أن تتقدم وسيلة إعلامية باعتذار إلى جمهورها عن خطأ انطلق عبر شاشاتها فهو أمر محمود بالطبع، لكن الإشادة بالاعتذار تتطلب أولا أن يكون رد فعل القناة متوافقا مع الواقع الذى لا يعرفه للأسف الكثير من المشاهدين.
قناة «سى بى سى» اعتذرت عن الفستان الذى ظهرت به الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى فى أحدث الحلقات الأسبوعية من برنامج اكتشاف المواهب الأقدم «ستار أكاديمى»، الفستان أثار لغطا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى فسارعت القناة بكتابة الاعتذار فى الشريط الإخبارى وكان نصه «تعتذر قناة سى بى سى، عما بدر من الفنانة هيفا وهبي فى البرايم وسوف تتخذ احتياطاتها فى البرايمات المقبلة».
القناة المصرية لمن لا يعلم مجرد شاشة تنقل ما يتم عرضه على قناة «إل بى سى»، وليس لها أى تدخل فى المحتوى من قريب أو بعيد وكل العاملين فى السوق الإعلامية على يقين من ذلك. نعم هناك تنسيق لأن البث مشترك، غير ذلك هى مجرد ناقل للمحتوى وحسب، تماما كما تنقل تفاصيل الحياة اليومية بين المشتركين فى «ستار أكاديمى» حيث الكاميرات معلقة فى كل مكان، البرنامج كله قادم من الثقافة الغربية، فهل لم تجد «سى بى سى» فى هذه الثقافة ما تعتذر عنه سوى فستان هيفاء وهبى؟! والمضحك أنه حتى صياغة الاعتذار تضمنت كلمة «البرايم» بالمفرد والجمع، وهى كلمة غير عربية كما هو واضح، والمفروض أن نصدق أن إدارة القناة اتصلت ببيروت وطلبت منهم تحذير نجمات «البرايمات» المقبلة من الفساتين الكاشفة، ولولا حالة الجدل حول الفستان لما فكرت إدارة القناة فى بث الاعتذار الذى لا معنى له غير حفظ ماء الوجه، فهى نفس القناة التى منعت برنامج «البرنامج» على أساس أنه ملىء بالإيحاءات الجنسية فكيف ستبرر ما يعتبره البعض تجاوزا للخطوط الحمراء بظهور إحدى المطربات بهذا الشكل على الشاشة؟ وإذا حللنا مواد درامية وبرامجية أخرى على شاشة القناة وغيرها من القنوات المصرية لوجدنا ما يستحق الاعتذار ربما أكثر من فستان هيفاء هذا إذا اعتبرنا ما كانت ترتديه هيفاء فى تلك الليلة فستانا أصلا.
نقلًا عن جريدة “التحرير”