ربيع فهمي ـ يكتب المحتوى اليتيم وكنز التبني
منصات كثيرة تغفل عن أقصر الطرق – الشرعية – وربما أفضلها في رحلتها الشاقة نحو زيادة عدد متابعيها.
تنجرف هذه المنصات كما تنجرف سفنية بلا شراع أو دفة توجيه، فيكتشف طاقمها فجأة ذات صباح، أن أعواما قد مرت دون أن يجدوا اليابسة بعد، رغم ما بذلوه من جهد وما أنفقوه من مال!
الفكرة باختصار أن جمهورك – قل عدده أو كثر – كي يتنامى يجب أن يخضع للدراسة التفصيلية والتحليلية باستمرار.
لأنك كمنتج محتوى عندما تعرف جمهورك جيدا وتعرف ماذا يحب وماذا يكره تستطيع بسهولة أن تقدم له محتوى يتفاعل معه ويعيد نشره ويقدمه إلى دائرة معارفه، وهذا ما نسميه كنز التبني.
وكنز التبني لا يعني أنك لن تقدم للجمهور إلا ما يرضيه فقط، فالتبني بالسلب أو الإيجاب كلاهما كنز.
ويختلف معنى “تبني المحتوى” عن المعنى الشائع والمعروف لكلمة “التبني” في أن المتبني “الجمهور” له الحق في الثناء والمديح أو القدح والذم، وما أمتع ذلك!
فقد قدم لك جمهورك نفسه على طبق من ذهب وكشف لك شيئا عن آرائه التي لن تتأخر عن دراستها وتوظيفها في منتج جديد يكون أيضا قابلا للتبني.
الخلاصة هنا أن المحتوى قبل أن يكون منتجا يكون بلا شك عدما أو لا شيء ثم يخضع لعملية تخليق تنتهي بأن يكون منتجا، وعملية التخليق هذه هي التي يجب أن تراعى فيها الصفات والمعايير اللازمة لكي يتبني جمهورك منتجك ويقدمه للآخرين، وهكذا.