ومثال على ذلك رواية “اللص والكلاب” للكاتب الكبير نجيب محفوظ عام 1961 التي تم تحويرها لتصبح فيلماً سينمائياً بنفس عنوان الرواية بطولة شكري سرحان وشادية، ثم تم تحوير الرواية مرة أخرى لتصبح مسلسلاً تلفزيونيا بعنوان اللص والكتاب بطولة سامح حسين وحسن حسنى فالمصنف الأصلي هو حق مؤلف للكاتب الكبير نجيب محفوظ وهذا لم يمنع أن يكون هناك حق مؤلف لكل من قام بالتحوير والسيناريو لتُصبح هذه الرواية فيلماً سينمائياً أو مسلسلاً تلفزيونيا فلهما حق المؤلف أيضا عما تم تحويره. لأنهم وضعوا البصمة الشخصية في رؤية الحبكة الأساسية بمنظورهم وبزمانهم وبرزت شخصية الكاتب على تلك التحويرات.