أسماء شكري
أُقيمت غرفة نقاشية عبر نادي اخترنا لك على تطبيق كلوب هاوس برعاية إعلام دوت كوم وأدارتها الكاتبة إيمان سراج، استضافت صناع الجزء الثاني من مسلسل ليه لأ، وهم الكاتبة مريم نعوم ومؤلفة العمل دينا نجم والمخرجة مريم أبو عوف، للحديث عن كواليس التحضير للعمل وردود أفعال الجمهور بعد نهاية عرضه.
مسلسل ليه لأ 2 من بطولة منة شلبي وأحمد حاتم وسارة عبد الرحمن ومراد مكرم ومها أبو عوف وتامر نبيل ويارا جبران ودنيا ماهر وريم حجاب والطفل سليم مصطفى والطفلة منى أحمد زاهر، فكرة دينا نجم التي كتبت السيناريو والحوار بالتعاون مع مجدي أمين ورانيا حسن وسلمى عبد الوهاب، من خلال ورشة سرد وتحت إشراف الكاتبة مريم نعوم، وإخراج مريم أبو عوف.
في البداية قالت مريم نعوم إن تفاعل الجمهور مع المسلسل ونجاحه بهذا الشكل فاق توقعات كل صناع العمل، موضحة أنها شخصيا لم تتوقع أن يحقق المسلسل كل ردود الأفعال الإيجابية تلك، مشيرة إلى أن صناع العمل دائما يأملون أن يتفاعل الجمهور مع شخصيات العمل الفني والتأثر بها ومشاهدته: “بس النوع ده من ردود الأفعال ميتهيأليش إن حد بيكون متوقعها.. دي بتيجي كده توفيق”.
وأيدتها في الرأي مريم أبو عوف، مشيرة إلى أنها اعتبرت فكرة الجزء الثاني أكثر خصوصية من فكرة الجزء الأول؛ ولذلك رأت أنه لن يتفاعل معها قطاع كبير من الجمهور، موضحة أنها قدمت المسلسل: “لأنها حباه” ولكنها لم تتوقع هذا النجاح ورد الفعل المجتمعي الواسع على فكرة الاحتضان، كما ذكرت دينا نجم أنها أيضا لم تتوقع كل هذا النجاح، ولكنها كانت تشعر بالاطمئنان لأن هدف المسلسل نبيل.
من ناحية أخرى، قالت “نعوم” إنهم أثناء التحضير للجزء الأول من ليه لأ لم يفكروا في تقديم جزء ثانٍ وسلسلة أجزاء من العمل، لافتة إلى أن جهة الإنتاج هي التي اقترحت ذلك، موضحة أن الجزء الأول والثاني من أفكار دينا نجم، وقالت “أبو عوف” إنها شعرت بالقلق بعد قرار تقديم الجزء الثاني نظرا لأنه في الغالب لا يحقق نفس نجاح الجزء الأول، مشيرة إلى أنها تحمست للفكرة واعتبرتها مشروعا جديدا: “اعتبرت ده مسلسل وده مسلسل تاني خالص”، لافتة إلى أن عملهم هم الثلاثة أصبح أكثر تفاهما في الجزء الثاني.
أما “نجم” فأكدت أنها ما زالت تحب الجزء الأول من ليه لأ بالرغم من نجاح الجزء الثاني، مستطردة أن عملها على تقديم الجزء الثاني كان أكثر خبرة، وأشارت مريم نعوم إلى أنهم وضعوا للجزء الثاني اسما فيما بينهم، إذ أطلقوا عليه اسم “ابن”، وكانوا يتداولونه أثناء التحضير للعمل، موضحة أنه كانت هناك رغبة من جهة الإنتاج لإطلاق تسمية مرتبطة بالأرقام على سلسلة المسلسل، وهو ما جعلهم يقدمون ليه لأ 1 وليه لأ 2 وسيحضرون لـ ليه لأ 3.
لفتت مريم أبو عوف إلى إن هناك مشكلة في الوسط الفني، وهي أن نجوم الصف الأول من الفنانين الرجال يرفضون مشاركة الفنانات في الأعمال ذات البطولة النسائية، موضحة أن هذا الرفض شيء محزن جدا: “لما بتبقى البطولة رجالية السيدات عادي بيروحوا يشتغلوا.. بس لما بتبقى بطولة نسائية الرجالة مبيبقاش عنهم نفس الإقبال”، مؤكدة أن هذا لا يقلل من وقوف محمد الشرنوبي أمام أمينة خليل في مسلسل ليه لأ 1 وأيضا وقوف أحمد حاتم أمام منة شلبي في ليه لأ 2، مؤكدة أن كلا من “الشرنوبي” و “حاتم” أديا شخصيتهما في العملين على أكمل وجه.
كما أوضحت أن قلة الأعمال الفنية التي قدمتها حتى الآن يرجع إلى فترة مرض والدها الراحل عزت أبو عوف؛ مما كان يجعلها تلازمه خلال تلك الفترة لرعايته، مشيرة إلى أنها عوضت هذا الغياب بتقديمها بعض الإعلانات والكليبات، وكانت تنتظر عودتها إلى الساحة الفنية بعمل يليق.
