قال الدكتور عبد الشافي أحمد، من علماء الأزهر الشريف، إن المذاهب الثلاثة التي تحدثت عن حكم مرتكب الكبيرة ومن ضمنه القاتل أو المنتحر، هم المرجئة والخوارج وأهل السنة وتحدثوا عن مرتكب الكبيرة وحكمه.
أضاف “عبد الشافي” خلال لقائه مع الإعلامي أحمد مجدي، ببرنامج “بدون حظر”، المذاع على قناة “صدى البلد“، مساء الخميس، أن أهل السنة قالوا أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه، فاسق بمعصيته في الدنيا، ويوم القيامة يحاسبه الله.
أوضح أن الخروج من الإيمان يكون من نفس الباب أي أن ينكر الشخص وجود الله أو ينفي الإيمان برسوله، ولكن الخوارج هم من قالوا إن المؤمن يخرج من الملة بمجرد ارتكاب الكبيرة. متابعا أن الله سبحانه وتعالى وضع أكبر عقاب على جريمة القتل، ومع ذلك لا نستطيع أن نقول على القاتل أو المنتحر كافر.
تابع أن المنتحر خرج عن “الخط” الذي خلقه الله سبحانه وتعالى له. وأن الله خلق الإنسان بيديه وملعون من هدم بنيان الله عز وجل.
أشار إلى أن الانتحار لم يصبح ظاهرة في مصر عكس باقي دول العالم، موضحا أن المنتحر ليس بشخص كافر فهو فاسق وخرج عن الحدود التي وضعها الله سبحانه وتعالى.
من جانبه قال الشيخ سامي ناصف من علماء الأزهر، إن ظاهرة الانتحار قديمة- حديثة، قدمها يؤصل أنها كانت تزيد في فترات وتقل في فترات، وعدد المنتحرون في العالم وصل إلى المليون شخص.
أضاف أن أهل السنة والجماعة أقروا أن المنتحر ليس بكافر، أما الخوارج فحكموا بكفره، لأنهم نظروا إلى العقوبة التي فرضها المولى عز وجل حينما قال «وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا».
تابع أن سيدنا محمد (ص) قال: “من قتل نفسه بشيء عُزب به يوم القيامة”، مضيفا أن الخوارج وجدوا هذه العقوبات وكأنها موازية لعقوبة كافر، فقالوا أنه كافرا من باب التغليظ الشديد المغاير لأهل السنة.
تراجع العالم الأزهري على الهواء مباشرة عن وصف المنتحر بـ”الخارج عن الملة”، قائلًا: “لا أعني خارج عن الملة أن يكون كافرا، بل خرج عن المنهج الذي أقره الله في حفظ النفس البشرية”.