على صعيد آخر، أكدت “أبو عوف” أنهم كانوا يقصدون ظهور الشخصيات المتناقضة في مشهد هروب يونس في الحلقة الأخيرة، للإشارة إلى طيبة الشعب المصري ووقوفه بجانب بعضه في الأزمات، كما ذكرت أنها من اختارت تقديم مسرحية جحا في نهاية المسلسل لما تحمله من رسالة بأنه صعب إرضاء كل الناس، واستطردت أن شخصية والد نسمة ليست شريرة كما ظن البعض ولكنها شخصية خبيثة وغير صافية النية.
وبالنسبة لظهور سارة عبد الرحمن بمايوه في أحد المشاهد؛ قالت “أبو عوف” إن المشهد كان على حمام السباحة فطبيعي أن ترتدي “رانيا” مايوه”، مشيرة إلى أن سارة كانت قلقة بعض الشيء ولكنها لم تعترض، بينما أوضحت مريم نعوم أن الجمهور اعتاد على ظهور الفنانات بالمايوه في الأفلام القديمة التي تعرض على التلفزيون، لافتة إلى أنها لا تعتبر هذا أمرا غريبا بتقديمه الآن.
قالت دينا نجم إنهم في ورشة سرد المشرفة على كتابة المسلسل، لم يفكروا أثناء كتابة العمل في رسالة أو هدف معين يريدون توصيله للجمهور، مضيفة أن كل ما كان يشغلهم هو تقديم “حكاية” أو قصة للمُشاهد تتلخص في حلم فتاة لم يسبق لها الزواج بأن تصبح أما، مما أدى لتطرقهم لموضوع كفالة الأطفال وبالتالي جاءت باقي تفاصيل المسلسل المتعلقة باحتضان منة شلبي أو “ندى” لطفل من دار أيتام، مستطردة: “مكناش عايزين نوصل رسالة”.
تابعت “نجم” أن: “الموضوع بيبتدي إنك عايز تحكي حكاية مش إنك عايز توصل رسالة”، لافتة إلى أن ما اعتبره الجمهور هدفا أو رسالة من المسلسل للتشجيع على فكرة الاحتضان جاء تلقائيا أثناء عرض العمل، مؤكدة أن وصول هذه الرسالة للمشاهدين أسعدها بالطبع بالرغم من أن صناع العمل لم يقصدوا تقديمها في البداية.
كشفت مريم أبو عوف كواليس اختيار الطفل سليم مصطفى لأداء شخصية يونس بالمسلسل، موضحة أنها اختبرت أكثر من 500 طفل، وفي النهاية استقرت على الثلاثة الأفضل ولم يكن بينهم سليم، مشيرة إلى أنها لم تكن مقتنعة بهؤلاء الثلاثة، حتى بعث لها سليم بالمصادفة برسالة عبر فيسبوك يذكرها به، موضحا أنه شارك في إعلان معها وهو بعمر 3 سنوات، لافتة إلى أنها طلبت مقابلته: “ومن أول ثانية حسيت إن ده يونس أكيد.. وحسيت إنه شبه منة شلبي والكيميا بينهم كانت خرافية”، مستطردة أنهم استقروا عليه في النهاية وبدأوا تدريبه على التمثيل.
وعن اختيار أماكن التصوير في بعض معالم مصر مثل الأهرامات وقرية تونس بالفيوم، أوضحت أنه لم يكن ترويجا لتلك الأماكن بقدر ما كانت تختار أماكن التصوير المناسبة، قائلة: “هي دي مصر أنا مجبتش حاجة من عندي”.
وحول اختيار فكرة احتضان الأطفال في المسلسل وهل كانت مستوحاة من نماذج حقيقية، قالت دينا نجم إنها استوحت الفكرة من فتاة تعرفها شخصيا، محبة جدا للأطفال ولكنها لم تتزوج فلم تنجب: “كانت بتصعب علي وبفكر إنها تمت 40 سنة ونفسها يبقى عندها عيال.. فـ ليه تتحرم من أكتر حاجة بتحبها في حياتها”، ولفتت إلى أنها في بداية التحضير للمسلسل قابلت حالات كفلت أطفالا في الواقع، لتتعرف منهم على تفاصيل التجربة والظروف والمشاعر التي مروا؛ بها مما أفاد في تقديم العمل.
وانضمت للغرفة النقاشية “عبير” إحدى الفتيات الحاضنات، مؤكدة سعادتها بتسليط المسلسل الضوء عليهن، موضحة: “احنا مكنش عارفين نفهّم المجتمع إننا ناس لينا مشاعر.. انتوا نورتوا علينا كشاف ودخلتونا جوة المجتمع”، موجهة الشكر للقائمين على مسلسل ليه لأ 2، مستطردة أن العمل ساهم في تغيير مفاهيم مجتمعية خاطئة من بينها أن الكفالة حرام، مؤكدة أن المسلسل ساهم في توصيل أصواتهم للمجتمع، كما سلط الضوء على المسئولين عن إجراءات الكفالة في مصر وما يبدونه من اعتراضات على كفالة الفتيات “تحديدا” للأطفال.
كلوب هاوس